طالب أهالي وسكان حي الكعكيَّة جنوب مكَّة المكرَّمة أمانة العاصمة المقدَّسة تنفيذ الحدائق ومرافق الخدمات في المواقع المخصص لها ضمن إطار الحي، والتي لم تنفذ منذ ثلاثة عقود. وكما طالبوا بمكافحة الكلاب الضالة المنتشرة داخل الحي، خاصَّة بعد منتصف الليل ممَّا أدَّى لتعرُّض بعض السكان للأذى أكثر من مرة. واشتكى الأهالي من وجود العمالة المخالفة التي تبحث عن العمل وسط الحي بعيدًا عن رقابة الدوريَّات الأمنيَّة وانتشار الباعة الجائلين غياب الإنارة والزفلتة والرصف من شوارع الحي منذ عشرين سنة رغم قرب الحي من الطريق الرئيس شارع إبراهيم الخليل والمنطقة المركزيَّة. طابع العشوائية وقال الشيخ عليان بن علي الندوي من سكان الكعكيَّة أن حي الكعكيَّة من أوائل الأحياء القديمة التي أنشئت خارج نطاق المنطقة المركزيَّة بجنوب مكَّة، وقد كان الموقع في السابق مصانع للآجور، ومساكن لبعض العمالة التي تشتغل في صناعة الفخار ومع التوسع العمراني الذي شهدته مكة قبل أربعة عقود ألزمت أمانة العاصمة المقدسة ملاك مصانع الفخار بنقلها جنوبمكة بعيدًا عن المنطقة السكنية، ممَّا زاد التوسع العمراني وارتفع عدد الوحدات السكنيَّة وتوسع الحي وانشئت المراكز التجاريَّة حتَّى بات الحي يضم أكثر من ألف وخمسمئة وحدة سكنية رغم مساحته المحدودة، لكنَّه طغى عليه طابع العشوائيَّة كون الحي يقع في وادٍ بين جبلين. ننتظر التجاوب وقال الشيخ الندوي سبق لنا أن تقدَّمنا بطلب للمسوؤلين في أمانة مكَّة وبعض الجهات الخدميَّة بتحسين وضع الحي، ولمسنا تجاوبًا من شركة المياه الوطنية التي نفذت شبكة المياه والصرف الصحي خلال العامين الماضيين، ويوجد مواقع مخصصة للحدائق لكن الأمانة لم تنفذ منذ ثلاثة عقود، ونتمني أن تتجاوب الأمانة مع هذا الطرح وتبحث احتياجات هذا الحي الذي نتطلع أن يكون ضمن الأحياء التي يشملها مشروع هيئة تطوير منطقة مكَّة المكرَّمة لتطوير المناطق العشوائيَّة أسوة بجبل الشراشف، وحي الكدوة، وحي النكاسة، وهذه الأحياء ليست ببعيدة عن حي الكعكيَّة. غياب الرقابة وقال المواطن عبدالرحمن عبدالكريم بخاري من أقدم سكان حي الكعكيَّة أكثر من خمسة آلاف مواطن ومقيم يعيشون معاناة نقص الخدمات في حي الكعكيَّة محدود المساحة، والمكتظ بالسكان، وهناك مئات المساكن العشوائيَّة التي شُيدت فوق الجبال خلال العشر السنوات الماضية في ظل غياب الرقابة على التعديات على الأراضي الحكوميَّة خاصة الجبليَّة منها. وقال بخاري يوجد موقع كبير وسط الحي مخصص لإنشاء حديقة تكون متنفسًا لسكان الحي ومنذ 30 عامًا والموقع على حاله، واستغله بعض السكان من خارج الحي وحولوه الى موقع لإيقاف السيارات الخربة وبعضهم جعلوه مرمي للنفايات، رغم أن السكان يحاولون منع تحويل الحي إلى مرمي مخلفات البناء والنفايات، وننتظر تجاوب البلدية لتصحيح صورة الحي الذي يمثل إحدى واجهات مكَّة الجنوبيَّة. وأشار أن الحي يفتقر لأبسط الخدمات مثل الإنارة والرصف والسفلتة. السيارات الخربة وقال المواطن محمد يوسف هوساوي يعتبر حي الكعكيَّة من أقدم أحياء مكَّة منذ القدم عندما كانت مكَّة محصورة في سبعة أحياء حول المنطقة المركزيَّة، كان هناك بعض السكان في حي الكعكيَّة، وكان الناس يتجنبون السكن فيه لوجود مصب بير ياخور وكثرة انتشار الحشرات والبعوض لقرب الحي من المستنقعات، ومع التوسع العمراني وإغلاق مجري عبارات الصرف الصحي وبيرياخور زاد عدد السكان وشيدت الوحدات السكنيَّة، ويوجد حاليًّا أكثر من 1500 وحدة سكنيَّة رغم أن أكثرها بناء قديم وعشوائي لكن الحي مليء بالسكان ويحتاج للاهتمام من أمانة العاصمة المقدَّسة وهيئة تطوير مكة ليكون الحي ضمن منظومة التطوير الحديث، ويعاني الحي من وجود هياكل السيارات الخربة، ونطالب اللجنة المشكلة من أمانة العاصمة المقدَّسة وإدارة المرور بسرعة إنهاء وضع السيارات الخربة داخل الحي، والتي تعتبر أحد عوامل تلوث البيئة. الكلاب الضالة وقال المواطن سلطان الندوي إن سكان الحي يعيشون معاناة العشوائيَّة في البناء، خاصَّة في مواقع الجبال المحيطة بالكعكيَّة، وهناك ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي ليس لها وقت محدد للظهور، بل أحيانًا في الصباح الباكر ممَّا يثير الهلع والخوف بين الأطفال. أمانة العاصمة المقدَّسة من جانبه أوضح الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدَّسة عثمان أبوبكر مالي، أن الأمانة لديها لجان عبر البلديات الفرعيَّة لمتابعة احتياجات الأحياء والمخططات ومن ضمنها حي الكعكيَّة، وسنأخذ مطالب المواطنين بعين الاعتبار. وأضاف بالنسبة للمركبات والهياكل التالفة، فإن الأمانة ومن خلال بلدياتها الفرعيَّة بمكَّة المكرَّمة تقوم بشكل مستمر بتشكيل اللجان الميدانية وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وهذه اللجان تقوم بجولات ميدانيَّة متتالية على كافة الأحياء والمخططات، وحصر الهياكل التالفة والسيارات الخربة، ويتم كتابة عبارة (تالف) عليها، ومن ثم يتم رفعها بالتنسيق مع إدارة مرور العاصمة المقدَّسة والجهات المختصة بعد انقضاء المهلة المحددة.. والسيارات التي تقع تحت اختصاص الأمانة هي التي لا تحمل لوحات فقط، أمَّا التي تحمل لوحات فهي من اختصاص إدارة المرور.وقال مالي أمَّا بالنسبة للشوارع التي تحتاج إلى سفلتة فإن لدى الأمانة العديد من مشروعات صيانة وسفلتة جميع شوارع أحياء ومخططات مكَّة المكرَّمة وفق جدول زمني محدد، وسيشمل جميع المواقع بلا استثناء.