أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينةالمنورة، صباح أمس أولى الرحلات السياحية المعتمدة ضمن مبادرة «السعودية وجهة للمسلمين»، إحدى مبادرات الهيئة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 والتي تتوافق مع رؤية المملكة 2030م. ويهدف البرنامج إلى تفعيل الأنشطة والبرامج السياحية الخاصة بزوار الحرمين الشريفين ضمن برنامج «رحلات ما بعد العُمرة»، وذلك بالتعاون مع شركات الرحلات السياحية المعتمدة لدى هيئة السياحة، لتنظيم الرحلات السياحية الخاصة بالزوار إلى محافظات منطقة المدينةالمنورة. ويأتي اعتماد مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينةالمنورة، لبرنامج المسارات السياحية لرحلات ما بعد العمرة بشكل رسمي عقب الانتهاء من كافة الإجراءات التي تتضمَّن تطوير النظام الإلكتروني الخاص بنقل مسؤولية مُشغّل العمرة إلى منظم الرحلات السياحية بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة وشركة سِجل وشركة علِم. وكانت المدينةالمنورة قد شهدت انطلاق برنامج رحلات ما بعد العمرة برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية، حيث سيّرت الهيئة بالتعاون مع شركائها الرحلة الأولى إلى محافظة ينبع صباح أمس مرورًا بمحافظة بدر بمشاركة 20 معتمرًا ماليزيًا، فيما ستكون انطلاقه الرحلة الثانية في صباح اليوم التالي بمشاركة المعتمرين لزيارة المواقع السياحية بمحافظة العلا، في حين ستتوالى الرحلات السياحية المجدولة بالتتابع بعد ذلك في إطار تفعيل المسارات السياحية لرحلات ما بعد العمرة بمنطقة المدينةالمنورة. ويُعد البرنامج أحد مسارات مبادرة المملكة وجهة المسلمين الذي تعمل الهيئة على تنفيذه بالتعاون مع عدد من الجهات، والتي يشارك فيها المعتمرون بعد أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي بحسب البرامج والمسارات السياحية المعتمدة من قبل مجلس التنمية السياحية بالمنطقة بهدف توفير تجربة سياحية مميزة تمكن الزائر من الاطلاع على ما تتميز به بلاد الحرمين من مقومات سياحية مميزة وقيمّة ذات أبعاد اجتماعية، وثقافية، وبيئية، واقتصادية، تحاكي قيمتها الإسلامية، وتروي أصالة تراثها العريق وتجسد ضيافتها التقليدية. زيارة ينبع والعلا وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينةالمنورة المهندس خالد بن حسين الشهراني أن سياحة المنطقة بالتعاون مع شركائها، نجحت في إطلاق أولى الرحلات السياحية الخاصة ببرنامج سياحة ما بعد العمرة، إلى محافظة ينبع وقال: تتضمَّن الرحلة السياحية بمشاركة معتمرين ماليزيين زيارة حي الصور التاريخي وكذلك تنفيذ جولات سياحية على شرم المحافظة الساحلية وسوق الليل الشعبي وشواطئ الهيئة الملكية ومتحف رضوى كما تشمل الرحلة زيارة محافظة بدر، كما تشتمل الرحلة استراحة خاصة لتناول وجبة الغداء وأداء صلاة العصر في مسجد العريش ومن ثم سيستمع مستفيدو البرنامج السياحي إلى تفاصيل موقعة بدر من خلال المرشدين السياحيين المعتمدين لدى الهيئة بالإضافة تنفيذ العديد من الجولات التعريفية بالمحافظة وستنتهي الرحلة السياحية بعودة المعتمرين إلى المدينةالمنورة في نهاية اليوم. وأشار الشهراني إلى أن محافظة العلا ستكون المحطة السياحية التالية ضمن المسارات السياحية ضمن برنامج رحلات ما بعد العمرة حيث سيشهد يوم الثلاثاء انطلاقه الرحلات السياحية إلى هناك بمشاركة معتمرين من جنسيات متعددة وتشمل الرحلة تنفيذ جولات سياحية في البلدة القديمة فيما خصصت الشركة المنظمة للرحلات السياحية مخيم صحاري كمحطة رئيسة للاستراحة وتناول وجبة الغداء ومن ثم سيعقب ذلك زيارة منطقة الحجر وجبل الفيل بمشاركة المرشدين السياحيين وتختتم الرحلة السياحية بتناول وجبة العشاء والعودة إلى المدينةالمنورة في نفس اليوم عبر الحافلات المكيفة الخاصة بالرحلات السياحية. ونوه إلى أن البرنامج يهدف إلى تمكين المعتمرين من الالتحاق برحلات سياحية من خلال تهيئة الوجهات السياحية بالمنطقة لاستقبال المعتمرين وتوفير تجربة سياحية مميزة وكذلك تمكين القطاع الخاص والمجتمع من تقديم خدمات سياحية بشكل مباشر وهو الأمر الذي يحفّز الطلب على رحلات ما بعد العمرة ضمن برنامج الرحلات السياحية بمنطقة المدينةالمنورة. أكد محافظ العلا سعد بن مرزوق السحيمي جاهزية المحافظة لاستقبال وفود رحلات برنامج ما بعد العمرة وذلك من خلال تنظيم مجموعة كبيرة من الأنشطة والفعاليات السياحية التي تتواكب مع حجم ما تحتضنه المحافظة من مقومات سياحية وآثار تاريخية عظيمة. وقال السحيمي: هيأت اللجنة العليا لتطوير العلا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، العديد من المواقع الأثرية بالمحافظة التي تأتي مدائن صالح في مقدمتها وكذلك موقع الخصيبة وجبل عتمة وجبل الفيل والعديد من المواقع السياحية الأخرى، لاستقبال الوفود من زوار المحافظة، وأضاف: تملك العلا أيضًا العديد من المواقع الطبيعية المشتملة على المنتزهات الجبلية التي تتميز بها المحافظة على مستوى المملكة خصوصًا في قطاع المخيمات البيئة، وتوقع السحيمي أن تنعكس تلك المبادرة على المحافظة بصورة إيجابية وتساعد في تعزيز مواردها الاقتصادية وتهيئة المزيد من فرص العمل لأبنائها في قطاعي الإرشاد السياحي والمهن والحرف اليدوية. السماعيل: «رحلات ما بعد العمرة» إثراء للمحتوى السياحي أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمناطق حمد السماعيل، أن برنامج «رحلات ما بعد العمرة» أحد محاور مبادرة «السعودية وجهة للمسلمين»، يُعد بمثابة التجربة الفريدة الموجهة للمعتمرين والتي تهدف إلى إثراء تجربتهم السياحية خلال زيارتهم إلى المملكة التي تحتضن مواقع التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة التي تحظى بدعم وعناية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وضعت تصورًا لتكون المملكة الوجهة السياحية الأولى التي تستقطب ملايين المسلمين من حول العالم. وثمَّن السماعيل رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، لانطلاقة برنامج رحلات ما بعد العمرة في المدينةالمنورة وتوجيهات سموه بتسخير كافة الإمكانات وتهيئة مواقع الجذب السياحي بالمنطقة لضمان نجاح هذه المبادرة الرائعة التي ستضيف الكثير للمعتمرين من زوار المنطقة الراغبين في الاستفادة من الخدمات السياحية الجديدة التي تساعد على تعريف الزائر بالأبعاد الاسلامية والحضارية والثقافية والاقتصادية والسياحية بالمملكة. وأشار السماعيل إلى أن الهيئة نجحت في تأهيل عدد من الشركات الوطنية الرائدة لتنفيذ البرنامج في عدد مناطق المملكة وشرعت بالتعاون مع شركائها في إنهاء كافة إجراءات تسجيل منظمي الرحلات المشاركين وتجاوز العقبات الأخرى بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بمركز المعلومات الوطني والشركاء الأخرين، ولفت إلى أن سياحة المدينة تمكنت من خلال تنظيم ورش العمل المتنوعة من تدريب وتأهيل العاملين بالشركات السياحية على المستوى المحلي لتنفيذ برامج المسارات السياحية المعتمدة بالمنطقة. البيجاوي: برنامج الرحلات يعكس اهتمام المملكة بزوار الحرمين أكد وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الزيارة بمنطقة المدينةالمنورة محمد بن عبدالرحمن البيجاوي، أن برنامج مسارات رحلات ما بعد العمرة، يتوافق مع محاور رؤية المملكة 2030 التي تتضمَّن العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وقال: يُعتبر البرنامج الذي انطلق من المدينةالمنورة فرصة مواتية لإثراء تجربة الحاج والمعتمر الكريم في تمكينهم من التعرف أكثر على تاريخ المملكة الإسلامي والحضاري ويأتي ذلك في ظل استمرار الدولة -أيدها الله- في رعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما، وأضاف أن البرنامج يُعد بمثابة إضافة جديدة تفتح الآفاق للزائر الكريم للتعرف أكثر على ثقافة المملكة وحضارتها بعد أداء النسك والشعائر في رحاب البلاد المقدسة في أمان وطمأنينة. السليم: «رحلات ما بعد العمرة» خطوة في خطة التنمية بالمنطقة اعتبر محافظ ينبع المهندس مساعد السليم رئيس مجلس التنمية السياحية أن الموافقة باعتماد محافظة ينبع كإحدى أهم النقاط الرئيسة للمسارات السياحية للمنطقة ضمن منظومة رحلات ما بعد العمرة، تُعد خطوة داعمة لمساعي مجلس التنمية السياحية في تنمية القطاع السياحي في المدينة الساحلية. وأشار السليم إلى أن سياحة ينبع تحرص من خلال الأنشطة والفعاليات على الاهتمام والعناية بضيوف المحافظة وزوار المنطقة وكذلك القادمين عبر مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، المنفذ الجوي للمحافظة، وأضاف: إن اختيار المحافظة ضمن مسارات الرحلات السياحية يؤكد عناية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، بهذه المدينة الساحلية التي تحمل أهمية تاريخية كبيرة باعتبارها ممرًا رئيسًا لقوافل الحجيج لعشرات السنين. ونوه المهندس السليم إلى أن البرنامج يشتمل على تقديم معلومات غنية تروي قصة الإرث الحضاري والتاريخي الذي تمتلكه المحافظة كأحد أقدم الموانئ التي تستقبل القادمين عبر البحر الأحمر. أكد محافظ بدر مبارك بن عطاالله المورقي أن إمارة المنطقة أشرفت على تنفيذ مجموعة من الإجراءات والبرامج بهدف تهيئة المواقع التي تشكل نقاطًا للجذب السياحي بالمحافظة ضمن خطة المسارات السياحية، وقال: إن برنامج رحلات ما بعد العمرة التي تحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، ستحمل مردودًا إيجابيًا للمحافظة وستشكل فرصة سانحة تمكن الزائر من التعرف أكثر على ما تعيشه المنطقة بشكل خاص وبلادنا بشكل عام من برامج تنموية تتمتع بمنظومة من الأمن والاستقرار، وتهدف إلى التعرف أكثر على تاريخ هذا الوطن وأمجاده فضلًا عن رواية التاريخ الإسلامي وثقافة وعادات أهالي المناطق، وأضاف: إن هذه المنظومة المتكاملة من البرامج والأنشطة تخلق بشكل مباشر المزيد من الفرص الوظيفية المختلفة لأبناء المحافظات والمناطق فضلًا عن مساهمتها في تعزيز الأنشطة التجارية الأخرى المتعلقة بالزائر كخدمات التموين والنقل والإعاشة وغيرها وهو ما يشكل حراكًا اقتصاديًا فعّالًا ينعكس مباشرة على المحافظات.