الهزيمة القاسية التي تلقاها الطائي من التعاون (1-3) في الأدوار النهائية لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والثانية كشفت الكثير من الأمور بالنسبة لفريق الطائي التي لا بد من التوقف عندها قليلاً .. ولا بد للطائيين أن يفهموا أوضاع فريقهم أكثر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه .. ففريق الطائي الهابط للدرجة الأولى يعيش أوضاعاً نفسية سيئة جداً وفنية غاية في الصعوبة بتأثير عدّة عوامل سنأتي عليها لاحقاً .. المباراة الأخيرة أمام التعاون، أوضحت للطائيين قبل غيرهم مدى صعوبة دوري الدرجة الأولى (الطويل والشاق والمرهق)، فالتعاون (حامل اللقب) الذي أخرج فريقهم مساء أمس الأول هو نفسه الذي كان مهدداً بخطر الهبوط الموسم الماضي..! فدوري الدرجة الأولى بتقلباته ونتائجه وأحداثه المثيرة يتطلب عملاً مختلفاً وإعداداً قوياً وتجهيزاً كاملاً لمواجهة كل مفاجآته ومطباته .. الأمر الآخر أن فريق الطائي الذي شاهدناه ما زال بحاجة لعمل فني شاق ومختلف عن أي وقت مضى في تاريخ الطائي..! فالفريق الحالي يضم عناصر جيدة لكنها تحتاج للمزيد من العمل والمعاونة الخبيرة داخل الميدان وهو ما تفتقده حالياً..! فمنذ تطبيق نظام الاحتراف قبل أكثر من 15 سنة لم يسبق لفريق الطائي أن لعب بدون لاعبين أجانب سواء في الدوري الممتاز أو الدرجة الأولى إلا هذا الموسم..! وكان الطائي طوال تلك السنوات يحضر لاعبين أجانب على مستوى عال يعتمد عليهم الفريق بشكل كبير خاصة على مستوى النواحي الهجومية من استقطاب هدافين كالنيجيري يحى جاكو مثلاً، بينما الطائي الآن يفتقد لهذه الميزة .. ومتى ما كان لاعبو الطائي الأجانب دون المستوى تأثر مستوى ونتائج الفريق كلياً .. الشيء الآخر والمهم جداً كذلك هو أنه بعد هبوط الطائي للدرجة الأولى توزع نجومه على الأندية الأخرى سواء في الاتفاق أو الأهلي او النصر او الرائد، وبالتالي فهو الآن يفتقد لأكثر من 60% من قوته مضافاً لها عدم وجود لاعبين أجانب .. وهذا الأمر يعني أن أمام الطائيين تحد كبير في إعادة صياغة فريقهم الكروي مجددا وهذا يحتاج إلى عمل شاق وبناء طويل شريطة تواجد (أجهزة فنية عالية المستوى) للتصدي لهذه المهمة الكبيرة.. وبالاعتماد على الكثير من العناصر الشابة والدماء الجديدة من القطاعات السنية لمواجهة صعوبة المرحلة القادمة على أن يتحلى الطائيون بالصبر على فريقهم ودعمه معنوياً لتجاوز الكثير من العقبات المتوقعة..! خاصة أن لدى الفريق مجموعة ممتازة من الشباب الذين أثبتوا حضورهم .. وما يحسب للإدارة أن 80% من كشوفات الفريق الأول هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 23 عاما وهذا مؤشر جيد بالنسبة لمستقبل الطائي خاصة واننا رأينا أن الطائي أمام العروبة في مباراته الثانية لعب بعناصر بديلة وحققت نتيجة ممتازة جداً .. لو استعرضنا ما تم خلال المرحلة الماضية من عمل إداري، لوجدنا أن الطائي كان من أوائل الأندية في الدرجة الأولى التي أعلنت إدارته الجديدة برئاسة فهد الصادر عن تعاقدها مع مدرب للفريق الأول هو العراقي الخبير انور جسام ولكن بسبب الظروف الخارجة عن ارادة الطرفين تعثر قدومه..! لتنتقل لمرحلة ثانية لم تنجح كذلك بعد أن تعاقدت مع الجزائري مصطفى بسكري الذي أخل بالعقد الذي أبرمه مع الطائي وهرب إلى المغرب ليتعاقد مع أحد انديتها ليترك إدارة الطائي في دوامة بحث جديدة عن مدرب آخر..! أما على مستوى دعم الفريق بلاعبين محليين فقد عملت الإدارة وفق الإمكانيات المادية المتاحة، وبالتالي استقطاب عدد من لاعبي أندية الدرجتين الثانية والثالثة، ولكن يحتاجون إلى الكثير من الوقت لإعدادهم.. ويبدو أن الفريق الآن بحاجة لصانع العاب ماهر يحفظ لخطوط الفريق توازنها، بالإضافة إلى هداف خبير يستطيع ترجمة جهود زملائه .. وكذلك يتضح أن عدد من عناصر الفريق الذين يمثلونه بحاجة إلى مراجعة حساب مع أنفسهم نظير المستويات المتدنية التي ظهروا بها.. وأيضاً لا يمكن أن نغفل الضعف اللياقي الواضح لغالبية لاعبي الفريق، وهذا بسبب تأخر حضور مدرب اللياقة..! وأخيراً.. فإنّ إعادة الاستقرار للنادي عموماً والفريق الأول تحديداً يظل هدفاً رئيسياً منطقياً لإدارة وأعضاء شرف النادي خلال هذه الفترة مسنودة بوقفة جماهيرية مهمة جداً لإعادة الطائي لسابق عهده.