* الطواف على القبور، والتمسح بها، والتبرك بها، فعل هذا كله شرك: فالطواف: من اجل العبادات، ولم يشرع الطواف حول مكان غير بيت الله الحرام، فعبادة الطواف خاصة بالكعبة المشرفة، وكذلك السعي بين الصفا والمروة، وما كان لغير الله فهو وضع للعبادة في غير موضعها، وتعظيم للقبور وتشبيهها بالبيت الحرام، وصرف لعبادة الطواف لغير الله. واما التمسح والتبرك بها رجاءً للانتفاع بالتمسح والتبرك في الدنيا والآخرة: فهذا تألية للقبور وتعظيم لها، نحو ما كان يفعله المشركون الجاهليون مع آلهتهم، فكل من رجى بالتبرك والتمسح الانتفاع فقد عظم مالم يشرع الله تعظيمه، والدليل على كونه شركاً حديث أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها: ذات انواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله اكبر! انها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى: اجعل لنا الهاً كما لهم آلهة ، قال: انكم قوم تجهلون ,, رواه احمد، والترمذي، وهو صحيح. وهؤلاء انما ارادوا العكوف والتبرك، فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبهم ذلك طلباً لاله مع الله، وهذا هو عين الشرك، فلما بين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر رجعوا وانابوا، والتبرك بالقبور والطواف حولها والتمسح بها اعظم مما طلبوا فعله.