أنعش المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حظوظه في خطف إحدى بطاقتي التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد انتزاعه أمس ثلاث نقاط ثمينة من على أرض إيران وقلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين لهدف في المواجهة التي جمعت الطرفين على ملعب ازادي بالعاصمة الإيرانيةطهران في حضور الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وكان المنتخب الإيراني قد تقدم بهدف وعادل المنتخب السعودي النتيجة بواسطة نايف هزازي، قبل أن يضيف أسامة المولد الهدف السعودي الثاني، وألغى الياباني نيشيمورا يوشي هدفا سعوديا جاء عن طريق رأسية نايف هزازي، إلى جانب تجاهله احتساب ضربة جزاء لصالح ناصر الشمراني الذي تعرض للإعاقة من قِبل الحارس الإيراني داخل منطقة الجزاء. ومن جانبهما اتفق المدربان الوطنيان بندر الجعيثن وعلي كميخ على أحقية الأخضر بالفوز؛ حيث أشاد الأول بطريقة البرتغالي بيسيرو مدرب المنتخب واللاعبين الشباب، وفي مقدمتهم محمد نامي ونايف هزازي، وقال: "مزج بيسيرو بين الشباب والخبرة بطريقة رائعة؛ ما يوحي للجميع بأن المنتخب لا يشتكي من نقص، والتكتيك كان له دور في الظهور بهذا المستوى في مثل هذه المباريات التي تعتبر ديربي وحاسمة". وحول الأداء قال: "فرضنا أداءنا جماعيا وفرديا على الإيرانيين، وتميزنا بالمهارات الفردية". مشيرا إلى أن إيران شكّل خطورة على المرمى السعودي بداية المباراة، وبعد مرور 20 دقيقة بدأ الخوف يتلاشى لدى السعوديين، في وقت كان فيه المنتخب الإيراني شبه مستسلم. كما أن لاعبي الوسط نقلوا الكرات الأرضية بشكل سريع وسلس وهددوا إيران الذي اعتمد على البنية الجسمانية، وواجه دفاعا سعوديا قويا من ناحية التنظيم وحارسا مميزا مثل وليد عبدالله. وبيّن الجعيثن أن إيران ركز على الجهة اليمنى لتهديد المرمى السعودي عن طريق جواد نيكونام وجواد كاظمي صاحب هدف التقدم الإيراني. وأوضح الجعيثن أنه يعاب على المنتخب السعودي عدم الدقة في التمرير وتسرع اللاعبين الشباب قليلي الخبرة كنايف هزازي ومحمد نامي؛ ما أوقعهم في الأخطاء. مبينا أن نايف هزازي فرض اسمه على الهجوم السعودي بقتاليته، وينتظره مستقبل واعد، وقال: "كان ينقص المنتخب السعودي التحرك الإيجابي، خاصة في منطقة اللعب الإيراني، وهو ما أضاع الكثير من الهجمات رغم أن تحرك لاعبينا سبّب إزعاجا لدفاع الخصم القوي البنية الجسمانية، في حين كانت أغلب الكرات الإيرانية تُبنى على أخطاء لاعبينا خاصة كرة أحمد عطيف التي قُطعت وشكلت هجمة خطرة، ورغم ذلك اتضح عدم اليأس لدى اللاعبين السعوديين حتى بعد تسجيل الهدف الإيراني في الوقت الذي لعبت فيه الثقة دورا في أداء اللاعبين السعوديين خاصة عبدالله الزوري ومحمد نامي ونايف هزازي ومحمد نور الذين تفوقوا على أنفسهم وحققوا فوزا من الطريق الصعب". وتابع الجعيثن: "خلال الحصة الثانية كان هناك رغبة للتسجيل، وإيران أتاح التقدم للسعوديين بتركه مساحات خالية، والأخضر من المنتخبات التي تعشق اللعب في المساحات الكبيرة". وأضاف: "التغيير الذي أجراه المدرب الإيراني وتحويل الطريقة إلى 4 / 4 / 2 وتسجيله هدفا أعطى نوعا من الانكماش؛ ما مكننا من الاستفادة من المساحات، وسجلنا الهدف الأول؛ ليتواصل الضغط ونحصل على كرة ثابتة جاء منها الهدف الثاني، وكان من الممكن إضافة أكثر من هدف". واختتم حديثه بقوله: "المنتخب السعودي يستحق الفوز، وأبارك للأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل والجهازَيْن الفني والإداري للأخضر والشعب السعودي". ومن جهته هنأ المدرب الوطني علي كميخ الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد والجهازين الفني والإداري بالانتصار القوي وقال: "حققنا الفوز بالقوة من أمام منتخب قوي ومن أمام الحكم الياباني الذي كاد أن يحرم المنتخب السعودي ثلاث نقاط مستحقة وهذا استمرار لتحامل الحكام الآسيويين على الأخضر والذي وضح تماما في الهدف الملغي أو في ركلة الجزاء غير المحسوبة بشهادة الخبراء والمختصين". وواصل كميخ حديثه قائلا: "كان واضحا عدم ظهور المنتخب السعودي في ال20 دقيقة الأولى ثم بدأ في المناورة والتحرك والانتشار السريع ويبادل المنتخب الإيراني الهجمات عن طريق الأطراف والهجمات المرتدة وسط تنظيم دفاعي سعودي مميز واستمرت الحصة الأولى على نفس الصورة.. دفاع سعودي وانتشار سريع ونقل الكرة بشكل رائع وخطورة على المنتخب الإيراني". ووصف الحصة الثانية بالمختلفة جملة وتفصيلا وقال: "كان هناك لعب مفتوح مع تحفظ بسيط من المنتخب السعودي ووضح بحث الطرفين عن التسجيل، في ظل تكتيك سعودي رائع اعتمد على الدقة في التمرير وأجرى المدرب بيسيرو تغييرات جيدة بإدخال صالح بشير وتيسير الجاسم أعطى نكهة في الهجوم، واستطاع تكثيف الانطلاقات في الثلث الأوسط للملعب بوجود محمد نامي والزوري واستطاع أن يمرر كرة ولا أروع صالح بشير لنايف هزازي النجم المتمكن الذي استطاع أن يسجل هدف التعادل في وقت يحتاج المنتخب السعودي إلى هدف واستمر الأخضر على فلسفته في البحث عن تعزيز النتيجة، بالإضافة إلى تحركات المنتخب الإيراني الخطيرة". وبين كميخ أن الأخضر انتصر رغم الأخطاء التحكيمية القاتلة، وقال: "تفوق الأخضر عن طريق هدف أسامة المولد واستطاع أن يحافظ على الروح والانضباط التكتيكي عن طريق الحلول الفردية التي يتميز بها اللاعبون السعوديون، بثلاث نقاط استطاع المنتخب السعودي أن يرجع إلى المنافسة والفوز على فريق قوي ومنافس ويعطل مسيرة الحكام الآسيويين الذين يقفون ضد المنتخب السعودي صراحة، وعلامة استفهام كبرى لدى الاتحاد الآسيوي، أن تفوز على فريق قوي وفي أرضه تُعد انتصارا قويا خاصة بعد أن قلب النتيجة. الفريق السعودي اليوم استحق الفوز بجدارة وألف مبروك مرة أخرى للشعب السعودي والقيادة الرشيدة".