ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    محمد بن سلمان... القائد الملهم    عثرة البحرين    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برامج رياضية وشعبية تدمر المجتمع !    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    «مجمع الملك سلمان العالمي» يستقبل الدفعة الثانية من طلاب»أبجد»    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    طريقة عمل بوش دو نويل    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    نائب وزير الخارجية يستقبل الممثل الأممي في العراق    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. واصف كابلي.. الباحث المؤلف ورجل الأعمال.. ل(البلاد): بالتسامح ونبذ العنصرية نبني وطناً يكون قدوة.. والغشاش من التجار فاجر
نشر في البلاد يوم 02 - 02 - 2016

الدكتور واصف بن احمد كابلي شخصية اقتصادية معروفة بدأ امتهان التجارة منذ زمن مبكر من عمره، ومن اجلها طاف الكثير من بلاد العالم، لكن اللافت ان حبه للسفر بدأ قبل عمله كتاجر، فقد ارتحل الى عدة بلاد اوروبية وافريقيا وهو ما يزال طالباً بالمرحلة الثانوية، مما يجعله "رحالة صغير" في تلك المرحلة من العمر، وبذلك الاسلوب في السفر، الذي اعتمد على السيارة بدءا من القاهرة، ثم شحن سيارته مع رفاقه في باخرة، وامتطاها من ايطاليا الى المانيا، ثم عودة الى المغرب العربي فالقاهرة مرة اخرى.. وكان من اللافت كذلك انه وفي المانيا قد عمل في مصنع حديد هناك مع رفاقه، لمدة حوالى شهرين، قبل ان يقفل الجمع عائدين عبر هولندا وبلجيكا وفرنسا واسبانيا، ما يجعله يؤكد ان تلك الرحلة شكلت تبديلاً في مسار حياته، وتغييراً في افكاره ونظرته للدنيا، بفوائد ودروس كثيرة. والدكتور كابلي قام بتأليف عشرات الكتب، وهو الامر الذي جعله صاحب استحقاق للدكتوراه الفخرية، التي منحتها اياه جامعة الحضارات في لبنان، وكان يريد من كل مؤلفاته ان يوصل رسالة مفادها المختصر هو تقديم صورة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واخلاقه ورسالته السامية الى الناس في شكل مبسط ليكون قدوة لكل من يقرأ كتبه وخاصة الشباب، مع التأكيد على التسامح والمحبة والسلام، ونبذ التطرف والعنصرية والكراهية.
وتطرق حوار الدكتور كابلي هذا مع (البلاد) الى الحديث عن عالم المعاقين، وتجربة ضيفنا مع مركز ندا في جدة للمعاقين والذي استطاع ان يخرج العشرات من الطلاب ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع.. الى ان وصل حديثنا عن قضية السعودة ودور التجار في انجاح هذا المشروع، اضافة الى مواضيع مجتمعية اخرى كالطلاق ومستوى التعليم حالياً في بلادنا.. وكل ذلك وغيره كان في ثنايا هذا الحوار مع ضيفنا الدكتور واصف كابلي..
أنت من مواليد مكة المكرمة ، ماذا عن ذكريات الطفولة , ورفاق الصبا , والدراسة حتى المرحلة الثانوية ؟
بداية اشكركم على استضافتي في " البلاد " الغراء .. اما بالنسبة لشخصي البسيط فانا " واصف ابن احمد فاضل بن محمد فاضل كابلي " .. من مواليد مكة المكرمة عام 1948 .. والدتي عائشة ابنة الشيخ عبدالحكيم فوده .
وقد كنا نسكن في زقاق البخارية الذي يؤدي للمسيال , ومن جيراننا على ما اذكر , بيت مئتين وبيت غلام وبيت جمال وبيت الملا وبيت كوشك وبيت محمد صالح كابلي وعبدالرزاق فارسي واحمد كعكي وبيت الحمامي ومحمد حسن فارسي وبيت العطاس وبيت العقيل والعمودي .
ودرست الابتدائية في المدرسة الناصرية في المسفلة , ومن زملاء الابتدائية : سامي وطلال محسن عنقاوي , وعبدالعزيز بليلة , عبدالله هاشم بدر , وعبدالكريم يعقوب , ومحسن حزام , وزكي فارسي .. وكان مدير المدرسة الشيخ احمد فودة .. وقد انتسبت الى فريق الكشافة ولجنة الرحلات , حيث كنا نشارك في برامج الكشافة في خدمة الحجيج , ونقوم برحلات الى وادي فاطمة والزيمة والراشيع والجعرانة والمدينة المنورة .
وعندما انتقلت الى المرحلة الاعدادية في الزاهر المتوسطة , كان مديرها الاستاذ مصطفى عطار .. ومن زملائي عبدالله خياط وعدنان باشا , وعبدالعزيز جستنيه , وفؤاد حلمي , وفؤاد خوندنة . وخلال اشهر الحج كنا نقوم بخدمة الحجاج , وفتح محل موسمي لبيع الساعات والاجهزة والهدايا , بدلا من ايام البسط في المرحلة الابتدائية .
وقبل انتقالي الى الثانوية عام 1964 قمت برحلة تاريخية بصحبة اخي وديع , ووهيب كابلي من جدة للقاهرة , وكانت لنا سيارة فلكس واجن , وهناك حملناها الى ميلانو , ومن هناك الى أرجاء اوروبا , حيث استقر بنا المقام في المانيا , وعملنا عمالا لمدة شهرين في مصنح حديد , وتعلمنا اللغة لمدة شهرين , ثم اكملنا رحلتنا لباقي اوروبا … هولندا وبلجيكا وفرنسا واسبانيا .. ومنها للمغرب العربي , ثم الى القاهرة , في رحلة برية بالسيارة مدتها 4 اشهر .
وفي المرحلة الثانوية درست سنتين في العزيزية الثانوية , وكان مديرها الاستاذ/ سليمان الشبل , وانتقل معي زملائي من الزاهر المتوسطة , واذكر من المدرسين … المقيبل وعبدالله بخاري والسندي .
ماذا عن دراستك الجامعية .. والعليا .. بما فيها الدكتوراه ؟
انتقل وهيب ( اخي الكبير ) الى الرياض لاكمال دراسته الجامعية فانتقلت معه لتكملة ما تبقى من دراستي الثانوية في معهد العاصمة النموذجي ( معهد الانجال ) وكان من ضمن زملائي في ذلك المعهد عبدالله المعلمي , وابناء عبدالله اللنجاوي وسامي ووهيب وعاصم , وفيصل بن فهد , وفيصل حجار , ونبيل حجار .
في عام 68/69 انتقلت الى مدينة جدة لاكمل دراستي الجامعية في جامعة الملك عبدالعزيز وفي عام 74/75 تخرجت من المرحلة الجامعية وعملت في محطة تحلية جدة تحت ادارة الامير محمد الفيصل لمدة سنة ثم تفرغت للعمل التجاري وتواصلت رحلاتي العلمية وقمت باعداد بعض الكتب الاسلامية حصلت على اثرها شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الحضارات في لبنان واصبحت عضو مجلس الامناء .
انت مولع بالأسفار , كيف بدأت معك حكاية السفر هذه ، وما أكثر البلدان التي زرتها .. ولماذا ؟
الأسر المكية كثيرة السفر بحكم مهنة الطوافة , ونحن مطوفو عرب .. ولذا كانت سفريات الاسرة الى مصر وبلاد الشام وكنت في المرحلة الابتدائية .
وعندما انهيت المرحلة الاعدادية عام 1964 سافرت الى القاهرة حيث التقينا باخي الاكبر في القاهرة , حيث كان يدرس في مصر منذ المرحلة الابتدائية , ونسق معنا الرحلة البرية الى اوروبا بالسيارة كما ذكرت لك آنفا .
وتلك الرحلة في الواقع كانت نقلة نوعية في حياتي , حيث اكتسبت منها الكثير , مما يطول الحديث عنها وعن مكتسباتها .
وعندما نزلت الى جدة لدراسة المرحلة الجامعية في الجامعة الاهلية ( جامعة الملك عبدالعزيز ) 87/1988م وكنت ازاول النشاط التجاري , كثرت اسفاري الى اوروبا .. وبعد التخرج تفرغت للتجارة . وطفت العالم سعيا للتجارة والعلم واصبحت وكيلا للعديد من الشركات الكبرى .
ولعل اكثر الدول التي ترددت عليها , هي كلا من ( لبنان وايطاليا ) .. اما بريطانيا فلتعلم اللغة وكذاك الصين اضف الى ذلك الامريكتين ودول اسيا وافريقيا .. وكانت في الحقيقة رحلات جيدة لها فوائد كبيرة في مسيرة حياتي الاجتماعية التجارية والعلمية .
كيف بدأت حياتك التجارية ، وإلى أين وصلت الآن ؟
بعد انتقالي الى جدة لدراسة المرحلية الجامعية بدات تجارتي النظامية بمحل تجاري في الشرفية اسميته دنيا الحلويات , وكان بالشراكة بيني وبين زميلي من مكة انيس شودري وخلال تلك الفترة كنت ادرس واعمل داخل المحل كما اقوم بالتوزيع في نهاية الاسبوع
وفتحت ايضا محلا للخضار والفواكه , وبعد انهاء دراستي الجامعية تفرغت للتجارة والسفر حول العالم .
كيف تنظر لعمل الطوافة وأنت مطوف.. وما مقترحاتك؟
العمل في الطوافة هي خدمة ضيوف الرحمن اكرمنا الله لخدمتهم بشتى الطرق وكل من يقيم في مكه المكرمه اكرمه الله بهذا الشرف .. ووالدي مطوف الحجاج العرب , وعندما عين رئيس النقابة العامة للسيارات بامر ملكي من الملك فيصل رحمه الله , طلب منه التخلي عن الطوافة طالما هو رئيس عام للنقابة العامة للسيارات , لتضارب المصالح , ووافق الوالد على هذا العرض على ان يعود لممارسة النشاط بعد تركه العمل في النقابة .
هذا قبل تحويلها الى مؤسسات طوافة . وعندما كونت مؤسسات للطوافة الحقنا بعضوية مؤسسة الدول العربية للطوافة واصبح من حق المطوف وابنائه العمل في المؤسسة . ثم دخل في خدمة الحجيج مؤسسات وشركات للحج وشركات ومؤسسات للعمره , لكافة المجتمع السعودي .
واصبحت الدولة تشرف على هذه البرامج من قبل وزارة الحج ووزارة الداخلية بقطاعاتها الامنية مع مشاركة امارة منطقة المكرمة وامانه العاصمة المقدسة بكل دقة لراحة ضيوف الرحمن
بلادنا تعتمد على تحلية المياه ، والكثير منا يسرف في الماء ، ما السبيل للترشيد , وأنت من عمل في هذا الحقل ؟
عملت في تحلية المياه بجده بالفعل , وبدأت العمل مع احمد حمبشي في شئون الموظفين ومعي زميلي في الدراسة احمد باخشوين ثم استلمنا امانة الصندوق ثم رئيس قسم المناقصات خلال عام واحد ثم قدمت استقالتي لتفرغي لعملي التجاري فلم استطع التوفيق بين العمل الحكومي والعمل الخاص لحاجتي للسفر المستمر .
وكنت قد قمت بمشروع تصنيع محطات التحلية في السعودية لحاجتنا الى العديد من المحطات على البحر الاحمر والخليج العربي لاسيما قطع الغيار التي تحتاج لاشهر للحصول عليها , ولم تنفذ الا في السنوات الماضية فقط
ان ندرة المياه في الجزيرة العربية وقلة الامطار والسدود وخلوها من الانهار وجفاف العيون وانخفاض منسوب المياه الجوفية حاجة ضرورية للاستثمار في محطات التحلية وترشيد الاستهلاك ومضاعفة الجهود الاعلامية والتعليمية .
كيف تنظر لمخرجات التعليم حالياً ، وماهي مقترحاتك لتطوير مدارسنا وتعليمنا ؟
مخرجات التعليم والابتعاث لا تتوافق مع سوق العمل السعودي مما أدى إلى تفاوت كبير بين العرض والطلب للتخصصات العلمية وإرتفاع نسبة البطالة في السنوات الماضية . كما ان مستوى التعليم العام وثقافة المعلمين ومخرجاتهم وكفأتهم التعليمية والادراية لا ترقى للمستوى المطلوب للتطور الإيجابي.
و التعليم اليوم يحظى بإهتمام أكبر من السابق، فالدولة اليوم تقوم بتغيرات جذرية لهذا القطاع ، ووضعت خطط مرحلية لتطوير التعليم ومخرجاته , وانا على يقين ان حكومتنا الرشيدة ستتجاوز هذه المشكلة في الخطة الخمسية القادمة وسنرى نتائجها ضمن برنامج التحول الوطني "المملكة 2020″.
كمدير لمركز ندا الأمل لتأهيل المعاقين بجدة ، حدثنا عن مراحل نشأة المركز والى أين وصل ، وماذا يحتاج ؟
ان خبرتي خلال اكثر من 15 عاما في خدمة هذه الفئة الغالية من ابنائنا الذين تجاوزوا سن ال 14 عاما من البنين (تخلف وتوحد وحركي مضاعف ) .. جعلني ابحث في كل وسيلة تؤدي الى تطوير الخدمات , ورعايتهم وتاهيلهم للحياة اليومية , ومحاولة دمجهم بالعمل .
ولقد نجحنا في السنوات الماضية بتخرج اكثر من 130 طالبا للحياة العملية , مما شجعني بعمل مركز جديد بدات فيه عام 2012 مجهز باحدث الوسائل لحماية وتدريب وتاهيل ومراقبة لاحوال المعاق وحسن معاملته , وما يحقق سلامته وتطوير قدراته ودمجه في المجتمع .. وانني اعتبر هذا النموذج في خدمة المعاق الاول في العالم , ليكون نموذجا وقدوة لكل من اراد ان يقدم خدمة مميزة , في مجال الخدمة الاجتماعية , ودعوة للبنوك والشركات ورجال الاعمال , للمساهمة في النقص الكبير في خدمتهم .
كيف تنظر للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، وما المطلوب عمله حيال ذلك ؟
نحن ابناء مكة المكرمة , نشانا على خدمة ضيوف الرحمن , من انحاء العالم , بمختلف جنسياتهم والوانهم واطيافهم وطرقهم ومذاهبهم ' بعيدا عن العنصرية ضد اي فئة , وكانت كل المدارس الدينية متواجدة في الحرم الشريف , واحترام علمائها وتدريس الوسطية , وعدم التطرف .. مقتدين بقوله صلى الله عليه وسلم : (الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضا) , ( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ) والتقوى حسن العمل والمعاملة .
واستاذنا القدير السيد الدكتور محمد علوي مالكي علمنا الوسطية والتقدير بين المذاهب ومرجعية الجميع هو الكتاب ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم , والف في ذلك كتابا وحذر من التطرف المذهبي والارهاب , والمعلم الاول سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخير بين امرين الا اخذ بالايسر , ونحن في هذا البلد مهبط الوحي نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم , وتنادي بالوسطية ولن تستقر الحياة الا بالتسامح وعذر الاخر وعدم معاداته , وحرية التعبير.
مشاكل الطلاق والخلافات الاسرية أرقامها تتصاعد في مجتمعنا.. ولم تستطع لجان اصلاح ذات البين احتوائها.. لماذا كل ذلك يحدث ؟
مشاكل الطلاق في الحجاز كبيرة في العصر الحديث , حيث تتصدر مكة المكرمة المرتبة الاولى , وتليها جدة , ثم الطائف , ووصلت حالات الطلاق اكثر من 9000 حالة 50% منها في مكة المكرمة .. وقد يكون من اسبابها التشكيلية السكانية , والفوارق الاجتماعية , وعدم تركيز الاسرة على تربية الابناء بالعلاقة المعيشية , واهمال الزوجين باحتياجات الطرف الاخر .
وقد يكون من الاسباب عدم الصبر على المعيشة الحضارية , او تكلفة الزواج الذي يدخله في الديون وعدم مراعاة الزوجة للنفقات او قد تكون في سلوكيات الشاب , او الادمان او اللهو او طموحات الزوجة في العمل او اضطهاد الزوجة وسوء معاملتها وعدم مشاركتها في اعباء الحياة ومعاملتها كخادمة .
وقد يكون من بين الاسباب التباين الثقافي والفكري والتعليمي , فتكون الهوه واسعة , ويكون الحل الطلاق , او الخيانة الزوجية التي تشكل شرخا في الشراكة , او تكون لعدم التواصل والحوار والتفاهم بين الطرفين , او تكون بسبب تدخل احد الوالدين في حياة ابنائهم , او بسبب المجتمع الذكوري في تهديد المرأة بورقة الطلاق وحضانة الابناء وتفكك الاسرة , او بسبب وسائل التواصل الحديثة , التي تؤدي الى عدم الثقة بين الزوجين , ولقد بلغت نسبة الطلاق 22% من المجتمع .
الحوار في مجتمعنا مازال ثقافة غائبة .. كيف نفعل هذه الثقافة لتكون وسيلة تواصل مثلى بيننا ؟
لقد تبنت حكومتنا الرشيدة ثقافة الحوار بين اطياف مجتمعنا , وكلما زاد التواصل بين هذه الثقافات , كلما ظهر التباين بينها .. وذلك بسبب الهجره من القرى للمدن , وتمترس كل فئة مع بعضهم في قوقعتهم .
ولقد حزم الامر بالحوار الوطني بين هذه الفئات , وفتح باب الابتعاث للانفتاح على العالم الاخر , وفتح مجالات الثقافة المتنوعة بوسائل التواصل الحديثة الاعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة , والتعليم العام الوسطي , وعدم التشدد والتسامح وقبول الاخر , واحترام خصوصية الاخر مهما كانت , والضرب بعنف وبيد من حديد على التطرف والارهاب والفكر الضال .
الغرفة التجارية دائماً مع التاجر , وضد المستهلك بما في ذلك البسطاء منهم .. لماذا ؟
ان انتسابي للجان الغرفة التجارية لخدمة التاجر والمستهلك ومحاربة الفساد والتستر والغش والتقليد والتهريب , فكلمة تاجر مكونة من اربعة حروف ( ت ا ج ر ) هي تمثل صفات التاجر الصالح : تقوى – امانه – جراءه – رحمة .
ومن لم يتصف بهذه الصفات فهو ليس بتاجر بل فاجر , يخون الامانه ويستغل الفرص ويغش السلع ويقلدها بسلع رديئة وضارة وقاتلة , ونحن نحاربهم ونكشف تلاعبهم , لاننا ايضا مستهلكين همنا همهم .
وانا نائب رئيس اللجنة الغذائية ونائب رئيس لجنة الصادرات وعضو اللجنة التجارية بجدة وعضو اللجنة الوطنية التجارية بالرياض .. ولكل لجنة مهام وواجبات وطنية اؤتمنا عليها من قبل المجتمع .
تجارنا يعرفون دائما زيادة الاسعار ، لكنهم لا يعرفون انخفاضها , حتى لو انخفضت من المصدر ؟
هذا القول صحيح اذا ارتفع السعر لا ينخفض في الغالب , لان الارتفاع من الخارج بسبب الظروف الاقتصادية او العرض والطلب او الحروب وتكلفة الايدي العاملة لديهم .. وكذلك السلع الداخلية تكلفة العمالة والمواد الاولية والايجارات والكهرباء توفر على الاسعار , والامر طبيعي في حدود لا تتجاوز بين 3% الى 5%
فان الاجور ترتفع لقطاع الموظفين في الشركات والمؤسسات في هذا المعدل , وكذلك ايجار المحلات والمستودعات وخدمات الموانئ والشحن البحري والبري , ولا تضعوا اللوم على التجار فقط , فان بترومين لم تغير سعرها رغم انخفاض البترول من أعلى مستوياته فوق 100$ الى أقل من 35$ .
فالمنتجات البترولية لم تنخفض , والجوازات والمرور لها زيادة رسوم سنوية .
" السعودة " .. لم تنجح بما فيه الكفاية في مجتمعنا .. هناك شباب بلا وظائف الان .. لماذا رجال الاعمال يتلكؤون في توظيف ابنائنا ؟
اعجبني هذا السؤال عن السعودة , فنحن شركاء لاجهزة الدولة المعنية بالسعودة , فمخرجات التعليم لا تتماشى مع خطط التنمية , والحاجة الى كوادر سعودية مدربة , وستستمر هذه المعاناة الى ان تنجح خطط برنامج التحول الوطني "المملكة 2020" .
والمعاناة الحالية في مخرجات السنوات الماضية , فعدد من الشباب العاطل حاليا لظروف تعليمية وتدريبية , او عدم رغبتهم في الانتقال للعمل في مدن اخرى , او لحاجتهم الى تدريب مهارة تتناسب مع سوق العمل , علاوة على البطالة العالية بين السيدات بحجة العادات والتقاليد و معارضة عمل المراة في بعض المدن .
وانا الا اخلى رجال الاعمال من المسؤلية , في تدريب الشباب من الجنسين , ودفع الرواتب المجزية , لاسيما ان الدولة تدعم مرتباتهم وتدريبهم .
وحجة بعض رجال الاعمال بان العمالة السعودية ليس لهم ولاء لارباب العمل , ففي لمحة بصر يترك العمل اما الى العمل الحكومي , او اي اغراء مالي من مؤسسة اخرى , وتكون هناك خسارة مضاعفة للشركات والمؤسسات , ناهيك عن تعطل عملهم وطموحاتهم والتزامتهم .
فلا بد من نظام صارم , يضمن تدريبهم وتوظيفهم , والحد من ترك العمل الفوري , وعدم الاهتمام بالعقود المبرمة معهم .
كيف تقرأ التاريخ الاسلامي ، وهل ما كتب كان كافياً ووافياً عن تاريخنا الماضي ؟
للاسف التاريخ يكتبه المنتصر وحكام الفترة ، وبذلك تختفي الحقيقة , وكان من يخالف نهج الفترة يعدم الخروج على العرف والدين والدولة ويكون زنديقا وكافرا وعميلا , والى يومنا هذا يعامل المثقف بالعلمانية والعمالة والزندقة , ويمنع من النشر ويحارب في وعلى كل المستويات , ويفصل من عمله ويضيق عليه في مصدر رزقه , ويمنع من السفر .
ولكن اقول بكل صراحة ان عصرنا الحالي منفتح , عن طريق النت , والثورة المعلوماتية , من الاذاعة والتلفاز وكتب ووسائط الاتصال الحديثة , والسفر والاندماج مع الحضارات , والتواصل عبر الحوارات الوطنية والعالمية .
كنت مع آخرين قد اقمتم مركزاً اسلامياً ومسجداً في أمريكا الجنوبية وجنوب افريقيا مؤخراً.. ماذا عنه ؟
انا انتهج الوسطية في كل الامور واخترت الاكوادور التي تدين المسيحية , وتؤمن بان سيدنا عيسى نبي الله ، فدعوتهم للاسلام الوسطي وعدم العنصرية , وان الرسالة المحمدية هي امتداد تاريخي طبيعي للرسالة السماوية , عبر رسل الله من ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام , الى ان وصلت الى الرسول والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه واله وسلم , بمنهج يتناسب مع كل العالم للتعايش , لبناء الاسرة والوطن وخدمة البشرية .
ولذلك كان مركز خالد ابن الوليد , الذي يجمع في مجلس ادارته المسلمين بمختلف مدارسهم , والمسيحيين وغيرهم من رجال الدولة اعضاء البرلمان ووزارة الثقافة , للتقارب ونبذ العنف وخدمة المجتمع وعدم الاساءة الى البشرية
اما في جنوب افريقيا فقد ساهمت منذ سنوات , والكثير من اخواني لنشر الوسطية , واعداد كلية متخصصة لتدريس الوسطية . ودشنت ترجمة كتاب السيد الدكتور محمد علوي مالكي (رحمه الله) عن الوسطية باللغة الانجليزية ، ولقد ساهمت وأشرفت على جامع نموذجي اسمه جامع ابو بكر الصديق في جوهانزبرغ
التصنيفات الطائفية التي بدأت تطفو مؤخرا على سطح مجتمعنا .. كيف يمكن لجمها ؟
الطائفية انواع .. مذهبية وفروع متعددة وقبلية متعددة , وانا اطلق عليها مدارس فكرية , يتمترس البعض عندها بكل عصبية وعنصرية لمدرسته التي تربى عليها .
ولكوني من بيئة مكية وسطية تنظر لها بانها مدارس تعليمية , علينا ان نتعامل مع المتعصبين لها باحترام , ونطالبهم باحترام الاخر ليحترمك , وان تحب لاخيك ما تحبه لنفسك , ونتعايش مع بعضنا البعض , لقوله تعالى : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) .
والتقوى عندي هي التعامل مع مخلوقات الله بما يرضي الله , لقوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذره شر يره ) ,, وان تتقي الله ما استطعت مع المجتمع , فان كوننا نموذج انساني حضاري يراعي ظروف الاخرين وحقوقهم , فانهم سيقتدون بنا , وندع الخلق للخالق , وننكر المنكر بالحسنى ونامر بالمعروف بما هو معروف ومتعارف عليه .
هذا رأيي ,, وقد يكون خطأ يحتمل الصواب
قمت بتأليف 21 كتاباً في الفكر الاسلامي، ما الرسالة التي كنت تريد ايصالها للقراء؟
منذ بداية رحلاتي حول العالم عام 1964 لكل من اوروبا وافريقيا واسيا , كنت اضيف الى مذكراتي العلمية في مكة المكرمة ومدرسة الحرم , كنت ادون ملاحظاتي في اجندات خرجت بعد ان تخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1973 .. وبدأت بإعداد كتبي المتعددة في السيرة النبوية .
كان اولها : سيدي رسول الله , والسيدة خديجة , والسيدة فاطمة , وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم , ثم سيدنا حمزة وعبدالله ابن عباس .. وبعدها اصدرت كتاب الاربعين الكابلية في تبرك الصحابة بالاثار النبوية .. ثم هل نحتفل , وسراج المريدين في الصلاة على خير المرسلين .. ثم حياتنا الزوجية .. وكتاب خواطر .. ثم الاوراد والاحزاب , وخواص السور القرانية , وخواص اسماء الله الحسنى , وغيرها من الكتب ,
واخرها ام لامة ( السيدة امنة بنت وهب ) وكتاب خاص بالاعاقة ( التدخل الوقائي المبكر للاعاقة ) .. وكنت اريد ايصال سيرة رسول الله وال بيته بصورة مبسطه للشباب , للاقتداء بسيد البشر واله , في تعاملاتهم مع الامة الاسلامية , بخلق رسول الله وسيرته العطرة , ونبذ العنف والتطرف والعنصرية , ونشر السلم والسلام من رسالة الاسلام
ما الثقافات واللغات التي تعلمتها من خلال رحلاتك الكثيرة ؟
الحقيقة ان المدرسة الحجازية مكة والمدينة والتنوع لزوارها من انحاء العالم من المجاورين والحجاج والمعتمرين وخدمتهم جعلتنا نتعلم منهم الكثير , ومنها اللغات فاللغة التركية والاردو والفارسي والملاوي والهوسا كانت دارجة , ثم كنا نتعلم اللغة الفرنسية والانجليزية في المدارس , وسفراتي لهذه الدول ساعدتني لاستخدامها تحدثا وليس كتابة .
أنت من خلال تجارتك تملك حوالى 45% من سوق الحلوى ، وانت ايضا اريحي وبشوش .. هل ثمة علاقة بين الحلوى وابتسامتك الدائمة ؟
حصتنا في سوق الحلوى والبسكويت تصل الى 25% .. وليس 45% .. وتعاملي مع الحلوى والالعاب هو تعامل تدريجي مع الاطفال , وتنموا حتى يصبحوا شبابا , فتستمر الابتسامة والمداعبة للاطفال , وتستمر مع الشباب .
وهذا سر البشاشة والابتسامة وحسن المعاملة مع الجميع , دون تفريق للجنس والسن , والفكر والثقافة واللون والجنسية , في وسطية لا افراط ولا تفريط , وفي احترام متبادل .
ماهي كلمتك لشبابنا .. خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا ؟
دعوتي لشباب الامة كافة التعامل بوسطية , وبحب , ونزع الغل والحسد والعنصرية , أيا كانت , فهي مذمومة , وبالحب والابتسامة يدا بيد نبني مجتمع تسوده الرحمة والحب والعمل للوطن خاصة وللعالم كافة , لنكون نموذج سلم وسلام وخلق .
فان قائد مسيرتنا وقدوتنا سيدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعث ليتمم مكارم الاخلاق ونزع الحقد والضغينة والعنصرية من نفوسنا , وندع الخلق للخالق , ولا نكفر ولا نفسق من خالقنا , بل نتعامل معه كمخلوقات نصيب ونخطأ .
وبحسن الخلق والعلم والعمل نكون قدوة للعالم , لا بالجهل والحقد والعنصرية .. والحمد لله ان هناك كوكبه تعلمت في الداخل والخارج يعودون كل يوم للبلاد بعلوم متنوعة تقودنا الى العالم الاول , ولو احسنا التعامل معهم واحسنوا التعامل معنا فيدا بيد نبني , فالبناء صعب يجب تحمله , والهدم سهل ويجب تجنبه .
رجال الاعمال استفادوا من تسهيلات الحكومة , لكنهم لم يقدموا خدمة ملموسة للوطن .. لماذا ؟
هذا كلام غير صحيح , فرجال الاعمال استفادوا وافادوا المجتمع , والا لما وصلنا الى قمة العشرين . وان كانت هناك نقص وخلل وضعف , فسببه عدم تفعيل الانظمة , فالمعيقين امنوا العقاب واساءوا للوطن والمواطن , وقد يكون في الطفرة القادمة والخطط التي التي تسير عليها الدولة حاليا, ما سوف يصلح هذا الخلل . وتصلح المسيرة وتستيقظ ضمائر المعيقين .
وكما اشرت من قبل فالبناء صعب , لكن سنصل الى 2020 , ومعه الى مستوى جيد ومرموق , وسنكون قدوة للعالم في القيادة والريادة بحول الله .
ما كلمتك الاخيرة .. في ختام هذا الحوار معك ؟
كلمتي الاخيرة للوطن والمواطن والمقيم – يدا بيد نبني – ويدا بيد ننزع الحقد والحسد .. وننبذ العنف والعنصرية , ونتجاوز التخلف عن الامم , وبالحب والوسطية وتدبر كتاب الله تعالى , والعمل بأحكامه , سوف نصل للعالمية وحب العالم لنا واحترامنا .
وقدوتنا وقائدنا سيدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , كان قرانا يمشي على الارض . والبركة في قادتنا وعلمائنا وكبارنا وفقهم الله وسدد خطاهم , وعلينا جميعا ان نكون قدوة للشباب , لكي لا تكون هناك فجوة بين عقيدتنا وافعالنا , التي يجب الا تتناقض مع شرع الله وهدى رسوله صلى الله عليه واله وسلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.