بحضور الرئيس الإيراني وحضور أكثر من مئة ألف مشجع إيراني في ملعب أزادي في طهران، استطاع فرسان المنتخب السعودي تحقيق أهم وأصعب فوز لهم في مشوارهم نحو نهائيات كأس العالم القادمة، فبعد أن تضاءل الأمل بسبب خسارة نقاط سابقة استطاع نجوم الأخضر ومدربهم القدير بيسيرو إعادة البسمة إلى الجماهير السعودية وأعادوا الثقة والهيبة للكرة السعودية. أما لماذا أعتبره أهم وأصعب فوز، فذلك لأنه يحمل أبعاداً وطنية عميقة، فالجميع يعرف حال الشارع الرياضي السعودي عند خسارة المنتخب. وكيف تحدث انقسامات في الرأي وغضب وعدائية في الحوار الرياضي على المستويين الجماهيري والإعلامي، كما أن هناك دلالات وطنية أبعد يلمحها التابع من خلال الاهتمام غير المسبوق بهذه المباراة في إيران، وذلك من خلال المنتديات الإلكترونية الإيرانية التي خلطت بين الشأن الرياضي وغير الرياضي ومن ثم تقديم مكافأة للاعب الذي يسجل هدف الفوز ضد السعودية بإعفائه من التجنيد وكأنه بطل قومي، وهي مكافأة قدمت مرة واحدة حين لعبت إيران ضد أمريكا وكوفئ اللاعب وقتها!!. أما الدلالة الأكبر والأهم فهي حضور فخامة الرئيس الإيراني شخصياً للمباراة، ورغم كل ذلك كان فرسان المنتخب السعودي على قدر كبير من الثقة بالنفس والمسؤولية الوطنية والقدرة الفنية لتحقيق ما تستحقه الكرة السعودية، رغم استمرار الأخطاء التحكيمية ضد منتخبنا والتي أشعلت الشعور بالحس الوطني والغيرة لدى الجماهير السعودية. ولكن يبقى العتب كبيراً على كل من يرى أن منتخبنا يعاني من النقص في مباراة إيران، وخصوصاً بعض الإعلاميين ففي ذلك تقليل من نجومية اللاعبين المشاركين، صحيح أن نجوماً كباراً لم يشاركوا أمثال ياسر ومالك وكريري وشهيل وسعد الحارثي، ولكن ذلك لا يعني نقصاً، فالمنتخب الذي لا يملك أكثر من لاعب في كل مركز لا يستحق الوصول لكأس العالم أصلاً!!. وكما قال نائب الرئيس العام لرعاية الشباب إن الكرة السعودية ولادة نجوم، وقد انتهى زمن النجم الواحد، فالنقص يطلق على الفريق الذي يلعب بأقل من أحد عشر لاعباً في الملعب بسبب طرد لاعب وإصابة واستنفاذ التغيير، وقد أثبتت الكرة السعودية خلال تاريخها أنها غنية بالنجوم والمهم أن ينصف نجوم الكرة السعودية ليسير المنتخب نحو الهدف المنشود بمساندة الجماهير والإعلام اللذين هما شركاء في الإنجاز وشركاء في الحالة الأخرى. وأختم بالقول إن منتخبنا اليوم أقوى من السابق فنياً وسيزداد قوة بعودة ياسر ومالك وكريري وسعد وغيرهم من النجوم وسيكون أكثر قوة بمساندة الإعلام الواعي والجماهير المخلصة للوطن. واليوم أنظر للتأهل الخامس بثقة وتفاؤل شديد، وعلى دروب جنوب إفريقيا نلتقي لنصل سوياً للإنجاز الأهم. يوم الجماهير السعودية غداً لقاء مهم للمنتخب السعودي أمام شقيقه الإماراتي وهو لقاء صعب، ولكن نجوم الأخضر وعدوا بإسعاد جماهيرهم التي هي النجم الأول للمنتخب ودعامة الانتصارات وحلاوة المنافسات. وأثق تماماً بأن المشاعر الوطنية الصادقة ستقود الجماهير السعودية لملء المدرجات فأنت أيها المشجع الواعي ستكون صانع الفوز بإذن الله. الناقد والأرصاد الجوية مهمة الناقد أن يقدم تحذيراً مبكراً لتلافي الأخطاء، وليس التحذير بعد فوات الأوان كما تفعل الأرصاد الجوية، ولقاؤنا السابق مع إيران حمل لنا عدة تحذيرات ودروس للمستقبل يجب التنبه لها، وهي: * الأخطاء التحكيمية ضد منتخبنا أصبحت أمراً مسلماً به، وعلى اللاعبين التعايش مع هذا الأمر في كل مباراة، والاحتجاج والنرفزة لن تغير شيئاً، فبالاصرار والتحدي سنحقق الانتصارات بإذن الله. * نشوة الفرح بالهدف ضد إيران كادت أن تتسبب في طرد لاعب منتخبنا بسبب عدم ضبط الأعصاب والدخول في صراع مع لاعبي إيران للحصول على الكرة بطريقة غير احترافية. * الفوز على إيران لا يعني الفوز على الإمارات، فلكل مباراة ومنتخب ظروف فنية مختلفة والمهم ألا نستسلم للترشيحات. * فوضى المسابقات المحلية وضغط المباريات أصعب أمر يواجه اللاعب السعودي ومنتخب الوطن. * القيادة الرياضية تنتقد عند الهزيمة وتنسى عند الفوز، وهذا قدر العمل الرياضي بشكل عام. * التهيئة الإدارية والإعداد النفسي جعلت الفريق على قلب رجل واحد، وهذا مفتاح الانتصارات. * آخر الكلام: بيسيرو.. بيسيرو.. بيسيرو ****