الشيخ يوسف القرضاوي.. وإلى وقت قريب وقريب جداً، كان من أكثر الدعاة المسلمين تحمساً وعملاً من أجل تعايش المذاهب الإسلامية، وبالذات بين أهل السنة والشيعة، بل إنه ومع بعض الدعاة والشيوخ من كلا المذهبين كونوا مجلسا للحوار بين المذاهب ونجحوا في عقد العديد من جلسات الحوار والتقارب، وقد كان الشيخ القرضاوي من أكثر الدعاة تحمسا لهذا العمل، إلا أنه وبعد أن طفح الكيل، وبعد أن تخطى المبشرون الشيعة كل الحدود والمحذورات وقيام الحكومات الإيرانية منذ ثورة الخميني بإنشاء إدارات وملحقيات ومستشاريات في كل سفاراتها في الدول العربية مهمتها نشر التشيع، وتخصيص الخبراء ورصد الأموال، لتعميم النهج الصفوي للمذهب الاثني عشري، والذي يركز على محاربة والإساءة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والفاضلة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وباقي الصحابة الأكرمين، والترويج لأفكار بعيدة عن الإسلام والتي لا يأخذ بها الشيعة العرب، وهذا ما أوجد نهجا شيعيا وكأنه من إنتاج عنصري رفع من شأن المراجع الشيعية ذات الأصول الفارسية واعتمد الأدبيات والمؤلفات التي تتناول الفقه الجعفري التي وضعت في العهد الصفوي والتي تعتمد وتركز على مبدأ ولاية الفقيه ونشر مؤلفات ورسائل المراجع التي تتبع حوزة قم، وهو ما جعل كثيرا من رجال الدين الشيعة من العرب وغيرهم يعتبرون النهج الفارسي لنشر التشييع توظيفا سياسيا للمذهب خدمة لأيديولوجيات ومصالح إيران الخمينية وهو الواقع فعلاً لأن كل (بؤر) نشر التشيع والتبشير به والتي تصرف عليها الدولة في إيران وتوجهها الملحقيات الإيرانية في جميع الدول العربية تنفذ أجندات تخدم السياسة الإيرانية، مثلما هو حاصل في العراق ولبنان واليمن وبعض دول الخليج العربية. والشيخ يوسف القرضاوي الذي يعيش في المنطقة لمس هذا التوظيف السياسي للمذهب الجعفري، وتيقن من خطورة ما يقوم به (القوم) بعد كل الذي فعلوه في الدول الثلاث، والشيخ القرضاوي بتواجده في إحدى دول (التماس) مع إيران يعي تماما أهداف نشر التشيع أكثر من غيره من الذين ردوا عليه في إحدى صحف مصر لأنهم بعيدون عن رؤية ما يحدث في دول الخليج أو يغمضون أعينهم عما يحدث في اليمن ولبنان والعراق، رغم خطورة ما يقومون به على الإسلام والمسلمين، فهم إضافة إلى شق صفوف المسلمين، أيضاً يعملون على استغلال الشيعة والمذهب خدمة لأهدافهم السياسية. [email protected]