أسفرت جولة إعادة انتخابات الرئاسة الصربية أمس الاول /الاحد/ عن استحالة انتخاب رئيس جديد للبلاد إذ أبدى الصرب لامبالاة في وقت تتصاعد المشاكل الداخلية خاصة الاقتصادية منها والتحديات الدولية. وقد شارك في الانتخابات 45.5 في المائة فقط من الناخبين أي أقل من النسبة القانونية المطلوبة وهي خمسون في المائة على الاقل لتصبح الانتخابات صحيحة. وكان التنافس بين الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوستونينتشا وهو قومي معتدل وميروليوب لابوس الاصلاحي الدؤوب. وقال سيدومير يوفانوفيتش المسئول الكبير في الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء الصربي زوران دينديتش أن انتخابات جديدة ستنظم في الاسبوع المقبل أي قبل مدة قصيرة من انتهاء مدة رئاسة الرئيس الصربي الحالي ميلان ميلوتينوفيتش في 27 ديسمبر المقبل. وقد ساند دينديتش في بادئ الأمر لابوس وهو مرشح مستقل يعد من مؤيدي مؤسسة جي 17 التي تتمتع بنفوذ. ولكنه تباعد مؤخرا وأظهر اهتماما طفيفا بالانتخابات مما حدا بمؤيدي كوستنونيتشا إلى القول إنه يتمنى فشل الانتخابات. يقول المحلل السياسي أوجنين بريبيسيفيتش من بلجراد إن دينديتش وكوستونيتشا الحليفين السابقين اللذين أصبحا غريمين سيواصلان التنازع على السلطة في صربيا خلال الحملة المقبلة. وتتمثل القضية الرئيسية بالنسبة لكوستونيتشا في إعادة نوابه إلى البرلمان الصربي الذي طردهم منه تحالف دينديتش في يونيو الماضي استنادا إلى نسبة حضورهم الضئيلة لجلسات البرلمان وعدم تعاونهم. وأخيرا ابتعد حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا الذي ينتمي إليه كوستونيتشا عن ائتلاف المعارضة الديمقراطية الصربية ورسخ عزلته. ويقول بيريبيسيفيتش إن كوستونيتشا يجب عليه الآن أن يستميت في سبيل إعادة نوابه. وأتوقع أن يتصاعد الصراع السياسي. ويقول إنها قشة عليه أن يتعلق بها مضيفا أن الانتصار العقيم لكوستونيتشا أمس الاول /الاحد/ هو ثالث انتصار له ولكنه لا يزال بلا سلطة. يذكر أن كوستونيتشا فاز على الرجل القوي السابق في يوغوسلافيا سلوبودان ميلوسيفيتش منذ عامين كما فاز الائتلاف الذي يرأسه دينديتش حاليا بأغلبية مطلقة في الانتخابات النيابية الصربية في ديسمبر عام 2000. ويؤكد بريبيسيفيتش إن الفوز مع عدم تولي سلطة يستنزف الحزب والمؤيدين أكثر مما تستنزف الهزيمة مضيفا إنه سيتعين عليه (كوستونيتشا) أن يسرع إلى الحد المعقول بتأمين انتخابات برلمانية مبكرة وإلا سيواجه خيبة أمل من جانب مؤيديه.وقد هوّن بريبيسيفيتش من شأن التأثير الدولي المحتمل لإعادة انتخاب رئيس صربي جديد. ولكن ذلك سيحول الانظار على الارجح عن محادثات تهدف إلى إعادة رسم نطاق الاتحاد اليوغوسلافي بحيث يتحول إلى تحالف فضفاض بين الصرب ومونتينيجرو (جمهورية الجبل الاسود) الغربية التوجه التي ستجري انتخابات نيابية مبكرة يوم الاحد المقبل. وتعد محادثات الصرب ومونتينيجرو حاسمة بالنسبة للاعتماد النهائي لمساعي يوغوسلافي من أجل العودة إلى المجلس الاوروبي وبدء المحادثات من أجل الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في العام المقبل كما تأمل بلجراد. ويريد الاتحاد اليوغوسلافي الذي انفرط عقده والدول الاعضاء فيه أيضا التحرك نحو الحصول على عضوية برنامج المشاركة من أجل السلام الذي يرعاه حلف شمال الاطلنطي (الناتو). والاثر السلبي الاساسي الذي يمكن أن يترتب على الصراع على السلطة هو حالة من عدم الاستقرار ستؤثر بشكل قوي على المستثمرين الاجانب المحتملين وتبعدهم عن الصرب على حد قوله. وفي النهاية سيؤدي الصراع بين ائتلاف المعارضة الديمقراطية الصربية والحزب الديمقراطي الصربي الذي يتسم بكثير من الاتهام المتبادل وقليل من الفعل إلى إعاقة المرحلة الانتقالية في الصرب وتشمل القيام بإصلاحات قضائية وسياسية واجتماعية أساسية وأيضا إعاقة مكافحة الجريمة والفساد.