طالب عدد من المثقفين والأدباء المسؤولين عن معرض جدة الدولي للكتاب، بضرورة الاهتمام بالإصدارات الرقيمة وعدم الاكتفاء بالكتاب الورقي، مرتئين أن في هذا التوجه مواكبة للتطور في مجال النشر والإصدار، كما اقترحوا في حديثهم ل»المدينة» تعديل موعد المعرض لضمان مزيد من الإقبال، مع تكليف أقسام الأدب في الجامعات أو حتى إلى الأندية الأدبيَّة بتصميم البرامج الأدبية المناسبة والأمسيات المصاحبة واختيار من يشارك فيها، وغير ذلك من المقترحات طي هذا الاستطلاع حول توقعات الأدباء والمثقفين لهذه الدورة من المعرض، ومقترحاتهم لضمان استمراره بشكل متطور.. مواكبة التطور يبتدر الحديث الدكتور طارق الشليل، عضو جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، قائلاً: تأتي إقامة معرض جدة الدولي للكتاب في دورته الثانية في عصر أصبحت القراءة هاجسًا كبيرًا لدى أفراد المجتمع، في ظل التطورات الحديثة في مجال إثراء المحتوى المعلوماتي بجميع أشكاله المطبوعة، المرئية والمسموعة. وتعد هذه التظاهرة الدولية السنوية امتدادًا للحراك الثقافي الذي تدعمه وتشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع أمانة منطقة مكةالمكرمة؛ ففي بالأمس القريب نظمت وزارة الثقافة ممثلة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مؤتمر الأدباء السعوديين، وندوة علمية تكريمية عن الراحل الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر ويتابع الشليل حديثه مضيفًا: هذا المعرض يعد فرصة جميلة للتعرف على ما هو جديد لدى دور النشر في جميع المجالات، ومدى مواكبتهم للتطورات الحديثة في مجال النشر الرقمي. وبالتالي فإنه من المأمول في هذا المعرض أن يتم عرض أحدث الإصدارات من الكتب وقصص الأطفال على وسائط رقمية بدلاً من الاقتصار على الشكل المطبوع. وهذا التوجه أصبح ضرورة لازمة في ظل التحولات الرقمية لمصادر المعلومات، وهو بحد ذاته تحدٍ كبير لدور النشر العربية التي ما يزال الكثير منها يتبع نفس الأنماط التقليدية في تسويق إصداراته في شكلها المطبوع. ومن خلال متابعتي المتواضعة لإقامة المعرض والبرنامج والفعاليات المصاحبة، ألحظ بأن هناك اهتمامًا واضحًا في هذه التظاهرة الثقافية، والتي آمل أن تظهر بصورة مشرفة تعكس مدى الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم الحركة الثقافية والمعرفية، لتحقيق رؤية 2030م ضمن برنامج التحول الثقافي والمعلوماتي الوطني. كما أتمنى بأن يكون هذا المعرض بمستوى معرض الرياض الدولي للكتاب من حيث التنظيم والاستعداد، بل من حيث عدد الزوار والمبيعات. ويستطرد الشليل في حديثه بقوله: ولتحقيق ضمان استمرار هذا المعرض بشكل مميز؛ فإنه ينبغي على القائمين على إدارة المعارض أخذ ما يلي في الحسبان: • التعرف على استطلاعات الرأي من خلال إعداد استبانات لتقييم مستوى جودة الخدمات والمحتوى المنشور، وكذلك العاملين في هذا المحفل الثقافي. • ضرورة التنوع في تقديم وعرض الإصدارات الحديثة لدور النشر بصيغ وأشكال متنوعة، مع التركيز على المحتوى الرقمي عبر الأجهزة الكفية المخصصة للقراءة، مثل جهاز أمازون لقراءة الكتب. • إعداد دورات تأهيلية للعاملين في مجال إعداد المعارض، وكذلك في مجال التعامل مع سلوكيات جمهور المستفيدين. • تفعيل دور جمعية الناشرين السعوديين بحيث يتواكب مع الاتجاهات الحديثة في مجال إثراء المحتوى الرقمي، من خلال إعداد استراتيجية ورؤية تتوافق مع هذه الاتجاهات ومع رؤية 2030م. • تكثيف الوعي المعرفي والتوعية باستخدام تقنية المعلومات، من خلال ابتكار اساليب جديدة لتسويق العناوين والاصدارات الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاستعانة بالمشاهير في جميع المجالات كمشاهير الرياضة، الفن، الثقافة، السياسة في إبراز أهمية المكتبة والقراءة بجميع أنماطها. • ضرورة التنسيق مع مديري معارض الكتب العربية والاحتكاك بهم والافادة من تجاريهم الطويلة، والتشاور في سبيل تطوير الخدمات وتسهيل الإجراءات لجمهور المستفيدين. ويا حبذا لو كان وقت إقامة هذا المعرض وفعاليته المصاحبة في نهاية ديسمبر 2016م، لكان أفضل لزيادة المبيعات والاقبال على المعرض. وأخيرًا..؛ فإن هذا المعرض يعد نافذه معرفية يتطلع لها كل مثقف ومتعلم ومحب للقراءة في منطقة مكةالمكرمة. وأمل بأن يظهر بالمستوى المأمول والمشرف كما عودتنا إمارة مكةالمكرمة بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير المنطقة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، محافظ محافظة جدة، وكذلك وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في معالي الوزير الدكتور عادل الطريفي. مقترحات للدراسة الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيْفي، عضو مجلس الشورى السابق- أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك سعود بالرياض، قائلاً: لا شكّ أن إقامة أيّ معرض للكتاب أمرٌ مُثْرٍ، ثقافيًّا، ومُثْرٍ اقتصاديًّا معرفيًّا. ومناطق المملكة كلّها عطشى للكتاب والثقافة، ومؤهَّلة لمعارض كتب دوليَّة: المنطقة الجنوبيَّة، والشرقيَّة، والشماليَّة. فساكنو تلك المناطق أيضًا يُضطرّون إلى شدّ الرحال إلى الرياض أو جُدَّة، ليشهدوا معرض الكتاب الدولي. ويضيف الفيفي: أمّا البرامج المصاحبة لمعارض الكتاب داخل المملكة وخارجها، فيجب - لكي تصبح فاعلة، ورافدة لمعارض الكتب- أن تبتعد لجان إعدادها عن بعض قوائمها الجاهزة، وعن تحويل الثقافة إلى ما يشبه علاقات عامَّة، ثمَّ أن تُعِدّ برامج جادّة، وتدعو إليها مثقفين وأدباء ومفكرين وعلماء بمعايير موضوعيّة وعلمية، لا بمعايير إعلاميَّة، أو منحازة، أو باستقطاب نجوم مكررين في المناسبات المتكررة، وذلك في برامج تُعدّ على عجل، لا تنمّ أحيانًا عن أيّ جهد يُذكر في الاختيار والبحث عن الجديد والجادِّ والمختلف، وهو ما يؤدي إلى التكرار، والنمطيَّة، وتبادل الأدوار. ويستطرد الفيفي في حديثه بقوله: إن الثقافة حينما تحوَّل إلى منابر إعلاميَّة، أو لوحات دعائيَّة تسويقيَّة، تفقد هويَّتها، ووظيفتها، فالإعلام هو الذي يجب أن يكون في خدمة الثقافة، لا عكس ذلك، كما هو الغالب في معارض الكتب العربيَّة بصفة عامَّة. حين يُصبح للثقافة احترامها، واستقلالها، وأربابها المهمومون حقًّا بالشأن الثقافي، حينها ستُصبح الفعاليَّات الثقافية، بما فيها تلك المصاحبة لمعارض الكُتب، تظاهرات معرفية وفكرية وأدبية وفنيّة حقيقية، تضيف إلى المشهد الثقافي، وليست اجترارًا لطعام واحد وأسماء نمطيَّة. وهذا ما نأمله، ونتطلع إليه. وحين يتعلَّق الأمر بالأدب، تحديدًا، فلماذا لا يوكل الشأن في اختيار الفعاليات وأعلامها إلى أقسام الأدب في الجامعات؟ أو حتى إلى الأندية الأدبيَّة، لتصميم البرامج الأدبية المناسبة والأمسيات المصاحبة؟ وكذلك في سائر الفعاليَّات الثقافيَّة، التي يجب الرجوع فيها إلى بيوت الخبرة والتخصُّص في الجامعات والصروح الثقافية المؤهَّلة، لا إلى لجان، تجتهد مشكورةً، أو لا تجتهد، تُحسن أو تقصِّر. فهي في النهاية لجان متواضعة كُلِّفت بما لا تقدر عليه بالصورة المرجوَّة، كما تغلب العقلية الإعلامية على بعضها، لا الثقافية، وربما تسيِّرها إلى ذلك انتقائيَّات، قد لا تُسمن الثقافة ولا تغنيها من جوع. ويختم الفيفي حديثه بقوله: أتمنى للدورة الثانية لمعرض جُدَّة الدولي للكتاب كلَّ التوفيق، وأن تُدرس المقترحات المذكورة، للارتقاء به، وبالفعاليَّات المصاحبة، وكذلك أرجو لمعارض الكتب في المدن الأخرى. نجاح متوقع أما الشاعر الدكتور سعد عطية الغامدي فقد توقع النجاح والإقبال للمعرض، في سياق قوله: أتوقع نجاحاً وإقبالاً كبيرين، فكثيرون لا يزالون يعشقون الكتاب واحتفالياته واللقاءات تحت مظلته، كما أن الحرمان الذي نالهم بسبب الغياب الطويل لمعرض الكتاب سيدفعهم إلى التعويض بحضور ومشاركة لإثبات أهمية استمرار إقامته وعدم انقطاعه. وأقترح لضمان تطويره: 1- خفض درجة التوتر والحساسية المصاحبتين لهذه التظاهرات الثقافية، فالكتاب يستحق الكثير من الاهتمام والعناية. 2- توفير الخدمات الضرورية لجعله معرضاً يليق بجدةالمدينة العريقة الظامئة إلى الثقافة واللقاءات المعرفية. 3- أخذ آراء المشاركين بالحضور والندوات حتى تؤخذ بعين الاعتبار ، فهم المستفيدون بشكل مباشر من إقامة المعرض والفعاليات . 4- الاستفادة من الإعلام الحديث على نحو واسع بحيث تصبح الفعاليات في متناول من لم تسعفهم ظروفهم بالحضور. إعداد إستراتيجية ورؤية للمعرض تتوافق مع رؤية 2030م الاهتمام بالإصدارات الرقمية وعدم الاقتصار على الكتاب المطبوع استطلاع الرأي حول جودة الخدمات والمحتوى المنشور إعداد دورات تأهيلية للعاملين في مجال إعداد المعارض تفعيل دور جمعية الناشرين السعوديين ابتكار اساليب جديدة لتسويق العناوين والاصدارات الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطوير الخدمات وتسهيل الإجراءات لجمهور المستفيدين. إعادة النظر في توقيت المعرض وإقامته في نهاية ديسمبر 2016م إيكال شأن اختيار البرنامج الثقافي والفعاليات المصاحبة إلى أقسام الأدب في الجامعات أو الأندية الأدبيَّة مقترحات لتطوير «كتاب جدة»