أضاعها الأخضر أمام إيران.. ثلاث نقاط ثمينة كانت في متناول منتخبنا بعد التقدم بهدف سعد الحارثي في الدقيقة 28 من الشوط الأول.. إضافة إلى الفرص العديدة التي سنحت للأخضر قبالة المرمى الإيراني والأداء الجيد في الحصة الأولى.. حيث ظهر منتخبنا الأفضل والأخطر والأكثر وصولاً للمرمى.. لكن الشوط الثاني جاء مغايراً حيث نجح المنتخب الإيراني في تنظيم صفوفه والاستحواذ على الكرة واللعب في ملعب منتخبنا مشكلاً خطورة بالغة في أكثر من كرة.. لتأتي الضربة القاضية في الدقيقة 81 من المباراة عندما حول جواد نيكونام كرة زميله شجاعي الرأسية من ضربة ركنية ليكملها برأسه في الشباك كهدف تعادل إيراني.. مترجماً التفوق الإيراني وسط الميدان والتراجع الواضح لأداء لاعبينا في الشوط الثاني. ** المباراة كانت جيدة في شوطها الأول من جانب منتخبنا وإن لم ينجح في تسجيل أكثر من هدف بالرغم من الكرات العديدة والتي سنحت للاعبيه لكن الهبوط المفاجىء لأداء لاعبينا في الشوط الثاني وعدم قدرتهم على حماية المرمى من وسط الميدان سمح للإيراني بتهديد مرمى النجعي وإبعاد الخطورة عن مرماه ببقاء اللعب معظم الوقت بعيداً عن مناطق الخطورة الإيرانية.. فيما لم تضيف تغييرات الجوهر جديداً لمنتخبنا حين زج بالغامدي مكان الشلهوب لتأمين تغطية أكبر في الوسط وكذلك إشراكه للعائد من الإصابة ياسر القحطاني مكان المتحرك ومصدر الخطورة الوحيد في معظم الهجمات فيصل السلطان.. فرغم إهدار السلطان لبعض الفرص التي صنعها بنفسه إلا أنه كان الأكثر حركة وخطورة وطلباً للكرة في مناطق الدفاع الإيراني وكذلك كان خروجه مع الشلهوب بمثابة الاطمئنان لدفاع إيران الذي لم يتعرض لخطورة حقيقية بعد ذلك. ** التعادل السعودي ليس نهاية المشوار خصوصاً وأن حكم المباراة الاسترالي مارك شيلد ساهم مساهمة مباشرة في ذلك بتغاضيه عن ضربة جزاء صريحة للسلطان في الشوط الأول وكذلك تجاهل العديد من المخاشنات الإيرانية واستخدام الأكواع التي سمحت للإيرانيين بالتفوق البدني في الكرات المشتركة وأفقدت المنتخب السعودي العديد من الكرات. وساهم البطء في ردة الفعل السعودية بعد التعادل واستسلام اللاعبين نفسياً في خروج المنتخب الإيراني بنقطة ثمينة جداً لم تكن في حسبان لاعبيه ومسؤوليه بعد الشوط الأول من اللقاء. ** بدأ منتخبنا الوطني المباراة بتشكيله المعتاد تقريباً الذي لعب به خلال مبارياته الأخيرة.. حيث النجعي في المرمى وأمامه شهيل وتكر وهوساوي وعبدالغني.. وفي الوسط الرباعي عزيز وأحمد وعبده عطيف والشلهوب.. ولعب في الهجوم الحارثي والسلطان.. معتمداً طريقة 4-4-2 على عكس خصمه الإيراني الذي دخل مدربه دائي اللقاء مكثفا خط الوسط بخمسة لاعبين أمام رباعي الوسط ومهاجم واحد.. حيث لعب في المرمى سيد رحمتي.. وفي الدفاع مجيد نجاد وهادي وجلال حسن وجواد نيكونام وفي الوسط رندى ورضائي وشجاعي ونيتوسان وفي الهجوم وحيد هاشميان.. ومنذ البداية اتضح أن المباراة من العيار الثقيل حيث الحسابات من الجانبين والتركيز الكبير للاعبين غير أن البداية كشفت أن المنتخب السعودي يلعب وفق استراتيجية واضحة تعتمد على التفوق في الوسط بفضل تحركات عزيز وعطيف أخوان.. وكذلك تقدم الظهيرين عبدالغني وشهيل وخصوصا هذا الأخير.. مع التحرك المستمر للمهاجمين الحارثي والسلطان مازربك المنتخب الايراني وكشف دفاعه في أكثر من مناسبة.. وساهمت طريقة مدربه دائي في اللعب بمصيدة التسلل ما جعل الطرق مفتوحة نحو مرماه عبر الأطراف والعمق خصوصا بعد أن نجح لاعبونا في كسر المصيدة غير مرة.. وبدا واضحا الرغبة السعودية في الوصول للمرمى بينما لعب الإيرانيون في الوسط منتظرين أي خطأ سعودي وبواسطته كاد نيكونام ان يفتتح التسجيل إثر كرة ثابتة تصدى لها ببراعة منصور النجعي.. وبعدها بدقيقتين أفلت السلطان خلف كرة في العمق الإيراني ليتعرض للإعاقة من قبل سيد جلال تجاهلها حكم المباراة مهدرا ضربة جزاء صريحة وواصل المنتخب السعودي تهديده مستفيداً من الكرات البينية والثنائية خلف الدفاع الايراني البطيء والثقيل ليكرر السلطان انفراده بكرة من المتألق عبده عطيف ليواجه الحارس رحمتي ويسدد في جسمه.. ويتسيد المنتخب السعودي اللعب وتظهر الخطورة الخضراء مع كل كرة ليصل للدقيقة الحاسمة التي أوصلته للشباك. د 28 هدف أول للحارثي فمن هجمة سعودية منسقة يتبادل عطيف كرة رائعة مع شهيل الذي حولها داخل الصندوق جميلة أمام الحارثي الذي عالجها بيمناه رائعة في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى محرزاً هدف المباراة الأول.. والمستحق للمنتخب السعودي.. ومع مرور الوقت كان الأخضر يهدد المرمى الإيراني مرة بعد أخرى مقابل تمركز اللعب وسط الميدان طيلة الوقت المتبقي حتى الدقيقة ال44 التي كاد السلطان أن يضيف فيها الهدف الثاني بعد خطأ لمصلحة عزيز في منتصف الملعب الإيراني تمرر الكرة سريعا وذكية دون انتظار صافرة الحكم ليواجه السلطان المرمى ويسدد على يسار الحارس خارج المرمى منهيا آخر فرص هذا الشوط. ** جاء شوط المباراة الثاني مغايرا من حيث مستوى المنتخب السعودي.. فالأداء الجيد السرعة في اللعب والهجمات الخطرة والتي ظهرت في الحصة الأولى اختفت تماما في الشوط الثاني.. حيث تفوق المنتخب الإيراني وسط الميدان مقابل تراجع سعودي وعدم قدرة على حماية المرمى بشكل جيد.. حيث ظهرت العديد من الأخطاء والثغرات بين خطي الوسط والدفاع مما أجبر المنتخب على العودة للوسط وترك الجانب الهجومي الذي قدمه في الشوط الأول. كاد الإيراني شجاعي أن يحرز هدف التعادل مبكرا حين تلاعب بالمدافعين عبدالغني وتكر داخل المنطقة لكن تسديدته جاءت بمشاركة أسامة لتصل سهلة للنجعي.. وذلك بعد خمس دقائق فقط من بدء هذا الشوط ليزج دائي بتغييرين دفعة واحدة بعد ذلك بدخول معدنجي وخطيبي معززا الأداء الهجومي لفريقه.. وسنحت فرصته للشلهوب من خطأ نفذه من خارج المنطقة لكن رحيمي تصدى للكرة ليخرج بعد ذلك الشلهوب ويدخل الغامدي في محاولة لتنشيط الوسط وخصوصا الجانب الدفاعي لكن دون نجاح حيث كانت المساحات موجودة أمام الإيرانيين الذين ركزوا على الغزو عن طريق شهيل لإيقاف انطلاقاته وكان السلطان أيضا أن يهز الشباك إثر مواجهته للمرمى من عرضية عطيف لكن تسديدته ذهبت خارج المرمى ويحاول الجوهر تنشيط هجومه ليخرج السلطان ويشرك ياسر القحطاني غير أن الكرة كانت في معظم الوقت لدى الإيرانيين الذين كانوا الأفضل جماعية وانتشارا وتمركزا ما جعل الأخضر يكتفي بالعودة للخلف واللعب على الكرات الطويلة.. وظهر الإعياء على بعض اللاعبين نتيجة المجهود الكبير الذي بذلوه في السير بالكرة وتجاوز الإيرانيين بدلا من التمرير للاعب البعيد عن الرقابة ليساهم كل ذلك في غياب الفعالية الهجومية ليندفع الإيرانيون كثيرا لتحقيق التعادل وهو ما تحقق لهم في الوقت الصعب. د81 هدف تعادل إيراني فمن ركنية نفذت على رأس شجاعي يجهزها لزميله البعيد عن الرقابة نيكونام ليكملها برأسه داخل الشباك محرزا هدف التعادل ليفاجئ كل السعوديين وينتزع نقطة ثمينة جدا لم يبادر لاعبونا لإعادتها عبر البحث عن الفوز في الوقت المتبقي حيث لم يعاود لاعبونا الاندفاع واللعب في الملعب الإيراني ليستمر اللعب وسط الميدان دون خطورة تذكر باستثناء محاولات ياسر القحطاني المتأخر والتي جاءت أبرزها تسديدة في الدقيقة 84 مرت قوية بجانب القائم الأيسر للمرمى وبدا واضحا اكتفاء المنتخبين بالتعادل الذي أنهى به الحكم الاسترالي اللقاء بعد أن سدد عطيف آخر كرة في المباراة من خطأ على حدود المنطقة مرت من فوق العارضة! من المباراة ** قاد اللقاء الاسترالي مارك الكسندر شيلد وتجاهل ضربة جزاء صريحة للسلطان وعدد من ضربات (الكوع) من الإيرانين.. ومنح بطاقات صفراء لثلاثة من لاعبينا هم السلطان والحارثي وتكر.. ومن المنتخب الإيراني عقيلي ومعدنجي. ** ** التعادل يجب أن يكون دافعا للفوز في المباراة القادمة فأداءنا في الشوط الأول كان جيدا لكن الشوط الثاني في كل اللقاءات الماضية يشهد هبوطا غريبا في المستوى. ** ** عبدالله شهيل وعطيف اخوان وعزيز والسلطان كانوا الأبرز من منتخبنا. ** ** حسين عبدالغني بعيد جدا عن مستوياته المعروفة سابقا ولعب بخبرته فقط بينما كان شهيل فعالا في الجهة اليمنى وصنع هدف الحارثي. ** ** فيصل السلطان صحيح أنه أهدر أكثر من فرصة لكنه كان مصدر الخطورة الحقيقي في خط الهجوم وكان الأولى استمراره.. ** ** ما لم يتم تنظيم الخطوط الخلفية جيدا وإجادة وإغلاق المساحات في ملعبنا سنعاني كثيرا عند اللعب خارج أرضنا. *** ** المنتخب الإيراني كان عاديا جدا وتفوق لاعبونا عليه مهاريا وكانوا أكثر سرعة لكن الإيرانيين استفادوا من الهبوط المفاجئ لأداء لاعبنا في الشوط الثاني. *** ** جماهير غفيرة ساندت الأخضر في المباراة لكنها صدمت بالتعادل!