وصف الإعلامي الشهير (أحمد شقيري) في الموسم الخامس لبرنامجه المعروف (خواطر) اليابان بأنها كوكب مستقل وأطلق عليها ( كوكب اليابان ) وذلك لما شاهده في تلك البلاد من أمور عجيبة لا يمكن أن تجدها إلا في اليابان ، تلك البلاد التي أُحرقت فيها مدن كاملة فنهض الشعب مرة أخرى وأعاد بناءها حتى أصبحت من أكبر الدول الاقتصادية في العالم . سكان (كوكب اليابان) لم تمنعهم ثروتهم من أن يكونوا من أكثر شعوب العالم تواضعاً ولم تختطفهم التكنولوجيا من أن يلتزموا بعادات وتقاليد وتراث البلاد سواء في مأكولاتهم أو أزيائهم أو أسلوب الحوار والاحترام بين بعضهم البعض وفي مقدمته الانحناء عند السلام والتي لا تعد حركة روتينية يؤديها اليابانيون بل هي مؤشر يعكس مستوى احترام وتقدير كل فرد للآخر كما تدل على ثقافة ووعي شعب كامل نشأ على الالتزام بمنهج محدد. الاحترام وحسن الخلق شعارٌ لا تجده في الكتب أو في المطبوعات أو في المناهج الدراسية اليابانية بل تجده في (كوكب اليابان)، واقعٌ عملي ومنهج حياة وأسلوب تعامل بين الصغير والكبير وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة وبين الطالب والمعلم، احترامٌ يطغى على كل جوانب الحياة فالاحترام يقدم للإنسان والحيوان والنبات والطعام والمكان والوقت بل وحتى الجماد ليكون احتراماً يشمل كافة شؤون الحياة وهذا أحد أسرار هذا الكوكب العجيب. الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هذه الأيام إلى هذا الكوكب (اليابان) هي أول زيارة له - حفظه الله - منذ توليه مقاليد الحكم ،غير أن العلاقات بين البلدين تطورت منذ تأسيسها في عام 1955م وشهدت نمواً مطرداً وعلى الرغم من أن الزيارات الرسمية الماضية كانت تركز على الجوانب الاقتصادية والسياسية إلا أن ما يميز هذه الزيارة أنها ستشمل أيضاً برامج تعاون تتضمن المجالات الثقافية وكذلك مجالات التنمية الاجتماعية. ديننا الإسلامي ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا قد جاءنا بمنهج رباني وأخلاقي عظيم يفوق كل مناهج العالم وجعل (حسن الخلق) من أنبل الأعمال وأجلها لكن كثيراً منا وللأسف لم يتبع ذلك المنهج فتراجعنا عن اللحاق بركب التطور والرقي ، في حين تمسك الآخرون بمناهجهم التي أقاموها على أساس الاحترام والتقدير والتزموا بها فتقدموا وأصبحوا في نظر الآخرين ليسوا فقط من ضمن الدول المتقدمة بل وكأنهم في كوكب آخر مستقل عن كوكبنا .