في بداية مقالتي، أذكِّرُ الجميعَ بمعني كلمة «تطوُّع».. التطوُّع هو عملٌ جماعيٌّ إراديٌّ غيرُ ربحيٍّ، دون مقابل أجرٍ ماديٍّ، وهو عملٌ يقوم به الاأفرادُ أو الجماعاتُ من أجل الإسهام في تقديم المساعدة والتطوُّع.. كلنا نعرفُ منذ القدم التطوُّع موجودٌ أيام الصحابة، وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ، ونماذجُ مشرِّفةٌ ذكرهم التاريخ. هناك نمادج مشرِّفة من الشباب والشابات لهم بصمة في أعمال التطوُّع، وكذلك جماعات متطوِّعة وهبت نفسها للخير ومساعدة الآخرين، ونشهد لهم، ونقتدي بهم.. لكن لوحظ الآن كثرة شعارات التطوُّع، والأعمال التطوُّعيَّة؛ بهدف الشهرةِ الإعلاميَّةِ مع الأسف. هل أصبح التطوُّع مهنةً، وعملاً من أجل الشهرة! وخصوصًا في وسائل التَّواصل الاجتماعيَّ، والسناب شات، ومحطات اليوتيوب؟ أين المصداقيَّة لحبِّ عمل الخير؟ نشاهد الآن جماعاتٍ كثيرةً تحت شعارات أعمال تطوعيَّة.. وبعضها تحت مظلّة إعلاميَّة كبيرة، تتحدَّث عن أعمالهم الخيريَّة، وماذا يقدِّمون؟ هل أعمال التطوُّع تحتاج إلى فرقعة إعلاميَّة، أو دعاية، أو شهرة؟ أعمال الخير لا تحتاج إلى أضواء، وصرف مبالغ للدعاية، جميل أن يكون للشباب هدفٌ، والأجمل أن يكون الهدف خالصًا لوجه الله. ومع قرب شهر رمضان، شهر الخير، أتمنَّى أن لا نسلط الضوء على الموائد، وإطعام المساكين، وماذا نقدِّم لهم؟ فالأفضل توثيق الأعمال مع رب العباد، وهو العليم، ولا تخفي عليه خافية، وتكون بعيدة عن الرياء والمباهاة الزائفة حتَّى لو بنيَّة الخير.