جاءت النتائج الأخيرة لفريق الرائد مخيبة للآمال والطموحات التي رسمها الجماهير الرائدية، وأصبح وضع الفريق حرجاً للغاية بعد الهزيمة المخجلة أمام فريق الوطني (1-3)، وهي المباراة التي فجرت البراكين الخامدة ليدخل الرائديون في نفق مظلم وخطير ولا سيما أن المنافسة مشتعلة بين فرق المؤخرة للهروب من شبح الهبوط من دوري المال والشهرة لدوري الظلام! الرائديون أمام فرصة ممتازة لتصحيح أوضاعهم وترك تصفية الحسابات جانباً، فالرائد لا تمثله شخصية أو إدارة، بل كيان يحمل تاريخاً يهم كافة أطيافه. والمنطق يحتم على جميع الرائديين الوقوف وبهدوء وعقلانية لمناقشة كافة السلبيات التي اعترت الفريق طوال مشواره السابق وكيفية رسم طريق آمن لضمان وصول الفريق لمناطق الدفء، بدلاً من الهرولة وراء الزعزعة الإدارية والشرفية والفنية التي لن تزيد الكيان الأحمر سوى تراكمات سلبية لا يمكن الفكاك منها مستقبلاً! رئيس النادي، وهو اسم معروف برائديته الخالصة وتاريخه الرائع مع النادي، يجب الالتفاف معه ودعمه خلال المرحلة القادمة، ويتطلب منه أيضاً هو الآخر تفهماً وإصغاء أكثر لكافة الآراء والانتقادات، لأن المحصلة النهائية كلها تبحث عن مخرج آمن للفريق الرائدي. أكثر من أربعين يوماً تفصل الرائد عن أولى مبارياته في دوري المحترفين، وهي فرصة رائعة لإعادة الأمور لنصابها الصحيح واقتراب رجالات الرائد مع ناديهم بشكل أكبر. فالمشكلات والقيل والقال والانتقادات غير الهادفة وتحميل رئيس النادي كامل المسؤولية هو الطريق الخاطئ نحو حل الإشكال الذي يعاني منه الرائد. في الجانب الآخر تناست الجماهير أداء الكثير من اللاعبين وغضت النظر عن مستوياتهم الباهتة رغم تهيئة الأجواء لهم بحسب الاستطاعة وتزامن ذلك مع غياب روحهم العالية وظهر ذلك جلياً في مباراة الوطني الأخيرة. العقلانية والهدوء والوقوف مع الرئيس وإدارته واقتراب أعضاء الشرف من النادي وتكوين لجنة فنية لتقييم التعاقد مع مدرب جديد ولاعبين أجانب وتنازل الرئيس عن الكثير من (مركزيته) هي عوامل بالتأكيد ستعيد الرائد لمناطق الدفء من جديد. أما اختلاق المشكلات والمحاربة الشخصية فلن تجدي نفعاً والعبرة بالتاريخ الرائدي الذي شهد الكثير من المنعطفات الخطيرة التي لم ينقذه منها سوى إجماع رجالاته وجماهيره وتصفية نفوسهم وهو المطلب الملح خلال المرحلة القادمة.