يعاني كل من اكتشف أن ابنته أو أخته على علاقة بشخص، وتكمن وتزداد المعاناة عندما يعجز عن إيجاد حلول لمعاناته تلك، لأجل استصلاح حرمته وإعادتها إلى الطريق المستقيم وتبوء كل محاولاته بالفشل، فكيف يتم التعامل مع هذه الحالات، حقيقة لم يعد أسلوب القسوة والعنف الأسري مجديًا معها وفي المقابل نجد أن البديل الملائم يتمثل في الحوار العاطفي العقلاني واللمسات الحانية والدعاء وذلك امتثالا للأسلوب النبوي الراقي، قال الإمام أحمد عن أبي أمامة: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه! فقال: أدنه، فدنا منه قريبا، قال فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. ينبغي لنا أن نقتدي بهذا الأسلوب الحواري التربوي الرائع ونتجنب العنف الأسري فالعنف لن يتولد عنه إلا عنف وعلينا بمعالجة المشكلة بالعلاج العقلاني.