أجبرت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، أهالي الأطفال المجندين للقتال في الخطوط الأمامية على التزين والفرحة ورفع الصوت ب«الزغاريد» حال وصول خبر موت أبنائهم، وذلك تحت الضغط والإكراه بالقوة الجبرية وتحت تهديدهم ب«القتل» عند رفضهم تلك التعليمات. وطبقًا لتقريرٍ حديث أعدّه فريق الرصد والتوثيق الميداني للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، فإن المليشيا تجبر الأسر على إطلاق الألعاب النارية والأعيرة في السماء بهدف إيصال مظاهر الفرح المزيفة للأسر الأخرى، للاقتداء بذات نهجهم، مبيِّنًا أن مهام الأطفال المجندين تتنوع بين القتال المباشر وحراسة الأمتعة والمناوبة على نقاط التفتيش، وتوزيع الأكل والشرب والذخيرة للمقاتلين في الصفوف الأمامية حول المحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات عسكرية مع الجيش الموالي للشرعية. ورصد التقرير حالات استخدام الأطفال المجندين لأغراض غير أخلاقية من قبل أفراد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، مشيرًا إلى أن جميع حالات التجنيد جاءت لأسباب إما غير أخلاقية أو تجنيد قسري، أو تحت ضغوط اقتصادية ومعيشية لأسرهم؛ إذ تلجأ بعض الأسر للموافقة على تجنيد أبنائهم الأطفال بسبب الفقر والحاجة الملحة إلى الغذاء خصوصًا الأسر النازحة. تجنيد الأطفال بالقوة أشار التقرير إلى أن المعلومات التي دوّنها فريق الرصد والتوثيق الميداني للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، توضح أن مليشيا الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح جنّدت ما لا يقل عن 561 طفلًا أعمارهم تتراوح بين 9 و18 عامًا، وذلك بحسب البلاغات التي رفعتها أسر تشتكي من تجنيد أطفالهم بالقوة، فضلًا عن الأطفال الذين تمّ تجنيدهم ولم تتقدم أسرهم ببلاغات عنهم، إذ تتكتّم بعض الأسر على تجنيد أطفالهم خشية تنكيل المليشيا بهم أو قتل أطفالهم. وأفصح التقرير عن إخضاع مليشيا الحوثي الأطفال المجندين للتدريب في معسكرات قتالية أنشئت في عدة محافظات منها صنعاء وعمران، ونقلهم بعد ذلك لمحافظات أخرى للقتال بها، كاشفًا عن رصد الجيش الموالي للشرعية عدة كتب إرشادية بحوزة الأطفال الأسرى منها كتاب «جاهد يا ولدي الحبيب» وكتاب «المهدي الموعود أمل الأجيال»، كما وجدت صورًا للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية الأسبق الخميني، وأمين عام حزب الله اللبناني الإرهابي حسن نصر الله، وزعيم مليشيا الحوثي السابق حسين الحوثي، وزعيم المليشيا الإرهابية الحالي عبدالملك الحوثي.