يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك منذ عودته من كامب ديفيد موجات من الانتقادات تتهمه بتقديم تنازلات لم يسبق لها مثيل خلال المحادثات الخاصة فما يتعلق بالقدس. وقد أحدثت هذه الانتقادات تطورات داخلية قد تعجل برحيل باراك ليحل محله رئيس وزراء يميني وبالتحديد في تكتل الليكود اذا جرت انتخابات الآن. وما رحيل وزير خارجية باراك ديفيد ليفي يوم الأربعاء الماضي إلا مؤشر واضح يشير إلى ضعف رئيس الوزراء الإسرائيلي وازدياد الاضطرابات السياسية من حوله لتصبح حكومته مجرد حكومة أقلية,وبذلك يكون باراك أول رئيس وزراء إسرائيلي تنخفض شعبيته بهذه السرعة. فقد أظهرت استطلاعات للرأي إلى انهيار شعبيته مع انهيار ائتلافه الحاكم وقمة كامب ديفيد التي عقدها مع الفلسطينيين. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة يديعوت احرنوت ان 62 في المئة من 509 أشخاص شملهم الاستطلاع الذي اجراه معهد داهاف يرون في باراك رئيسا سيئا للوزراء , وهذه أدنى شعبية تظهرها استطلاعات الرأي منذ توليه السلطة قبل 13 شهرا رغم تعهد باراك في حديث لصحيفة معاريف بالابقاء على ما أسماه (معركة السلام). وقوله سنواصل نضالنا لإنجاز ما انتخبنا لتحقيقه ,, لا أعرف على وجه اليقين ما إذا كنا سنحقق أي نتائج لكننا سنبذل ما في وسعنا للتوصل إلى أفضل اتفاق والذي سنعرضه على الشعب قبل التصديق عليه . ويسعى باراك الذي تمزق ائتلافه الحكومي وفق الأغلبية في البرلمان لاحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال العطلة البرلمانية الممتدة 90 يوماً بعد فشل قمة كامب ديفيد في التوصل إلى اتفاق بسبب قضية القدس أساساً الشهر الماضي. ويقول محللون سياسيون إن باراك زعيم كتلة إسرائيل واحدة لن يكون امامه خيار سوى التوجه إلى انتخابات مبكرة في غضون بضعة أشهر سواء توصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حول المسائل الشائكة مثل قضايا القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية أم لم يتوصل وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن باراك يحاول اقناع حزب شاس الديني المتشدد بالعودة للائتلاف ثالث أكبر حزب في البرلمان اذ يسيطر على 17 مقعداً من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا. ويرجع سبب هذا الانخفاض إلى (تراكم خيبات الأمل) والرأي العام الذي ,, لن يتسامح مع الصلف والانعزالية وعدم الرغبة في الاعتراف بارتكاب الأخطاء ,ويشير استطلاع آخر اجراه معهد جالوب إلى انه في حالة اجراء انتخابات فإن باراك سيحصل على 41 في المئة من الأصوات مقابل 35 في المئة سيحصل عليها ارييل شارون زعيم حزب ليكود المعارض. ووحد رفاق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في حزب العمل صفوفهم خلفه بعد اسبوع عاصف شهد مؤامرات من المعارضة لاجراء انتخابات مبكرة. وخرج زعماء حزب العمل ينفون في احاديث اذيعت على الهواء انهم كانوا يتأهبون للاطاحة بباراك اذا ما فشل في التوصل الى اتفاق مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال عوزي برعام عضو البرلمان عن حزب العمل لراديو اسرائيل في اللحظة التي نمضي فيها قدما في مسيرة السلام سيحظى باراك بتأييد الجميع . واضاف كان لدي اكثر من الشكوك والانتقادات لباراك خلال فترة ولايته لكن منذ اللحظة التي بلغت فيها عملية السلام نقطة معينة اتخذت موقعي الى جواره مثل كثيرين غيري ,وبدد يوسي بيلين وزير العدل الاسرائيلي المعتدل توقعات بأن ابراهام بورج رئيس البرلمان وشلومو بن عامي وزير الامن العام سيتحديان باراك. وابلغ بيلين راديو الجيش الاسرائيلي يبدو الامر سيرياليا بالنسبة لي, ليس هناك تحد يلوح في الافق كما انني لا اعتقد ان الانتخابات تلوح في الافق . واضاف لا اعتقد ان هناك شخصا يمكن ان يرفع لافتة ضد الرجل الذي اخرجنا من لبنان ووضعنا على مسار السلام الذي يسعد اغلبنا واتمنى لو اقول جميعنا , وانهت اسرائيل احتلالها لجنوب لبنان الذي دام 22 عاما في مايو ايار الماضي. وقال بن عامي كبير المفاوضين في محادثات السلام مع الفلسطينيين انه متمسك بالوقوف الى جانب باراك, وابلغ راديو اسرائيل ترك رئيس الوزراء وحده في هذه المعركة هو آخر ما افكر فيه اليوم,, سأتعاون مع باراك الى نهاية المطاف . وتوقع ارييل شارون زعيم حزب الليكود المعارض هذا الاسبوع ان تجرى انتخابات مبكرة قبل ابريل نيسان المقبل,لكن باراك قال انه يعتزم استغلال فترة عطلة البرلمان التي تستمر 90 يوما في مواصلة جهود السلام وتشكيل حكومة. وفي الاسكندرية التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالرئيس المصري حسني مبارك في الاسكندرية يوم الخميس املا في الحصول على معونته في المساعدة على التوصل الى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.