رحبت الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة بحذر بالاتفاق الذي تمخض عن اجتماعات أستانا 4 في كزاخستان، الذي تم فيه الاتفاق بين كل من روسياوتركياوإيران على إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية هناك. وبعد إعلان الاتفاق، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة عن تقديرها جهود تركياوروسيا في متابعة الاتفاق، وقالت: إنها تشجع المعارضة السورية على المشاركة بفعالية في المناقشات رغم الظروف الصعبة على أرض الواقع. ودعا بيان الخارجية إلى توخي الحذر بشأن الاتفاق، في ضوء الإخفاقات السابقة، معربا عن القلق إزاء وجود إيران كأحد ضامنيه. كما دعا البيان النظام السوري إلى وقف جميع الهجمات، قائلا: إنه يتوقع من روسيا ضمان امتثال النظام، ودعا المعارضة إلى الارتقاء بمستوى التزامها مع تركيا. خطوة ايجابية في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه يشعر بالتشجيع إزاء الاتفاق، ومن المهم أن يحسّن حياة السوريين على الأرض. وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، الذي كان حاضرا في محادثات أستانا، وصف الاتفاق بأنه «خطوة إيجابية واعدة في الاتجاه الصحيح لتهدئة الصراع»، لكنه حذّر من أن «الشيطان -كما هو معتاد- يكمن في التفاصيل». وقال دي ميستورا: إن الاتفاق «سيخضع بشكل جدّي للاختبار» خلال الأسبوعين المقبلين قبل استئناف المفاوضات التي تعقد بوساطة أممية في جنيف. انسحاب 4 من المعارضة أما بالنسبة لوفد المعارضة السورية المسلحة، فقد انسحب 4 أعضاء منه من الجلسة الختامية احتجاجا على مشاركة إيران في التوقيع على الاتفاق، وقال المنسحبون في مؤتمر صحفي: إن «اتفاق مناطق خفض التصعيد هو اتفاق بين دول ثلاث ولسنا جزءا منه». من جهته، رحب ممثل المعارضة السورية يحيى العريضي بحذر بالاتفاق، مشيرا إلى أنه «ربما يكون جيدا إذا تم تنفيذه»، إلا أنه لفت إلى أن «النظام السوري وإيران يقولان عادة شيئا ويفعلان غيره». روسيا: لا يمكن لطائرات التحالف العمل داخل مناطق تخفيف التصعيد صرح دبلوماسي روسي رفيع المستوى امس الجمعة أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لا يمكنها العمل داخل «مناطق تخفيف التصعيد» التي تم الاتفاق على اقامتها في سوريا. وقال الكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسوريا: إن «عمليات الطيران في مناطق تخفيف التصعيد وخصوصا طائرات قوات التحالف ليست واردة اطلاقا، سواء بانذار مسبق او غير ذلك. هذه القضية منتهية». وأضاف لافرنتييف ان «العمليات الوحيدة لطائرات التحالف الدولي يمكن ان تكون تلك التي تستهدف تنظيم داعش الارهابي». بحث المناطق الآمنة نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف قوله الجمعة: إن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيبحث مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون المناطق الآمنة في سوريا حين يجتمعان في ألاسكا هذا الشهر. واتفق الوزيران في وقت سابق على عقد محادثات على هامش اجتماع لمجلس القطب الشمالي في فيربانكس بألاسكا يومي 10 و11 مايو. ما هي «مناطق تخفيف التصعيد» في سوريا وآليات تطبيقها وقعت روسياوتركيا وايران في استانا مذكرة تقضي بانشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في سوريا من دون ان تحمل توقيع الحكومة السورية او الفصائل المعارضة. آلية تطبيق هذا الاتفاق وهل لديه فرص نجاح؟ * تتضمن «مناطق تخفيف التصعيد» 8 محافظات تتواجد فيها الفصائل المعارضة من أصل 14 محافظة سورية. * لا تشمل المذكرة محافظتي دير الزور والرقة ما المناطق المعنية بمذكرة استانا؟ * ادلب التي يسيطر عليها تحالف فصائل اسلامية بينها جبهة فتح الشام * اجزاء من محافظات اللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال)، من دون ان تحدد المذكرة ما هي تلك الاجزاء. * اجزاء في ريف حمص (وسط) الشمالي، والذي تسيطر الفصائل المعارضة على مناطق فيه. * في الغوطة الشرقية، التي تعد معقل الفصائل المعارضة وخاصة «جيش الاسلام» قرب دمشق. * اجزاء من جنوبسوريا، اي في محافظتي درعا والقنيطرة. الجدول الزمني * تؤكد المذكرة الموقعة انها عبارة عن «اجراء مؤقت مدته 6 اشهر» قابلة للتمديد بموافقة الضامنين. * يجدر على الضامنين وبعد اسبوعين من توقيع المذكرة تشكيل «مجموعة عمل مشترك» لترسيم حدود المناطق المعنية ما هي آلية تطبيق الاتفاق؟ * في مناطق تخفيف التصعيد، سيتم بشكل أساسي «وقف اعمال العنف بين الاطراف المتنازعة (الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المسلحة التي انضمت او ستنضم الى اتفاق وقف اطلاق النار) بما في ذلك استخدام اي نوع من السلاح ويتضمن ذلك الدعم الجوي». * سيتم العمل على ضمان وصول المساعدات الانسانية والطبية وتأهيل البنية التحتية ووضع الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين الراغبين. * على طول حدود «مناطق تخفيف التصعيد»، سيتم انشاء «مناطق أمنية» تتضمن حواجز ومناطق مراقبة الهدف منها تفادي اي حوادث او مواجهات بين الاطراف المتنازعة. فرص النجاح اعتبر نوا بونسي، الباحث في «مجموعة الازمات الدولية»، ان الاتفاق الموقع «يبدو أكثر جدية من جهود سابقة في استانا»، مشيرا الى انه «كما العادة، من المرجح ان يفشل نتيجة الثغرة في موضوع النصرة». وأضاف بونسي على حسابه على تويتر «من أجل ان يكون هناك فرصة امام استانا، نحن بحاجة للمزيد من الوقت لمعالجة مشكلة هيئة تحرير الشام (مجموعة فصائل بينها جبهة فتح الشام)».