كنت أتابع باهتمام قصة عفو أهل القتيل عواد بن حمود بن نايل عن قاتل ابنهم والتي استعرضها عمه عايد بن نايل بن طوعان السويدي، وكذلك قصة العفو عن قاتله، مشيراً إلى أن والد القتيل اتخذ قرار العفو في اللحظة نفسها استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لشعبه دائماً بالصبر والوسطية والخضوع لله وعدم المغالاة في دم أعناق المسلمين وكذلك اقتداء بجهوده في لم الشمل وغض النظر عن الفرقة وعن التطاول. التربية سلوك ونعم تربية مليك هذه الديار لأبنائه.. ونعم القدوة وهو يضرب في التسامح والعفو وثقافة الحوار مثلاً يحتذى به، وإن وسام الملك عبدالعزيز الذي منحه جلالته لوالد القتيل جزاء الشهامة والشجاعة والعفو عند المقدرة لتقدير لوطنيته. ما أجمل ما قيل بين يديه من كلمات قالها والد القتيل وعمه والتي لمسنا فيها الصدق وحب مليك هذه الديار والغيرة عليها.. الكلمات الصادقة تخرج من القلب لتحط على غصون قلوبنا آنسة لذا أقول ومن القلب أيضاً لكم الصبر والسلوان أهل الفقيد ولك أبو متعب المجد والتقدير. * * * للطائف جمال طبيعتها وسحر المكان ولها كذلك بصمات التاريخ التي تركت في أحضان هذه المدينة الرائعة أنفاس الشعراء وقوافل العرب وذكرى من مروا منها تاركين لهم مجداً تشهد له حجارتها ومعالمها. عاد سوق عكاظ لتجتمع العرب تتعاكظ وتعرض منجزها الشعري وتتفاخر بها، عادت الخنساء تنشد صهيل حزنها والنابغة يعقد قبته الحمراء يجتمع الشعراء حوله... عادت السوق بعد ألف وثلاثمائة عام تعيد للشعر طاقته وتزهر أرضها بالأمنيات.. وجذبت هذه الأرض إليها من عشاق الشعر والسواح والزوار ما أعاد للماضي سيرته الأولى. سحابة بيضاء قدمت من أبها.. وحطت رحالها في مكةالمكرمة لتكمل مسيرة التنمية والعطاء والخير.. خالد الفيصل.. الشاعر الأمير جاء بالشعر ليزهر حيث يتعانق الحاضر مع الماضي فيعود مجد النابغة وامرئ القيس والخنساء ونعود. عاد محمد عبده بعد غياب ليصدح بكلمات اللواء المتقاعد كمال عبدالقادر وعلى لحن المجرور فيتعانق اللحن والشعر والصوت الشجي والأرواح التي حلقت آنسة بالإبداع. تفتح الطائف أبوابها لزائري سوقها الشعري العربي الذي بدأ منذ يومين وسيستمر إلى الخامس من شعبان. اقصدوا الشعر والتراث والجمال والسحر في الطائف التي ترحب بزائريها تراحيب المطر. [email protected]