احتفلت سفارة خادم الحرمين الشريفين في النمسا ممثلة في القائم بالأعمال السفير عبدالعزيز بن حمود الزيد (سفير المملكة بالسويد حاليا) والملحق الثقافي المكلف سليمان فيفي وعدد كبير من منسوبي السفارة والهيئات والممثليات الدبلوماسية في فيينا بالدكتور علي بن عبدالله بن صقر الملحق الثقافي في النمسا ودول الإشراف سابقاً، وذلك لانتهاء فترة عمله ونظير جهوده التي قدمها للوطن وللطلاب، وتمثيله للوطن من خلال مدة عمله في الملحقية لسنوات طويلة. ويعد الدكتور علي بن عبدالله بن صقر من الكفاءات الوطنية المتميزة، التي حققت إنجازات مشهودة في مجال عمله، حيث لم يقتصر دور الملحقية الثقافية السعودية في النمسا خلال فترة عمله على رعاية الطلاب المبتعثين فقط، بل امتد نشاطها خلال الأربع سنوات الماضية، ومنذ عام 2012م، إلى فتح قنوات التواصل بين المبتعثين والمثقفين النمساويين وغيرهم من الدول التي تتولى الملحقية الثقافية العمل في محيطها، وهي ما تعرف بدول الإشراف: النمسا والمجر والتشيك وسلوفاكيا ورومانيا، وهذا التوجه الذي أطلقته الملحقية قبل أربعة أعوام تجاوز تقديم الخدمات لشريحة الطلاب والطالبات المبتعثين؛ إلى فتح مسارات معرفية، وخلق روابط ثقافية مع المثقفين النمساويين، وغيرهم من دول الإشراف الأخرى. «المدينة» التقت بالدكتور علي بن عبدالله بن صقر الملحق الثقافي في النمسا ودول الإشراف سابقاً، لتتعرف منه على مسيرته وجهوده من خلال الملحقية عبر سنوات عمله الطويلة. * هل لنا أن نلخص أبرز جهود الملحقية، ونشاطها الثقافي خلال السنوات الأخيرة؟ - قدمت الملحقية العديد من الأنشطة والإنجازات، منها ترجمة ما يقارب ثلاثين كتاباً من مؤلفات المثقفين السعوديين المتميزة في شتى حقول المعرفة من اللغة العربية والإنجليزية إلى اللغة الألمانية، رفدت بها المكتبات الألمانية والنمساوية والسويسرية لتعريف القراء عموماً والطلاب والمثقفين خصوصاً بأبرز المؤلفات العلمية والثقافية السعودية، بالإضافة للعديد من المحاضرات الندوات والمشاركات الفاعلة في المؤتمرات العلمية، وأنشطة التعريف باللغة العربية، وغيرها من الأنشطة، وتمخض عن هذا الحراك الثقافي المميز الذي قادته الملحقية في النمسا خلال مدة قصيرة، أن تم اختيار المملكة العربية السعودية في عام 2013م لتكون ضيف الشرف وشريكا أساسيا في معرض فيينا الدولي للكتاب لأول مرة في تاريخ المعرض، والذي يعد من أشهر معارض الكتب في أوروبا، وقد حضرته نخبة من أدباء المملكة، وشعراء وكتاب وصحفيين من الذين ترجمت أعمالهم إلى اللغة الألمانية، وكان في مقدمتهم معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم السابق. أنشطة في دول الإشراف * نعلم أن مقر الملحقية كان بفيينا، بينما إشرافها يمتد إلى أربع دول أخرى بالإضافة للنمسا، فهل كانت لكم أنشطة في تلك الدول؟ - الملحقية السعودية الثقافية في النمسا ودول الإشراف لم يتوقف نشاطها في دولة النمسا فقط، بل شمل دول الإشراف الأخرى؛ إذ اقتحمت أنشطتها الثقافية جمهورية المجر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة التعاون العلمي والأكاديمي معهم، وقد تضمنت أنشطة الملحقية، زيارة وفد من وزارة التعليم إلى جمهورية المجر، لتقييم جامعاتها، حيث أدت الزيارة إلى الاعتراف بسبع جامعات، كذلك مشاركة الجامعات المجرية بمعرض التعليم العالي بالرياض على مدار ثلاث سنوات متتالية، كما تلقت الملحقية دعوة من قبل مجلس رؤساء الجامعات المجرية لتكون مشاركاً دائماً في مؤتمرها السنوي، فضلاً عن ربط الجامعات السعودية بالجامعات المجرية، وقيام العديد من المسؤولين من جامعات سعودية بزيارة نظائرهم بالجامعات المجرية. ومن أبرز الأنشطة الثقافية الأخرى للملحقية بالمجر كان إقامة دورة عن الحرف العربي، كما تعاقدت الجامعات السعودية مع أكثر من 60 أستاذًا مجريا من الجنسين في تخصصات مختلفة، كذلك وقعت الملحقية اتفاقيات تعاون في مجال التدريب المهني للطلبة السعوديين في تخصصات هندسية مختلفة، وذلك بالتعاون مع أكاديمية العلوم المجرية وجامعة بودابيست للتقنية وجامعة بيتش، حيث وصل عددهم لأكثر من سبعين متدربا. مشاركة المبتعثين * يشهد لكم الطلاب المبتعثون خلال فترة عملكم بدوام التواصل معهم ومتابعتهم ومشاركتهم في أنشطة الملحقية.. فما الذي قدمتموه للطلاب في هذا الصدد؟ - من خلال عملي في الملحقية الثقافية آمنت بدور الطلاب المبتعثين، وقدرتهم على المشاركة في الأنشطة الثقافية، ولذلك أوكلت إليهم إصدار مجلة تحت إشراف الملحقية باسم «السفيرالثقافي»؛ وهي مجلة فصلية تصدر باللغتين العربية والألمانية، وكان يتم توزيعها عليهم، كما قامت الملحقية بتوزيع الكتب العلمية والمترجمة، وكتاب جامعة فيينا عن الرحلة العلمية بالمملكة خلال معرض الكتاب الدولي بفيينا، كما وزعنا العديد من الكتب والمؤلفات السعودية على المعاهد والجامعات والمؤسسات العلمية الناطقة باللغة الألمانية. كتاب نمساوي عن المملكة * قرأنا عن رحلة علمية قام بها وفد من أساتذة قسم الاستشراق بمعهد الدراسات الشرقية في جامعة فيينا إلى المملكة، والتي لاقت صدى واسعا في النمسا ولدى الأوساط العلمية والأكاديمية، فماذا كان عنها؟ - نعم تم ذلك في ربيع عام 2014م، حيث نظمت الملحقية رحلة علمية استطلاعية لمدة أسبوعين لطلاب وأساتذة معهد الاستشراق بجامعة فيينا داخل المملكة، حيث تجول الوفد الذي تقدمه البروفيسور والمستشرق الدكتور استيفان بروهاسكا في ربوعها، خصوصاً مواقع التراث العمراني، والوجهات السياحية الطبيعية. وقد ألف الوفد النمساوي الزائر للمملكة كتاباً صخماً تجاوز ال 300 صفحة، استعرضوا من خلاله أهم إنجازات التعليم في المملكة بشكل عام، وغناها بالتراث العمراني، والمواقع السياحية الطبيعية بشكل خاص. كما استعرض الكتاب أبرز مقومات الاقتصاد السعودي، والفرص الاستثمارية. وكان الكتاب مدعماً بالصور والإحصائيات الدقيقة ومتسماً بالموضوعية والواقعية.