أكد الباحث اليمني فارس البيل، وجود مخطط إيراني لتشويه عقل الشعب اليمني من خلال جماعة الحوثي، عبر تغيير المناهج ونشر الأفكار العبثية، وذلك تحت ستار الانتماء لآل البيت. وأوضح في حديثه ل»الرسالة» أن ميلشيات الحوثي خلال الأشهر الأولى من سيطرتها على صنعاء وضعت قبضتها على المساجد والمدارس، ومنعت صلاة التراويح وفرضت طريقة معينة لحلاقة الرؤوس، ولم تسلم من التشويه صالات الأعراس التي أجبرت على الاحتفال بالعرس على طريقة معينة. كما وزع الحوثي ملازم كتبها حسين بدر الدين الحوثي، تؤسس للفكر الاثني عشري الذي ينساق لفكر ولاية الفقيه الفارسي. ممارسات طائفية وعن ممارسات جماعة الحوثي الطائفية، قال: إن مندوبي جماعة الحوثي كانوا يطوفون على الساحات الشعبية، لإجبارالمواطنين على قراءة ملازم بدرالحوثي، التي تقوم على فكر ايراني طائفي يزرع الشقاق والانقسامات بين أبناء الشعب اليمني الواحد الذي اعتاد على التعايش سلمياً على مدار عشرات السنين. وأشار إلى أن بعض اليمنيين كانوا يتبعون المذهب الشافعي وآخرين على المذهب الزيدي، مشيرًا إلى أن الدولة الإيرانية استغلت هذه الثغرة لتدخل اليمن عن طريق المذهب الزيدي، وان تنشره في محافظة «صعدة»، التي كانت تنتمي له بشكل عام على مدار عشرات الأعوام. وبعد أن قويت شوكة هذه الجماعة، طالبت بإنشاء جامعات ومؤسسات تعتنق المذهب الاثني عشري، ثم استطاعت الجماعة الانتشار بالمحافظات المتطرفة مستغلة الجهل المنتشر بين قاطنيها بدعوى أنها تنتمي لآل البيت، وخضع الناس من هذا المنطق لهذه الفئة وبدأت تسرب أفكارها الدخيلة على الشعب اليمني ثم تطورت لحركة مسلحة. الاختراق الإيراني وردًا على سؤال بشأن الاختراق الإيراني لليمن، قال: إنه لم يبدأ مع جماعة الحوثي فقط، موضحا أن إيران دأبت على اتباع طريقة الابتزاز والتخفي للدخول إلى الشارع اليمني، واشار الى ان نظام الملالي أنشأ منذ سنوات وسط العاصمة اليمنية مستشفى يحمل اسم «المستشفى الايراني»، ثم تم الكشف عن طبيعته كمقر استخباراتي تجسسي ايراني. واشار الى ان الشعب اليمني دأب على التعايش السلمي قبل ظهور جماعة الحوثي على الساحة بشكلها المسلح، مشيرًا الى أنه في صعدة على سبيل المثال كان هناك أصحاب الفكر السلفي الذين يعيشون مع أبناء الطائفة اليهودية اليمنية إلى جانب من ينتمون للمذهب الزيدي، ولكن بعد مجيء الحوثي طرد اليهود وشرد أصحاب الفكر السلفي. ودلل على جهل جماعة الحوثي ورغبتها في استنساخ الفكر الإيراني، بأنه بعد سيطرة الجماعة على صعدة وسرقة الوزارات السيادية منح عبدالملك الحوثي وزارة التربية والتعليم لشقيقه يحيى الحوثي، وهو شخص مطلوب للإنتربول الدولي، ولا يمتلك أي شهادة من التعليم سوى إجازة من والده. وأشار إلى أنه منذ اللحظة الأولى حرص يحيى على إحداث تغييرات في مناهج التربية الإسلامية والتاريخ بحذف الأحداث التي تدين الحوثيين وإضافة أخرى تمجدهم وتظهر الثورة الإيرانية على أنها منقذة العالم العربي. وعن المشهد في اليمن داخليا قال المشهد الثقافي اليمني توقف تماماً منذ بداية الانقلاب حيث توقفت حركة الطباعة وانعدم الانتاج الابداعي بعد هجرة أغلب المثقفين ومن بقي منهم إما صمت أو انضم لجماعة الحوثي خوفاً على حياته. وأوضح أن الجامعات خاوية تماماً ولا يوجد بها أي أنشطة ثقافية بعد أن تحولت لمعسكرات لجماعة الحوثي، كما توقفت الحركة الفنية تماماً خوفاً من عقاب الحوثي بزعم ان الفنون ليست من الإسلام. وردًا على سؤال بشأن الإعلام قال: قبل انقلاب الحوثي كان هناك مئات الصحف التي تصدر بشكل يومي في اليمن، ولكنها الآن توقفت تماماً إلا صحيفتين تتبعان للحوثي وصالح، كما حجب الحوثي المواد المتاحة عبر الانترنت ولم يترك سوى كل ما له علاقة بالحوثي. وأظهر ان معرض صنعاء الدولي للكتاب متوقف منذ 3 سنوات لصعوبة قدوم المشاركين من الخارج واستحالة التنقل بأمان في الداخل. وتوقع ارتفاع موجة الإبداع الأدبي بعد انقشاع العدوان الحوثي، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني من أكثر الشعوب قدرة على التعبير بشكل أدبي وتمثل ذلك في فن «الزامل» وهي القصيدة الشعبية اليمنية المغناة، ولفت إلى ان حركة الشعر المضاد لما تقوم به جماعة الحوثي من عدوان في الخارج قليل لكنه موجود.