تابع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك كل ما يتعلق بتوفير كافة متطلبات جامع "الوالدين" بتبوك الذي نفذ على نفقة سموه برا بوالديه - رحمهما الله - والجامع جاء تتويجا لمشاريع بناء 36 جامعا ومسجدا نفذت على نفقة سموه بالمنطقة خلال 20عاما. وشهر رمضان لهذا العام، هو أول رمضان تؤدى فيه الصلاة بعد افتتاحه، ويشهد إقبالا كبيرا من المصلين من ساكني مدينة تبوك، وضيوف بيت الله الحرام القادمين لأداء العمرة في شهر رمضان عبر الطريق الدولي خاصة لأداء صلاة التراويح والتهجد نظر لما يوفره من عوامل عديدة ساعدت في دعم الطمأنينة والخشوع مما خلق جوا روحانيا مميزا، تغذيه إبداعات فنون عمارة حديثة مستوحاة من أصول العمارة الإسلامية، ويعد الجامع إضافة جديدة للتطور الحضاري والعمراني، الذي تعيشه المملكة.. ويؤم المصلين في صلاة التراويح والتهجد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة تبوك الشيخ أحمد الحفير. ويعد الجامع أنموذجاً فريدًا في التصميم والبناء، إذ يتميز بروعة تصميم مآذنه الست ذات الارتفاع البالغ 46 مترًا، وقبته الرئيسية، التي يصل قطرها 25 مترًا، كواحدة من كبرى القبب، والفريدة وهي تجسد الاهتمام بالجوامع والمساجد بتبوك بشكل خاص والمملكة بشكل عام. وكانت تفاصيل الجامع الذي وضعت لبناته الأولى في 22 من شهر جمادى الأولى عام 1433ه، مستوحاة من رؤية جديدة في عمارة المساجد، ومحاولة لطرح فكر جديد لشكل الجامع دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية؛ ليكون إضافة جديدة للتطور الحضاري والعمراني، الذي تعيشه المملكة، فيما راعت الفكرة المعمارية للجامع توفير ساحة كبيرة خارجية للصلاة، إلى جانب الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع، ومواقف للسيارات تجنبًا للضوضاء، وتحقيقًا للهدوء الذي تتطلبه شعيرة الصلاة، بحيث جاء تصميمه انسيابيًا، يتيح استيعاب صفوف أمامية كبيرة للمصلين، وتصغر كلما اتجهنا للخلف، محققًا كثيرًا من المرونة في دخول وخروج المصلين في أوقات الذروة. ويتسع الجامع لأكثر من 15 ألف مصل داخل أروقته وخارجها، خصص منها قسم للنساء يتسع ل3000مصلية، وهو عدد يعكس مساحة الجامع الكبيرة وتصميمه العمراني الفريد، الذي يجعل منه علامة بارزة بمنطقة تبوك. ويقع جامع الوالدين على مساحة إجمالية تصل إلى 125 ألف متر مربع وتحيط بالجامع ساحات خارجية مرصوفة، ومكسوة بالمسطحات الخضراء تقدر مساحتها بأكثر من 30 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 300 نخلة، وأكثر من 1500 شجرة متنوعة، كما صممت مواقف السيارات لتتسع لأكثر من 5000 سيارة، مع وجود مصعد كهربائي، ومبنى خاص لسكن الإمام والمؤذن تصل مساحته إلى 1300 متر مربع. وروعي في تصميم الجامع متطلبات واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة.. وجهز بشاشات عرض حديثة تتيح لرواد الجامع من هذه الفئة، الاستفادة من المحاضرات والدروس والندوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما يضم جامع الوالدين مكتبتين إحداهما للرجال، والأخرى للنساء، وغرفة خدمات لإدارة أنشطة الجامع. وجهز الجامع بالسجاد الفاخر، وزود بأكثر من 7000 نسخة من القرآن الكريم، إلى جانب المستلزمات من حوامل مصاحف، وتوفير كراسي لكبار السن وغيرها من الأعمال التي تخدم المصلين. وبحسب الموقع الحيوي الذي يقع عليه الجامع فإنه يعتبر معلماً رئيسياً من معالم منطقة تبوك، فهو يأتي على مفترق طرق رئيسية ويطل على كورنيش تبوك، ومحاذٍ للطريق الدولي الذي يسلكه الحجاج والمعتمرون والزوار أثناء قدومهم من منفذ حالة عمار.