يتفاوت الناس في كل شأن من شؤون حياتهم وتختلف أوضاعهم الاجتماعية والثقافية كما تختلف مفاهيمهم تجاه تحديد الاولويات في هذه الحياة، وفي هذه الايام ونحن نودع الإجازة الصيفية لابد ان ندرك ان الهدف الرئيسي منها هو الاستجمام والراحة من عناء عام دراسي مضى ولكل فرد واسرة ان تحدد بنفسها كيفية قضاء الاجازة تبعا لأوضاعها وظروفها, ومع بداية العام الدراسي يلقي كثير من المعلمين والمعلمات على الطلاب والطالبات السؤال التقليدي المشهور أين قضيتم الإجازة؟ ويقصد بذلك غالباً اين سافرتم خلال الاجازة؟ فتجد المعلم يطلب من كل طالب ان يذكر اسمه واين قضى الاجازة الصيفية؟ ولا يسأله ماذا تعلمت خلال الاجازة؟ أو ماذا قرأت؟ وفرق بين الامرين، ام هو حتمي على كل طالب ان يسافر خلال هذه الاجازة؟ ولذلك فإني أدعو المعلمين والمعلمات الى ترك هذا السؤال لعدة اعتبارات منها: 1أن فيه جرحا لمشاعر بعض الطلاب ممن لم يسافروا خارج مدينتهم وليس لهم قدرة على ذلك وليس السفر ضرورة او له تعلق مباشر بالإجازة؟ 2- أنه فيه نوعا من المفاخرة بين الطلاب في امر لايمكن ان يكونوا فيه على حد سواء فإن الله عز وجل فاوت بين الناس في طباعهم وعاداتهم وفاوت بين أرزاقهم. 3 أن هذا السؤال قد يجر بعض الطلاب الى الكذب وذلك هروبا من الحرج امام زملائه فيزعم بأنه سافر الى العديد من الاماكن وهو لم يفعل. 4 أن بعض الطلاب قد يتغيب اليوم الاول من الدراسة لئلا يحرج امام زملائه بهذا السؤال. 5 أن هذا السؤال قد يكون من المعلم لعجزه عن إشغال الدرس بما يفيد الطلاب فتجد بعض المعلمين لايعد شيئا لطلابه في اليوم الاول وإنما يجعلهم يستلمون زمام الفصل بالإجابة على هذا السؤال. 6- أن هذا السؤال يدفع الناس الى تقليد بعضهم بعضا ولو لم توجد لديهم الرغبة في السفر او القدرة عليه، وقد يتكلف بعضهم السفر لا لحاجة وإنما ليقول ابناؤه امام زملائهم سافرنا الى كذا وكذا وقد يلقنهم الآباء ذلك تفاخرا ورياء. 7 أن هذا السؤال لاضرر على المعلم والمعلمة في تركه بل إن المصلحة غالباً في تركه, وأخيراً فإن هذا السؤال قد لايكون له نصيب في اليوم الاول عند بعض المعلمين ولكنه يكون اول موضوع في مادة الإنشاء اين قضيت الإجازة الصيفية؟ ومن الممكن ان يكون السؤال كيف قضيت الاجازة؟ وماذا استفدت خلال هذه الاجازة؟