يطل هذه الأيام مُقترح قديم كان قدمه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وحسبه المستمعون له مجرد طُرفة ضمن الطرف العديدة التي كانت تحفل بها معظم أحاديث القذافي، يضحكون لها ويعودون لمباشرة الحياة وكأن القذافي لم يتحدث. * * * المقترح قفز إلى مقدمة المؤتمر الصحفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو حل الدولة الواحدة التي تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين معاً .. الذي يذكرنا باقتراح القذافي بإقامة دولة « إسراطين »!! فقد أعلن ترمب أنه ليس مهتماً بحل الدولتين، وأن الأمر يعود للفلسطينيين والإسرائيليين ليقرروا ما يريدونه، قائلاً: (أنا أنظر لحل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وأنا راضٍ بالحل الذي يرغب به الطرفان). * * * ما قد لا يُدركه الرئيس ترمب هو أن حل الدولة الواحدة يُلقي على إسرائيل - بصفتها دولة ديموقراطية يهودية - أعباء تتجنبها. ففي دولة واحدة يحظى فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون بحقوق واحدة فإن اليهود، وفقاً للحقائق الديموغرافية، سيصبحون أقلية،حتى مع استبعاد غزة. وفي هذه الحالة فإن « يهودية الدولة » الذي يعتبره نتنياهو شرطاً لاستكمال العملية السياسية، سيتم محوه تماماً. * * * ما يريده نتنياهو، وفق شروطه التي طرحها في المؤتمر الصحفي المشترك مع ترمب (15 فبراير،2017) للمضي قدماً في عملية السلام، هو: اعتراف الفلسطينيين ب»يهودية» إسرائيل، استمرار سيطرة إسرائيل على منطقة «الأغوار» على الحدود مع الأردن. وهذا يجعل الدولة الفلسطينية تخرج مقصوصة الأجنحة لا سيادة لها على أراضيها، وتُشرف عليها دولة الاحتلال، أي أن الفلسطينيين سيعيشون خاضعين لإسرائيل، أي في نظام « أبارتايد « دون حقوق سياسية .. أي احتلال مُغلف بإرادة دولية!! #نافذة: [الحقيقة أن إسرائيل لا تريد حل الدولة، ولا حل الدولتين. إنها لا تريد السلام. الصهيونية تريد كل الشرق الأوسط] سوزان جون-رتشاردز