تعقد يوغسلافيا أربعة أنواع من الانتخابات يوم الاحد المقبل في ظل ظروف متقلبة بصورة خطيرة حيث ينصب الاهتمام على الانتخابات الرئاسية التي ينظر اليها على انها أخطر تحد للرئيس الحالي سلوبودان ميلوسيفيتش. وتظهر استطلاعات الرأي الحالية ان فويسلان كوستونيتشا، مرشح حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا المعارض يتقدم بصورة واضحة على ميلوسيفيتش. كما توضح الاستطلاعات تفوق حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا على حزب صربيا الاشتراكي الحاكم وحزب اليسار اليوغسلافي الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوسيفيتش وذلك بالنسبة للانتخابات البرلمانية الفدرالية والانتخابات المحلية في صربيا، والانتخابات الاقليمية في فويفودينا. الا ان مدير حملة حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا ورئيس الحزب الديمقراطي زوران ديينديتش حذر من ان ميلوسيفتيش يعتزم اعلان فوزه في الجولة الاولى من الانتخابات بعد ساعات من اغلاق مراكز الاقتراع مساء يوم الاحد,وتحدث ديينديتش في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي فقال ان حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا يتوقع من الجمهور ان يخرج الى الشوارع ويحتفل بالانتصار أو ان يبدي رد فعل مناسبا اذا حاول النظام سرقة الانتخابات. وقد حدث ذلك من قبل فبعد الانتخابات المحلية في صربيا في تشرين الثاني نوفمبر عام 1996م أعلنت السلطات النتائج وأصدرت بها مراسيم ولكن 88 يوما من المظاهرات العارمة في كافة انحاء الجمهورية قلبت تلك النتائج رأسا على عقب. فقد قامت المعارضة التي كان يسيطر عليها حينذاك فوك دراسكوفيتش وحركة التجديد الصربية التي يتزعمها بفرض سيطرتها على معظم مدن صربيا وتخوض حركة التجديد كافة الانتخابات بصورة مستقلة عن الاحزاب الأخرى. الا ان ميلوسيفيتش الذي كان حينذاك رئيسا لجمهورية صربيا احتفظ بمراكز القوى الاخرى ودعم وضعه كما استطاع ان يبث الشقاق بين دراسكوفيتش وديينديتش. وقاطع الحزب الديمقراطي ومعظم أحزاب المعارضة الانتخابات البرلمانية الاخيرة في صربيا في خريف عام 1997م وشاركت حركة التجديد الصربية لترى ميلوسيفيتش يشكل الحكومة مع الحزب القومي الصربي الراديكالي في أوائل عام 1998م ويضع المعارضة في موقف الدفاع حتى وقت قريب جدا,من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس ان الرئيس اليوغسلافي سولوبودان ميلوسيفيتش اتخذ خطوات لتأكيد ان الانتخابات القادمة ستكون لصالحه وتحقق فوزه على المعارضة,وأوضح جيمس أوبرين المستشار الخاص للرئيس الامريكي ووزيرة الخارجية لشؤون البلقان ان هذه الخطوات تضمنت تنظيف قوائم الناخبين لتتضمن ناخبين يعتقد ميلوسيفتش انهم سيدلون بأصواتهم لصالحه كما انه يحتفظ بقوائم تضم أسماء ناخبين توفوا منذ زمن أو لم يعودوا قادرين على الادلاء بأصواتهم بأنفسهم لاستخدامها لصالحه عند الضرورة مشيرا الى ان ميلوسيفتش يقوم بحملات منتظمة لاخافة الناشطين الديمقراطيين ووسائل الاعلام المستقلة. وأعرب مستشار الخارجية الامريكية لشؤون البلقان عن توقعه بعدم نزاهة الانتخابات في يوغسلافيا مؤكدا ان المعارضة ستخرج أقوى مما كانت عليه قبلها وستكون أكثر قدرة على مقاومة ميلوسيفتش.