لا يوجد أدنى شك بأن اللاعب الأبرز في الملاعب الأوروبية والعالمية الآن والموهبة الأرجنتينية الفذة ليونيل ميسسي هو أحد الركائز الأساسية في نادي برشلونة الإسباني، وهو أحد الأسماء المؤثرة بشكل فعال، وقادر على قلب مجريات المباريات لمصلحة فريقه ولعل نزوله في الشوط الثاني في مباراة فريقه ضد راسينغ سانتدير في الجولة قبل الماضية وتسجيله لهدفين (بقدمه اليمنى) قلبت الخسارة لفوز ثمين هو أكبر ما يثبت ذلك وأنه يسير على خطى ثابتة للفوز بجوائز القارة الأوروبية والاتحاد الدولي مع انتهاء فعاليات الموسم الحالي. * ومع ذلك كله ومع كل ما يقدمه ميسسي في صفوف النادي الكاتالوني من إبداعات إلا أن البعض قد نسب كل شيء لصانع الألعاب الأرجنتيني دون إعطاء بقية أعضاء الفريق حقهم، ويكاد البعض الأخر أن يجزم أنه في حال تغيب ميسسي عن ما تبقى من فعاليات الموسم فإن الفريق سيفقد كل شيء ولن يتمكن من الفوز بلقب الليجا!. * بهدفي المهاجم الكاميروني سامويل إيتو والظهير الأيمن البرازيلي دانيل ألفيس نجمي نادي برشلونة الإسباني في الجولة الأخيرة من الليجا إثبات لكل من شكك في قوة الفريق في حال غياب ميسسي عن صفوفه. * ليس تقليلاً من العمل الكبير الذي يقوم به ميسسي في صفوف البارسا وليس انتقاصاً للإضافة التي يقدمها النجم المحبوب من الجميع، ولكننا يجب أن لا نغفل الأدوار التي قام بها المدرب الإسباني جوارديولا والتي من شأنها بثت الحماس والانضباط في الفريق ككل، وكذلك الأدوار التي يقوم بها الظهير البرازيلي الطائر دانيل ألفيس من الجهة اليمنى وزملائه إكزافي ألونسو وتيري هينري والأسد الكاميروني (هداف الليجا) سامويل إيتو. * التساؤل المطروح قد يثير غضب محبي النجم الأرجنتيني الذين يرون بأن برشلونة هو ميسسي فقط، ولكنه سيرضي محبي النجوم الآخرين الذين يؤمنون بقدرات الفريق كمجموعة وليس كفرد. * في مباراة برشلونة ضد نومانسيا والتي انتهت لصالح الأول بمهرجان تهديفي افتتحه واختتمه ميسسي بهدفين جميلين وكان لإيتو وهنري هدف لكل منهما صرح المدرب الكرواتي سيرجيو لنادي نومانسيا بأنه كان يعتقد بأن ميسسي هو كل شيء في الفريق الكاتالوني، ولكنه أخطأ التقدير حيث أن مدافعيه كان بإمكانهم إيقافه لولا تحركات دانيل ألفيس وتيري هنري وكذلك سرعة سامويل ايتو التي شتت أذهان مدافعيه مما أتاح الفرصة لميسسي لأن يسرح ويمرح دون توقف. * ن تصريح المدرب الكرواتي يمكن لنا أن نستنتج أن برشلونة بكرته الهجومية وأسلوب اللعب الشامل الذي يعتمد على قوة المجموعة هو العامل الرئيسي لتألق ميسسي من مباراة لأخرى (على مدار العام دون توقف)، وقد يتمكن النجم الموهوب من التألق مع أي فريق في العالم يلعب لمصلحته ويحقق معه الانتصارات ولكنه لن يستمر بنفس الأداء بثبات في جميع المباريات إلا بتواجد مجموعة قوية تسانده، وهو ما توفر له في صفوف برشلونة بتواجد نخبة كبيرة من النجوم. * تألق النجم البرازيلي رونالدينهو في صفوف برشلونة كان بسبب أسلوب اللعب الشامل وقوة وتفاهم المجموعة آنذاك، وهو ما أفتقده رونالدينهو في صفوف ميلان الذي يلعب بطريقة (خطة الشجرة) التي تعتمد على أربعة خمسة واحد مع الالتزام بالواجبات الدفاعية أكثر من الواجبات الهجومية. * مارادونا وحده هو من كان بإمكانه حمل فريق من الدرجة الثانية والتأهل معه للعب في بطولة تعتبر أقوى بطولات الدوري في العالم، والحصول على تلك البطولة(بطولة الدوري الإيطالي) وليس هذا فحسب بل الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي والفوز ببطولة كأس العالم مع منتخب بلاده والتأهل لنهائي البطولة التي تليها. * غياب ميسسي عن صفوف برشلونة لن يفقد الفريق لقب الليجا إلا إن أخفق جوارديولا ونجومه الكبار في تحقيق ذلك، ولكن غياب ميسسي عن صفوف برشلونة سيفقد الفريق فرصة الفوز باللقب الأوروبي الكبير الذي تطمح الأندية الكبيرة الفوز به بعد أيام خاصة عندما يتواجه برشلونة ضد ليون الفرنسي. والسبب أن البطولة الأوروبية أصعب بكثير من الليجا الإسبانية وتحتاج للنجم السوبر ستار مثل كريستيانو رونالدو مع المان يونايتد، وكاكا مع ميلان وزيدان مع ريال مدريد قبل أعوام، والتاريخ يتحدث عن ذلك. للتواصل عبر الإيميل [email protected]