في جولتي السريعة في وادي الدواسر شاهدت الكثير من الأمور التي تستحق الإشادة والذكر.. وإن كانت غير مجهولة لدى أبناء البلد.. ومنها ما يتعلق بالآثار والشواهد التاريخية التي تشتهر بها المنطقة.. وهي معالم تستحق بالفعل الزيارة والاهتمام. ** وهذه المنطقة المهمة في موقعها وتاريخها وسكانها وإنتاجها.. هي أيضاً تشتهر بالزراعة اللامحدودة.. حيث تنتج كافة المحاصيل الزراعية وبكميات كبيرة تملأ السوق المحلي وتُصدر الفائض كما تشتهر بجودة منتجاتها وإقبال الناس على هذا المنتج. ** كما وجدت في هذه المنطقة أموراً أخرى تستحق الوقوف عليها.. وأدركت أنني أخطأت عندما قصرت زيارتي على بعض ساعات.. لأن منطقة كوادي الدواسر تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تقف على كل شيء فيها. ** غير أنني إذا التفت إلى المشروعات في هذه المنطقة الكبيرة المتباعدة.. وهذه المساحات المتسعة المليئة بالسكان تجد هناك خدمات ومشروعات وإن كانت موجودة.. إلا أنها ضعيفة ودون مستوى الاحتياج الفعلي لهذه المنطقة الكبيرة. ** خذ مثلاً.. الخدمات الصحية وهي خدمات مهمة لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنها.. هي خدمات ضرورية بالفعل ولكن هل هي موجودة في وادي الدواسر بالشكل الذي يلبي احتياج هذه المساحات الكبيرة المتباعدة.. وهذه الكثافة السكانية. ** هناك مستشفى عام في الوادي.. وهذا المستشفى الوحيد بالمنطقة كلها هذا المستشفى وُضع في زاوية واحدة من المحافظة وترك أكثر من 75% من سكان المحافظة يعانون من المسافات بينهم وبين المستشفى.. خصوصاً أن المحافظة كما قلنا متباعدة. ** ثم إن أهالي الوادي يعانون من غياب مستشفى للولادة والأطفال والكل يستغرب كيف بمحافظة سكانها يتجاوزون المائتي ألف نسمة لا يوجد لديهم مستشفى للنساء والولادة والأطفال.. رغم أن هذا التخصص مهم للغاية ويحتاج إليه الناس كثيراً. ** وقد قال لي بعض الأهالي.. إن هناك أيضاً.. شحاً في المراكز الصحية.. فهي بمقياس عدد السكان وعدد القرى والهجر قليلة جداً.. علاوة على ضعف وتدني مستوياتها وضعف تجهيزاتها وبالتالي يكون استعدادها دون المستوى المطلوب. ** ثم إن أهالي المحافظة إذا تم تحويلهم إلى المستشفى العام بسبب تردي الحالة أو احتياجها إلى إسعاف أو علاج سريع.. يتطلب الأمر قطع مسافة تتجاوز أحياناً 200كم حتى يصل المريض إلى المستشفى العام.. وهذا يحتاج إلى ساعتين أو أكثر.. وبالتالي فإن على وزارة الصحة ضرورة مراجعة خدماتها في منطقة وادي الدواسر وضرورة تدعيم هذه الخدمات ومضاعفتها.. إن على مستوى المراكز الصحية أو على مستوى المستشفيات نفسها. ** سكان الوادي كما قلنا.. أكثر من 200 ألف نسمة ومساحة المحافظة كبيرة للغاية وهذا يحتاج إلى وجود صحي يتناسب مع وضع هذه المحافظة قبل أن يلحقوا ب(إبِلهم). ** هذه إشارة سريعة إلى الخدمات الصحية في وادي الدواسر كما سمعتها من الأهالي هناك على أن الأهالي نقلوا لي معاناة أخرى في خدمات أخرى لعلنا نسوقها وننقلها في زاوية لاحقة. ** إن مشكلة بعض المسؤولين في المحافظات أنهم يرون أنفسهم مجرد موظفين فقط.. همهم الدوام الصباحي - أحياناً - ومن ثم التأكد من الراتب دخل الحساب آخر الشهر فقط.. ولا يدرون أن أمامهم مسؤوليات متعاظمة ومسؤوليات كبيرة وأنهم مسؤولون عن كل ال(200) ألف نسمة الموجودين في المحافظة كل حسب قطاعه المسؤول عنه. ** نحن نتمنى أولاً.. أن تلتفت وزارة الصحة بشكل عاجل إلى وضع الخدمات الصحية في محافظة وادي الدواسر وتدعمها بالمزيد من المراكز والمستشفيات الطبية المتقدمة وتجعلها في وضع يسمح لها باستقبال كل الحالات المحالة لها.. وفي وضع يجعلها تُغطي كل المنطقة ولا يكون هناك ثغرات بحيث تتأذى بعض الحالات التي يتطلب وضعها الصحي.. التدخل السريع. ** على أن هناك ملاحظات أخرى حول وادي الدواسر.. سأسوقها بإذن الله في زاوية لاحقة.