تنطلق اليوم السبت بطولة الدوري الايطالي في كرة القدم اشهر البطولات الاوروبية والعالمية المحلية على الاطلاق التي تضم ابرز اللاعبين من مختلف القارات والجنسيات وستكون المنافسة فيها مفتوحة على مصراعيها لانها لا تعرف مرشحا واحدا للقب بل ان اكثر من فريق يطمح الى التتويج. وتملك الاندية الايطالية امكانات مادية هائلة تمكنها من استقدام اشهر اللاعبين في العالم وتنافسها في هذا الاطار بعض الاندية الاسبانية الكبيرة كريال مدريد وبرشلونة. ولن تكون مهمة لاتسيو مفروشة بالورود في حملة الدفاع عن لقبه الذي خطفه العام الماضي في المرحلة الاخيرة من يوفنتوس مع انه يعتبر المرشح الابرز هذا الموسم ايضا. لكن فريق يوفنتوس ومعه روما وميلان وانتر ميلان تعتبر المنافسة على اللقب حقا مشروعا لها في ظل كوكبة النجوم في صفوفها ولذلك ستكون البطولة الايطالية هذا الموسم مشتعلة حتى نهايتها لان جميع الفرق تعاقدت مع اللاعبين المناسبين لها حسب وجهة نظر اجهزتها الفنية لبدء المشوار. وكان لاتسيو توج بطلا للدوري في 14 أيار/ مايو الماضي للمرة الاولى منذ عام 1974م بتغلبه على ريجينا 3 صفر وخسارة يوفنتوس امام مضيفه بيروجيا صفر 1 في المرحلة الرابعة والثلاثين الاخيرة. وتطغى الصبغة الارجنتينية نوعا ما على البطولة الايطالية بشكل لافت هذا الموسم اذ لا يخلو اي ناد كبير من اسم احد مشاهير المنتخب الارجنتيني ابرزهم غابرييل باتيستوتا باتيغول المنتقل من فيورنتينا الى روما وكلاوديو لوبيز من فالنسيا الاسباني الى لاتسيو وهرنان كريسبو من بارما الى لاتسيو ايضا وغيرهم. ويبدو لاتسيو مصمما على الاحتفاظ بلقبه ويسود الاعتقاد لدى مشجعيه ان الفترة الحالية هي الفترة الذهبية لهذا الفريق الذي يضم تشكيلة قوية جدا تعززت بعملاقين ارجنتينيين هما المهاجم كلاوديو لوبيز الذي قاد فالنسيا العام الماضي الى المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال أوروبا قبل ان يخسر امام مواطنه ريال مدريد صفر 3 ولاعب الوسط صاحب النزعة الهجومية هرنان كريسبو الذي يعرف الكرة الايطالية عن ظهر قلب لانه كان في صفوف بارما. وتخلى لاتسيو عن لاعبين مهمين في المقابل هما الارجنتيني ماتياس الميدا والبرتغالي سيرجيو كونسيساو لمصلحة بارما. وظهرت نية لاتسيو واضحة في المنافسة على اكثر من جبهة حيث كان الاكثر ثباتا في الجولتين الاوليين من دوري ابطال اوروبا قبل ان يخسر في الثالثة الاربعاء الماضي امام ارسنال الانجليزي صفر 2. وارتفعت اسهم روما بقوة ورشحه النقاد للمنافسة على اللقب ايضا ويكفي انه ضم باتيستوتا اشهر الهدافين الذين مروا على الكرة الايطالية حتى الآن الذي يملك شهية على تسجيل الاهداف من كل الاماكن وكان ذلك جليا في السنوات الماضية التي أمضاها مع فيورنتينا وأيضا مع منتخب بلاده. وتعاقد روما مع البرازيلي ايمرسون من باير ليفركوزن ليشكل قوة ضاربة مع باتيستوتا لكنه تلقى ضربة موجعة باصابته خلال التمارين خضع بعدها الى جراحة في ركبته ستبعده لمدة ستة اسابيع عن الملاعب. ويبقى يوفنتوس الاكثر القابا في ايطاليا مرشحا دائما لاحراز اللقب رغم مروره ببعض الفترات التي يكون فيها مستواه متذبذبا لكنه عندما يكون في افضل حالاته فإن احدا لا يمكن ايقافه خصوصا انه يضم نخبة من اللاعبين الذين اثبتوا جدارتهم في السابق وابرزهم صانع العاب منتخب فرنسا بطل اوروبا زين الدين زيدان. واحتفظ يوفنتوس بمعظم عناصره السابقة امثال اليساندرو دل بييرو وفيليبو اينزاغي وغيرهما لكنه عزز هجومه بالفرنسي الدولي دافيد تريزيغيه من موناكو. ولا تبدو البداية مثالية ليوفنتوس الذي سيحصر اهتمامه محليا ببطولة الدوري بعد خروجه من مسابقة الكأس علما بأنه سيصارع على جبهة دوري ابطال اوروبا ايضا. ويحلم ميلان باستعادة حقبة الانجازات التي حققها اواخر الثمانينات بقيادة الثلاثي الهولندي ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد وسيطر فيها على الساحتين المحلية والاوروبية معولا على بعض اللاعبين الشباب الذين ازدادت خبرتهم في العامين الماضيين ومنهم ثلاثة شاركوا مع المنتخب الاولمبي في سيدني. ولا يمكن اغفال الهداف الاوكراني اندري شفتشنكو والالماني اوليفر بيرهوف من صفوف ميلان لأنه يمكنهما ترجيح كفته في أي لحظة، كما أن خلفهما سيكون العقل المفكر الأرجنتيني فرناندو ريدوندو المنتقل من ريال مدريد. وينافس ميلان ايضا على اكثر من جبهة محليا واوروبيا. وما يزال انتر ميلان يتخبط بين الحلم والواقع فبعد ان كان مرشحا فوق العادة قبل سنتين للسيطرة على الكرة الايطالية بوجود لاعبين من طراز رفيع جدا في مقدمتهم البرازيلي رونالدو وكريستيان فييري وروبرتو باجيو وجد نفسه يصارع من اجل ضمان مقعد في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي ليس اكثر كما انه لم يحقق اي نتائج لافتة اوروبيا. ويلاحق انتر ميلان شبح الاصابات التي ابعدت رونالدو طويلا عن الملاعب وهو لن يتمكن من العودة اذا سمح له الاطباء بذلك الا في منتصف الموسم وذلك بعد ان اجرى جراحة ثانية لركبته منذ نحو ستة اشهر كما ان فييري الذي كانت عودته من لاتسيو الى انتر ميلان العام الماضي الصفقة الاغلى في العالم في حينها يعاني من اصابة لم يعلن متى سيتعافى منها فيما تخلى عن باجيو الذي انضم الى بريشيا بعد خلافات حادة مع المدرب مارتشيلو ليبي. وتعاقد انتر مع التركي هاكان سوكور من غلطة سراي لسد الفراغ الهجومي لديه ونظرا لتألقه ايضا مع فريقه في الموسم الماضي حيث قاده الى لقب بطل كأس الاتحاد الاوروبي كما ضم الاسباني فارينوس من فالنسيا. وسيحاول بارما بدوره ان يقدم ما لديه كما في السنوات الماضية لكنه لا يبدو مرشحا للقب رغم ان الفرق الاخرى تحسب له حسابا وغالبا ما يكون بارما ضمن الفرق الستة الاولى في الترتيب. وتخلى بارما عن كريسبو والميدا لمصلحة لاتسيو فيما ضم الفرنسي يوهان ميكو. وفي المرحلة الاولى اتالانتا مع لاتسيو وباري مع فيرونا وميلان مع فينيتسيا ونابولي مع يوفنتوس وبارما مع فيورنتينا وبيروجيا مع ليتشي وريجينا مع انتر ميلان وروما مع بولونيا واودينيزي مع بريتشيا.