لأن تجاربها السابقة حققت النجاح لأهدافها السياسية ومخططاتها العنصرية والطائفية، فإن الأيديولوجية الصفوية الفارسية، تسير قدماً للتمدد في نشر أفكارها ونهجها الأيديولجي في الدول العربية، لم يعد الأمر مقصوراً على العراق ولا على دول الخليج العربية ولا لبنان وسوريا وحتى فلسطين فحسب، بل امتد الأمر حتى جزر القمر والسودان واليمن ومصر وليبيا. فبعد تحذير إمام الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب الذي استدعى القائم بالأعمال الإيراني والذي يرأس مكتب المصالح الإيرانية في مصر، وحذره من نشر التشييع في مصر، منبهاً من مغبة إقامة «حسينيات» في بعض الشقق واستدعاء من يسمونه بالمراجع الشيعية من العراق ولبنان. في ليبيا، حذر الشيخ صادق الفرياني مفتي ليبيا من محاولة إيران نشر التشييع في البلاد، قال إن هناك نشاطاً مشبوهاً وسيئاً من إيران داخل ليبيا، حيث تنشر الكتب وتقام معارض ودعوات للتشييع، مشيراً إلى أن الإيرانيين يستدرجون الشباب وعامة الناس لدعوات مجانية لزيارة إيران ومنحهم إقامات في فنادق فخمة بزعم رغبة طهران في مساعدة ليبيا. وكشف الشيخ الفرياني في محاضرة ألقاها مؤخراً في مسجد مراد أغا بضاحية تاجوراء شرق طرابلس«الإيرانيون يقولون إن لديهم معاهد لتدريس المذهب المالكي والتدليل على أنهم ليسوا متعصبين، رغم أنه لا توجد مساجد لأهل السنة في طهران ولا في قم ومشهد»، معتبراً أن دعوات التشييع الصفوي الذي تدعو إليه إيران يقوم على إقامة الأحقاد والكراهية وسب أصحاب وزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. لافتاً إلى أن «دوامة من العنف والقتل لا تنتهي تنتشر بطرق معقدة حتى أنك لا تستطيع أن تهتدي للصواب وتعرف شيئاً، إلا أن الواضح لدينا أن المناطق التي وصل إليها التشييع شهدت اقتتالاً وفتناً». مشيراً إلى أن عائلات ليبية اتصلت بدار الإفتاء تحذر من أن يتحول أبناؤها إلى مذاهب ملحدة. وعن نشر الخمينية أو الخامنئية في اليمن عبر نشر التشييع الصفوي، يذكر الكاتب محمد جميح في مقالة له في صحيفة الشرق الأوسط، أن الحوثيين تولوا عملية نشر فكر الصفويين في اليمن عبر «منفذ صعدة» لينتشر في الجوف ويتمدد إلى حجه وغيرها من محافظات اليمن. موضحاً أن الحوثيين أصبحوا إيرانيين بخنجر يمني، تماماً كما ظهر في شريط فيديو وهم يأتزرون بالخنجر اليمني أثناء تدريبهم على اللطم على الطريقة الفارسية على يد «روزخاني» فارسي يعلمهم اللطمية بلغة عربية مكسرة. الحوثيون الذين تمدد نفوذهم إلى صعدة والجوف وحجة والذين لا يخجلون من التأكيد على أنهم وكلاء نظام «الآيات في إيران» وصلوا إلى هذه المرحلة بعد أن نجح الصفويون في تغيير عقيدة هؤلاء المنحرفين، اعتماداً على إدعاءات مذهبية مغلوطة بدأت بجلب عدد من الشباب من أهل الصعدة إلى إيران وتلقينهم في حوزات قم أساليب نشر التشييع الصفوي الذي أصبح حقيقة لا يمكن إخفاؤها، وعن طريق ذلك الأسلوب أصبحت لهم قاعدة في شمال اليمن تُستثمر الآن في تحقيق نفوذ سياسي يخدم مخططات حكام إيران من ملالي الصفويين، تماماً مثلما تحقق لهم في جنوب لبنان. ولهذا فمن حق المصريين والليبيين أن يقلقوا ويحذروا من عمليات التشيع الصفوي التي لم تجلب سوى الفتن والقتل للدول التي تفشى فيها. [email protected]