عندما يخوض القياديون التربويون معركتهم الشرسة مع تطوير التعليم فإنهم في الغالب لا يخرجون منها سالمين، خصوصا في دول العالم الثالث. إن كثيراً من القيادات تخرج من معركة التطوير برصيد لا بأس به من المثبطين والحاسدين والحاقدين والغيورين، وقد لا ينجون من أمراض القلب والضغط والسكر. إن قيادات التطوير غالباً ما تكون محل تهمة بالفساد الإداري والمالي، وتهمة الفساد تلك قد تجد - للأسف - قبولاً ورواجاً عند عوام الناس. إن مما يثير شبهة فساد القيادات عند العامة هو تبرم تلك القيادات من بعض اللوائح والأنظمة التي يرون أنها تكبل وتقيد حركتهم نحو التطوير، إضافة إلى كونهم يتجاوزون الخطوط البيروقراطية، ويمنحون من يعملون معهم ثقة وصلاحيات مطلقة، بل ويخرجون على المألوف الثقافي، في مثل تلك الظروف يشعر الناس أن الأمور تسير نحو الفوضى واستغلال المنصب. القياديون التربويون الذين يخرجون سالمين من تهمة الفساد هم فقط أولئك الذين (يربضون على التعليم) ويعضون على الأوضاع القائمة بالنواجذ ويطبقون مبدأ باب يجيك معه ريح سده واستريح، هنا فقط يعتقد الناس - للأسف - أن القيادي نزيه وشريف وأمين. نحن هنا بالطبع لا نزكي كل القيادات التي تتحمل مسؤولية التطوير.