قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تعازيه ومواساته في فقيد الصحافة السعودية الراحل تركي السديري، وتطرق الملك سلمان إلى علاقته الوطيدة بالأستاذ تركي السديري كصديق وإعلامي أعطى للصحافة السعودية الكثير. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه خادم الحرمين الشريفين بأسرة الفقيد الأستاذ تركي السديري، سائلا الله أن يتغمّده بواسع رحمته ومغفرته. وكان الوسط الصحافي والإعلامي قد فجع صباح أمس الأحد برحيل الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، رئيس تحرير جريدة الرياض الأسبق، والمشرف العام، حيث ستقام الصلاة على الفقيد بعد صلاة العصر اليوم الاثنين بجامع الملك خالد بأم الحمام في مدينة الرياض. ويعتبر الفقيد من القامات الصحفية السعودية حيث يطلق عليه «ملك الصحافة « و»عميد الصحافة السعودية» وقد تولى رئاسة تحرير جريدة الرياض قبل نحو 44 عاما. ولد السديري عام 1363ه بمدينة الغاط التابعة لمنطقة الرياض وتلقى تعليمه بمدينة الرياض عمل رئيس تحرير لجريدة الرياض منذ عام 1393ه حتى قبول استقالته بتاريخ 16 شوال 1436ه، أطلق عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمة الله- لقب «ملك الصحافة» كما أنه انتخب أول رئيس للاتحاد الصحافة الخليجية عام 2005م. رحيل السديري أشاع حالة من الحزن وسط زملائه الإعلاميين والصحفيين والمثقفين، حيث يقول محمد الوعيل، رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقًا: كان أحد رموزه الكبار في الإعلام بل في الساحة العربية والمحلية. إذ يعد السديري من المتميزين من حيث الطرح وجزالة الكلمة وعمق المعنى، وكان نموذجًا للمهنية الصادقة والمتفاعل الدائم مع هموم وطنه، ولعلنا نتذكر في هذه الوقفة زاويته الشهيره «لقاء» حيث تعتبر هذه الزاوية نموذجًا للطرح المتوازن والصادق. أعرب مدير تحرير الشؤون الثقافية بصحيفة الرياض عبدالله الحسني عن تعازيه لأسرة الفقيد والعاملين في مؤسسة اليمامة الصحفية والوسط الإعلامي، قائلاً: يبدو الحديث عن هامة شامخة بحجم وأهمية تجربة الفقيد الأستاذ تركي السديري حديثا صعبا صعوبته تكمن في شساعة هذه الشخصية الاستثنائية التي تأثر بها أجيال من الصحفيين، وفإن رحل جسده فإنه باقٍ اثره، وما زلنا جميعًا دون استثناء متدثرين بمعطفه الصحفي والفكري والانساني لقد أثر هذا الرجل الكبير فينا جميعا، وقد كانت تجربتي على المستوى الشخصي تجربة اعتبرها عظيمة، فقد كان نعم الأب والأخ الموجه والمشجع ومن يدفعك بقوة وثقة إلى الأمام. ويقول الصحفي بجريدة الرياض سلطان العثمان: على الصعيد المهني كان الراحل السديري دائمًا يبدأ بالملاحظات ومهتم بتنظيم الوقت والانضباطية، فهو مدرسة في العمل الإداري والمهني العملي، كما لديه جانب إنساني كبير جدًا في دعم الجمعيات الخيرية وجمعيات الإعاقة. بصمة إعلامية عبّر الإعلامي سليمان العصيمي، نائب رئيس تحرير «الرياض» سابقًا عن حزنه بقوله: الراحل الكبير تركي السديري صديق قريب، رجل لم أعرف عنه إلا الخلق الطيب، والأدب في الكلام والتعامل، رجل كوّن في حياته بصمة إعلامية لا تنسى، يشرفني في الحقيقة أنني عملت إلى جانبه في العديد من المهمات داخل المملكة وخارجها، جمعتني مع الراحل عدة لقاءات وكان مثالاً للإعلامي القدوة وكان رجلًا متسامحًا ناجحًا. ولاشك أن الراحل لم يكن صحفيًا فحسب بل كان مدرسة جامعة وهو يعد استاذ أجيال ولم تنجب الساحة الإعلامية مثله. كان أبوعبدالله مثالاً للمهنية والاحترافية ويملك رصيدًا من الاحساس المهني والاخلاقي العالي جدًا الذي يؤهله لأن يكون منبرًا إعلاميًا. ومن حسن حظي أن تتلمذت على يديه منذ المرحلة المتوسطة ولازمته كثيرًا وبكيت من أجله كثيرًا وهذا الرجل لم يكن إلا تاريخًا كبيرًا في الاعلام ويكفيه أن لقبه الملك عبدالله -يرحمه الله- ب»ملك الصحافة»، وقد تبوأ مناصب كثيرة وكان له الاحترام والتقدير من القيادة السعودية وقيادات الدول الخليجية والذي كان يحظى بمحبتهم وتقديرهم. القوي الصارم ويقول الإعلامي خالد دراج، رئيس مركز أوان للاستشارات والدراسات الإعلامية: برحيل الاستاذ تركي السديري تكون الساحة الصحفية والمنظومة الاعلامية السعودية قد فقدت احد فرسانها ومؤسسي مرحلتها الثانية المتمثّلة في صحافة المؤسسات والتي أتت بعد صحافة الأفراد. وقد عملت تحت إدارة الأستاذ تركي لفترتين في صحيفة الرياض وتشرفت برفقته في عشر رحلات ضمن الوفد الاعلامي الرسمي المرافق للملك عبدالله رحمه الله عندما كنت رئيسا لتحرير صحيفة شمس وكذلك عملت معه لثلاث سنوات كعضو مجلس ادارة لهيئة الصحفيين في دورتها الثانية، وبالتالي كنت قريبا منه ومن فكره وطبيعة عمله، فلمست أنه لا يؤمن ببيروقراطية المكاتبات والتخاطب ولا يحبها، كما أنه هو صانع مؤسسة اليمامة الصحفية ورجلها الأول منذ ترؤسه لتحريرها إلى حين استقالته، وقد كان قويًا وصارمًا، إذا اتخذ القرار لا يمكن لأحد أن يعارضه فيه، وفي ذات الوقت كان كريمًا جدًا مع من يعملون معه وبالذات من أحبهم. قامة صحفية أما خالد المطرفي، فبرغم أنه لم يحظ بفرصة العمل مع الراحل، إلا أنه يستعيد ذكريات ربطته بالسديري، عبر عنها بقوله: الاستاذ تركي السديري، لم أعمل معه، ولكن ربطتني به علاقة ود وتواصل دائم، فهو قامة صحفية في هذا البلد، لم أحدثه عن صديق إلا ويتجاوب من أجله ولأجله، إنسان وقامة في العمل الصحفي.. رحمه الله رحمة واسعة، وأبدله دارًا خيرًا من داره. شخصية استثنائية رمز لامع كما تحدث رئيس قسم الصحافة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الحبيب بقوله: رحمة الله على فقيد الصحافة السعودية والعربية وأحد رموزها اللامعة قاد دفة رئاسة تحرير صحيفة الرياض بكفاءة واقتدار لأكثر من (4) عقود من الزمن وأكثر من (5) عقود في الكتابة والعمل الصحفي نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. معلم الاحتراف ويقول القاص محمد علي قدس: رحم الله الأستاذ الصحفي المخضرم الكبير تركي عبدالله السديري غفر الله له وأسكنه فسيح جناته. قاد مسيرة جريدة الرياض الصحفية وحقق لها من النجاح والانتشار ما جعلها ضمن الصحف العربية العريقة المشهورة.وحققت الجريدة طوال السنوات التي ترأس فيها جهاز تحريرها أعلى نسبة في الأرباح من دخلها الإعلانات فيها.تعلمنا منه العمل الصحفي المحترف وطالما التقينا في القاهرة وقد حظي باهتمام رجالات الصحافة ورموزها في مصر والعالم العربي، كما تأسست هيئة الصحفيين السعوديين بجهوده وانتخب رئيسا لها لعدة سنوات متتاليات.