* شهر ربيع الثاني من العام 1432ه؛ كان إطلاق (العزيزة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة») أمَلاً بأنْ تُمَارس دورها في كشف الفساد الإداري والمالي، وتحويل هواميره للعدالة الناجزة، وكذا في مكافحته بقوانين وضَربَات استباقية تحمي الوطن والمواطن، وتساهم في حفظ الحقوق والمَال العام. * (نَزاهَة) حظيت منذ تدشينها ولاتزال بدعم لامحدود من الحكومة، ولكن المتابع لنشاطات وبرامج (نزاهة) - وكما أكدتُ ذاتَ مقال - يجدها خَرجت عن المسار، فأحياناً تلبسُ رداء الواعِظ الذي يُحَذّر المجتمع من الفساد وخطورته بالمحاضرات والعبارات، والإعلانات الإعلامية مدفوعة الثّمَن، وكأن المجتمع هو الفاسِد؛ الذي لابد أن يعود لصوابه، أو أنّ صُنّاع الفساد سَيَسْكُبُون العَبَرَات، وسيعلنون التوبة بمجرد الاطلاع على تلك المحاضرات والكلمات التوعَوِيّة! * أيضاً (نزاهة) تقمصَت تارة أخرى دور الجامعات ومراكز البحث بتنظيمها ومطاردتها للمؤتمرات والندوات والدراسات، وعقد الاتفاقات والشراكات! * أما آخر هذه الخطوات التي أخذت (نزاهة) بعيداً عن رسالتها الحقيقية والميدانية الفاعلة فتعاونها قبل أيام مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في إقامة منتدى هدفه تعزيز النزاهة من خلال الفَنّ والمسرح! * برامج وفعاليات نَزاهة التنظيرية «الوعْظِيّة والفنّية» في محاربتها للفساد (مع تقديرها) تذكرني بمَثَل أو حكمة مصريّة تقول : (قَالوا للِحرامي احْلِف، قَال: جَا لَك الفَرَج)، وهذا ما يُردّده حتى اليوم هَوامير الفَسَاد في بلادنا.!! * أخيراً هذه دعوة ل (هيئتنا الوطنية لمكافحة الفساد) - التي نثق بها وندعمها - لتركز أكثر على هدفها السامي والنبيل، فما زلتُ أحلم بذلك اليوم الذي تعقد فيه مؤتمراً صحفياً، تعلن من خلاله تفاصيل الكشف عن قضية أو خلية فساد، معلنة أسماء مَن تورطوا فيها، كما تفعل وزارة الداخلية مع الجماعات الإرهابية.