اختتم المؤشر العام للسوق السعودية تعاملاته الأسبوع الماضي على مستوى 5631.78 نقطة بارتفاع 218.55 نقطة خضراء بعد أن تذبذب 284 نقطة بين الأعلى على المستوى الأسبوعي (5674) والأدنى (5390)، وقد شهد السوق خلال أيام الأسبوع الماضي تذبذباً في تعاملات أيامه فسجل ارتفاعاً يوم السبت 59 نقطة ثم تراجع الأحد 16 نقطة وكذا يوم الإثنين بتراجع 8 نقاط، وبعد ذلك عاود الصعود يومي الثلاثاء والأربعاء بارتفاع إجمالي لليومين يعادل 195 نقطة وقد كان لإعلانات الربع الثاني من العام الجاري دور كبير في هذا التذبذب الذي ما زال مستمراً منذ أن اقترب وأصبح الكثير ينتظر ما ستفصحه الشركات عن نتائج، وقد يستمر هذا التذبذب حتى الانتهاء من نتائج الشركات المؤثرة وعلى رأسها سابك والاتصالات والكهرباء وغيرها من الشركات الاستثمارية المؤثرة في نقاط المؤشر ارتفاعاً وانخفاضاً. أهم أخبار الأسبوع الماضي لم تكن هناك أخبار قوية مؤثرة في مسار السوق ولم تعلن هيئة السوق المالية إلا عن خبرين هما موعد إدراج سهم الراجحي للتأمين وقد تم إدراجه يوم الإثنين وسجل رقماً كبيراً يومه الأول وصل فيه إلى 104.75 إلا أنه أغلق نهاية الأسبوع على مستوى 70 رابحاً من قيمته الأسمية (قيمة الاكتتاب)600% وقد يكون هذا السهم دافعاً كبيراً للاكتتابات القادمة بعد تحقيقه هذا الرقم خلال ثلاثة أيام. أما الخبر الثاني فهو بشأن صدور قرار نهائي من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية بإدانة أحد المخالفين لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية. وقد تضمن القرار إيقاع العقوبات الآتية: 1- فرض غرامة مالية عليه قدرها (100.000) مئة ألف ريال عن هذه المخالفة. 2- منعه من التداول على أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية مدة ثلاث سنوات. 3- منعه من مزاولة أعمال الوساطة، وإدارة المحافظ، والعمل مستشار استثمار، وأي وظيفة أخرى واجبة التسجيل مدة ثلاث سنوات. 4- وإلزام المستثمر بدفع المكاسب التي حققها إلى حساب الهيئة، البالغة (14.929.269) أربعة عشر مليوناً وتسعمئة وتسعة وعشرين ألفاً ومائتين وتسعة وستين ريالاً. وقد لا يكون لهذا الخبر أثر كبير يذكر على المسار العام للسوق إلا أنه يعد من القرارات التنظيمية الإيجابية على المستوى البعيد والتي تساهم في الحد من المخالفات لاحقاً. ماذا عن نتائج الشركات المعلنة؟ الملاحظ من إعلانات الأسبوع الماضي أن النتائج لم تكن بتلك السلبية التي كان يتوقعها الكثير وخصوصاً حول المصارف والخدمات المالية وبعض القطاعات المؤثرة بل كانت متباينة، فبعض منها أعلن نمواً إيجابياً مقارنة بالربع المماثل وبعض منها أعلن عن انخفاض وقد عمل هذا التباين توازناً نفسياً لدى المتداولين، إلا أن لسابك كلمة في إعلانها فهي عادة من أواخر الشركات إعلاناً وهي غالباً من تقطع هذا التذبذب إما بارتفاع سواء في نقاط المؤشر وسيولة السوق أو بتراجع قد يكسر القاع الأخير الذي تكون خلال الأسابيع الماضية عند مستوى 5374، وكل ذلك بناء على إيجابية إعلانها أو سلبيته وبهذا قد يستمر التذبذب العام للمؤشر حتى يوم إعلانها حينها قد يتوقف التذبذب نسبياً ويبدأ السوق مساره الطبيعي بناء على السيولة الاستثمارية التي تتدفق إليه وبناء على ما ستعلنه سابك. المؤشر العام فنياً بعد أن تجاوز المؤشر مستوى 6000 تضخمت مؤشراته سواء اليومية أو الأسبوعية وكانت تتطلب التراجع في نقاط المؤشر (فنياً) لكي تتراخى المؤشرات وبالفعل تراجع المؤشر وبدأت الكثير من المؤشرات تتراجع عن المستويات الخطرة وبدأت تدخل في المستويات الآمنة التي كانت تشير إلى التشبع من البيع وانتظار الشراء وهذا ساهم كثيراً الأسبوع الماضي في الارتداد من مستويات 5400 تقريباً فقد تراجع macdعلى المستوى اليومي من قيمة 265 إلى قيمة -113 وتراجع الاستوكاستك من قيمة 86 إلى قيمة 16 أيضاً تراجع (rsi) من قيمة 80 إلى قيمة 32 وغيرها من المؤشرات اليومية الأخرى أما على الأسبوعي فالمؤكد لا يزال إيجابياً ولم يدخل السلبية بعد نظراً إلى بطئه وعدم تأثره ببعض التراجعات التذبذبية أما الار اس أي فقد وصل 58 وهي منطقة تعد على المستوى الأسبوعي تشير إلى تشبع شراء وانتظار البيع أما الاستوكاستك فقد كان يشير بعد تخطي مستوى 6000 إلى ضرورة التراجع، وذلك حينما وصلت قيمته على المستوى الأسبوعي إلى 94 وبدأ يتقاطع تقاطعاً سلبياً وقد تراجعت قيمته إلى 15 ومن ثم دخل في الانعكاس وبدأ في التقاطع الإيجابي كما هو في الرسم البياني المرفق وكذا مؤشر السيولة والذي تضخم فوق 6000 وبعدها يتراجع حتى حقق قاعاً جدياً ومن ثم بدأ في الانكسار إلى الأعلى إلا أنه لم يعطِ الإشارات القوية ولا يزال في مناطق الانخفاض، وبهذا كان لتراخي المؤشرات دور في ارتداد الأسبوع الماضي، إضافة إلى الأسباب الأخرى كنتائج بعض المصارف واستقرار البترول دون تذبذب حاد وأيضاً ارتفاع لكثير من الأسواق العالمية التي قد تكون مساراتها مشابهة لمسار المؤشر بشكل عام. وقد صحح المؤشر حتى القرب من نسبة 38% والتي لم يفصله عنها إلا نقاط محدودة وهي إحدى نسب فيبو ناتشي التصحيحية والتي تحدد نسبة التصحيح الذي يتراجع فيه المؤشر بناء على بداية الموجة ونهايتها وقد بدأت من4068 وانتهت عند 6139 بطول 2071 نقطة، وبهذا تراجع المؤشر حتى الأسابيع الماضية ما نسبته 38% فلامس مستوى 5374 وقد تكون نتائج الشركات القادمة وخصوصاً سابك هي الفيصل في اكتفاء المؤشر بهذه النسبة أو عدم اكتفائه، علماً بأن الرجوع إلى هذه النقطة ثانية قد يشير إلى نية التراجع إلى مستوى 50% وهي تقع قريباً من 5104 تقريباً فهل يكتفي بما تراجع إليه على المدى المتوسط ويبني موجة صاعدة جديدة أم يعود إليه متجهاً لما بعده من نسب تصحيحية وقد تكون الأسابيع القريبة القادمة هي من يكشف المسار القادم بناء على نتائج ما تبقى من شركات وأيضاً بناء على قيم التداول اليومية. نقاط الدعم والمقاومة ونقطة الارتكاز أولا: نقاط المقاومة وأولاها على المستوى الأسبوعي لا على المستوى اليومي عند 5740 أما الثانية فهي 5849 والثالثة والأخيرة 6024 وليس من الشرط الوصول إليها هذا الأسبوع ولكنها تظل نقطة مقاومة مهمة لابد من ذكرها. ثانياً: نقاط الدعم وأولاها على المستوى الأسبوعي لا على المستوى اليومي عند نقطة 5456 وهي نقطة مهمة تليها نقطة 5374 وهي قاع الأسبوعين الماضيين وبكسرها هبوطاً قد يتراجع لنقاط الدعم القريبة من 5000 ومنها 5281 ثم 5172 وليس من الشرط الوصول إليها هذا الأسبوع ولكنها نقاط دعم لابد من ذكرها. ثالثا: نقطة الارتكاز وهي عند مستوى 5565 وبالتداول فوقها كثيراً قد يتجه المؤشر إلى اختبار المقاومات المذكورة وبالتداول تحتها قد يذهب المؤشر لاختبار الدعوم المشار إليها. والخلاصة مما تقدم نتائج الشركات بعثت شيئاً من الأمل الأسبوع الماضي والمؤشرات الفنية بدأت تتراخى والكثير من الشركات لم تفصح عن نتائجها وسابك ستكون الفيصل في المسار العام وقيم التداول لا تزال ضعيفة، ولهذا قد يستمر التذبذب حتى الإفصاح عن نتائج ما يتبقى من الشركات المؤثرة وعلى رأسها سابك. محلل فني [email protected]