سرنا وأسعدنا كرياضيين جميعاً الانتصار الرائع لمنتخبنا على نظيره الإماراتي، الذي جاء مستحقاً لعباً ونتيجة، خاصة في شوط المباراة الثاني، هذا الانتصار الذي تحقق نتيجة الجهود المبذولة والمشكورة من القيادة العليا للرياضة والجهاز الفني والإداري والطبي مع حب الوطن والإخلاص والتضحية والفداء الذي ظهر به اللاعبون أثناء المباراة. هذا الانتصار يجب إلا يجعلنا نغفل بعض الأخطاء التي وقعت في المباراة، بل يجب أن نتدارسها ونناقشها مع المدرب واللاعبين حتى نتداركها مستقبلاً في المباراة القادمة. ولا شك أن المدرب القدير ناصر الجوهر بذل كل ما في وسعه لكسب المباراتين مع إيرانوالإمارات، والملاحظة على المنتخب عند تسلم الجوهر مهمة قيادته فنياً أن هناك تجانساً واضحاً بين اللاعبين وتهيئة نفسية وروحاً عالية جداً، ولا ننسى قبل ذلك توجيه وإرشاد ومتابعة قائد الرياضة الأمير سلطان وسمو نائبه اللذين بذلا الجهد والتحفيز قبل وأثناء المباراتين السابقتين. نعود إلى استعراض مباراة إيران التي شهدت تفوقاً سعودياً في الشوط الأول نتج عنه هدف مرسوم وملعوب، وبعد ذلك في الشوط الثاني كان هناك تراخ وتراجع واستسلام ونفاد المخزون اللياقي، نتج عنه هدف التعادل الذي جاء في غفلة من الدفاع والحارس، ولو أن الجوهر اتخذ أسلوباً مناسباً قبل نهاية المباراة بدقائق وقبل ولوج هدف التعادل بتكليف الدفاع والوسط باللعب على الكرات المرتدة وتوجيه اللاعبين بتهدئة اللعب لكسب الوقت عند أي خطأ أو رمية جانبية أو ضربة زاوية حتى تنتهي المباراة، لفاز بالمباراة. كما أن الحارس له دور في هدف إيران؛ إذ يفترض أن أي كرة ملعوبة من الأطراف تكون من نصيبه بخروج وتوقيت سليمين من المرمى والإمساك بالكرة. هنا لا نغفل دور إيران في هذه المباراة؛ فهو منتخب قوي مترابط يلعب كرة سريعة، ولديه لاعبون ذوو أجسام قوية، ويعتبر تعادلهم مع منتخبنا مكسباً لهم، حيث الأرض والجمهور في صالحنا. ونأتي لمباراة الإمارات التي أبدع فيها المنتخب السعودي خاصة بشوط المباراة الثاني؛ إذ كان الشوط الأول إماراتياً، وهذا شيء طبيعي لخسارة الإمارات المباراة السابقة ومحاولة التعويض، كذلك اللعب بارتياح حيث الجمهور والملعب اللذين يعتبران عاملين مساعدين لتفوق فريق الإمارات. المنتخب السعودي لم يلعب شوط المباراة الأول نتيجة الضغط المستمر واللياقة العالية لمنتخب الإمارات والإصرار على كسب المباراة. لعب المنتخب السعودي بحذر ودافع بقوة ولم يكن للهجمات السعودية أي دور يذكر، حتى خط الوسط لم يكن في حالاته واستمر اللعب على هذا المنوال حتى تحقق هدف الإمارات الذي لم يأتِ من كرة ملعوبة أو ثابتة أو مرسومة، وإنما نتيجة خطأ دفاعي وتسرع وعدم هدوء في إخراج الكرة. في شوط المباراة الثاني تغير الوضع ووضح أن هناك إصراراً سعودياً على كسب المباراة إذا تغيرت الروح، وحصل الحماس الذي بدا واضحاً على لاعبي المنتخب، وكذلك التغييرات الإيجابية التي أجراها مدربنا الجوهر كانت موفقة وإن كان الأجدر أن يلعب بياسر منذ بداية المباراة بجانب مالك معاذ الذي لم أعلم هل هو مصاب أم لا. ولو لعب هذا الثنائي منذ البداية لحسمت المباراة مبكراً عطفاً على المستوى العالي والروح والحماس الذي ظهر به لاعبو المنتخب في هذه المباراة. عموماً شيء طيب ورائع أن نكسب تلك المباراة ونجمع أربع نقاط من مباراتين، وهناك وقت طويل على استئناف التصفيات يجعل الجوهر يراجع حساباته ويعمل على تلافي جميع الأخطاء التي حدثت في المباراتين السابقتين، وأن يلعب بتشكيلة ثابتة متجانسة في جميع الخطوط الثلاثة، والوقت كافٍ لذلك. وهنا لا أعلم لماذا استبعد ناصر الشمراني ومنتشري من المنتخب وإن كان هذا يعود إلى رؤية رياضية من الكابتن ناصر الذي آمل ألا يكون الإعلام الرياضي قد أثر عليه بأن هذين اللاعبين لاعبا أندية وليس بلاعبَي منتخب، هذا الكلام غير صحيح؛ فناصر الشمراني هداف الدوري للعام المنصرم وليس بجديد على المنتخب وحقق مع نادي الوحدة ونادي الشباب نتائج إيجابية ومستوى متميزاً، وضمه إلى المنتخب بات ملحاً بعد إصابة ياسر ومالك معاذ وبعد إيقاف الحارثي الذي لن يلعب المباراة القادمة. كما أن الضرورة تستدعي ضم اللاعب محمد نور بعد المستوى غير المقنع للاعب الشلهوب. نور يملك الإمكانات والسرعة والتمريرات المتقنة والتهديف واللياقة.. وهو ليس بجديد على المنتخب، وعلى الجوهر حشد الإمكانات والجهود التي تؤدي إلى ظهور المنتخب بصورة أفضل وأن تكون النتائج القادمة إيجابية، وأن نبلغ كأس العالم، وليس هذا بمستحيل؛ فلقد سبق أن تأهلنا لذلك أربع مرات، وإن شاء الله نحقق الخامسة بتضافر الجهود وبذل كافة السبل الممكنة التي توصلنا إلى ما نصبو إليه وما نطلب تحقيقه من رفعة وتقدم الكرة والرياضية السعودية بشكل عام. دعواتنا الصادقة جمعياً كرياضيين بالتوفيق للمنتخب ممثلاً باللاعبين الأبطال والكابتن القدير ناصر، وإلى لقاء قادم. ناصر السيف