لا يكاد يخلو اجتماع أسرة أو أصدقاء إلا وتجد أغلبية - إن لم يكن كل - الحاضرين مشغولين بهواتفهم المحمولة، يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي) تويتر، فيسبوك، واتساب (...بغثها وسمينها، يتبادلون مواعظ، وطرف، وصور، ومقاطع متنوعة. وقد يعتقد كثير من المشاركين في وسائل التواصل تلك أنها ساحات مفتوحة بلا رقيب ولا حسيب، يجوز أن يفعلوا ويقولوا من خلالها ما يحلو لهم، فنرى فيها -وللأسف الشديد- صورًا مقيتة من السب والشتم، والتشهير، والإهانات، والعنصرية، والتعرض للحياة الخاصة للغير، ونشر الإشاعات والأكاذيب، إلا أنهم يغفلون عن أن كل تلك الأفعال جرائم يعاقب عليها القانون! فقد جرم نظام مكافحة جرائم المعلوماتية المساس بالحياة الخاصة للآخرين عن طريق إساءة استخدام كاميرا الجوال؛ كما جرم التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم بأي شكل، وتوعد مرتكبي تلك الجرائم بالسجن لمدة قد تصل إلى سنة، مع غرامة قد تصل إلى خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين. فليحذر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أشد الحذر عند إرسال -أو حتى إعادة إرسال- أي مادة مشاهدة أو مسموعة أو مقروءة من أي نوع، حتى لا يكونوا عرضة للعقوبة من حيث لا يشعرون. وليحذر مستخدمو وسائل التواصل على وجه التحديد من التلفظ على أي شخص أو جهة بعينها بأية عبارات قد يكون فيها قذف أو شتم أو إساءة أو تشهير، سواء بشكل صريح أو ضمني، بالخطاب المباشر (مثل: يا فلان أنت فعلت كذا، أو أنت موصوف بكذا)، أو بالتصريح باسمه (مثل: فلان فعل كذا، أو موصوف بكذا). كما لا يفوتني التنبيه على أن إعادة إرسال (ريتويت-شير) عبارات أو مقاطع مسموعة أو مشاهدة تحتوي على إساءات لآخرين تعتبر -وفق أحكام قضائية صادرة في ذات الموضوع- مشاركة في الجرم تستوجب العقوبة. ولا ننسى أن الإساءة للآخرين بأي شكل أفعال حرمها ديننا الحنيف، وكلنا نحفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنهي عن الغيبة والنميمة والبهتان وقول الزور، لكن للأسف لا تجد تطبيقًا من كثيرين، عفانا الله وإياكم. جاء في الأثر: «يؤتى بصاحب القلم يوم القيامة في تابوت من نار مقفل عليه بأقفال من نار، فإن كان أجراه في طاعة الله ورضوانه فك عنه التابوت، وإن كان أجراه في معصية الله هوى به التابوت سبعين خريفًا، حتى بارئ القلم، ولايق الدواة». رواه الطبراني في الأوسط والكبير. [email protected]