صارح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نظيره الأمريكي بيل كلينتون انه لا يستطيع أن يقدم على أي تنازلات في موضوع سيادة الفلسطينيين على القدسالشرقية، وإلا تعرض للقتل، وقال عرفات لكلينتون اي تنازل في موضوع القدس معناه أن أقتل ولن تجدوا زعيماً فلسطينياً آخر سوى من المتشددين. في غضون ذلك تواصلت الاجتماعات المكثفة في كامب ديفيد حيث عقد الرئيس كلينتون اجتماعين منفصلين مع ياسر عرفات وايهود باراك وقد بدأت احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط تتضح أكثر منذ أمس الاثنين بعد انضمام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مجدداً للمحادثات الجارية في كامب ديفيد بعد غيابه ثلاثة أيام في اليابان للمشاركة في قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في أوكيناوا. وقال متحدث امريكي ان كلينتون سيقرر سبل التحرك قدماً في محادثات السلام على أساس نتائج الاجتماعين المنفصلين اللذين عقدهما الليلة الماضية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل. وصرح مسؤول اسرائيلي بعد الاجتماعات بان الأطراف الثلاثة وافقت على بدء جولة من المفاوضات تستمر على مدار الأربع والعشرين ساعة, ومن أصعب القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات مشكلة القدس. وانضم كلينتون إلى المحادثات مساء يوم الأحد لدى عودته إلى المنتجع الرئاسي الساعة 6,36 مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة 2236 بتوقيت جرينتش , والتقى كلينتون فور عودته مع كبار مستشاريه ومن بينهم مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية التي رأست المحادثات في غيابه. ثم اجتمع الرئيس الأمريكي بعد ذلك مع عرفات وباراك كل على حدة لتقييم حجم التقدم الذي تحقق في غيابه واحتمالات حسم القضايا المتبقية. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين في ثيرمونت بولاية ماريلاند قرب كامب ديفيد الرئيس عاد, عملنا بجد جداً خلال غيابه ونتطلع إلى تصميمه والى طاقته وحديته لتحريك الكرة من هنا إلى الأمام . ورأى وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين أمس ان من الممكن التوصل إلى تسوية خلاقة مع الفلسطينيين بشأن مسألة السيادة على القدسالشرقية في قمة كامب ديفيد. وقال بيلين في تصريحات لاذاعة الجيش الإسرائيلي سنجد تسوية خلاقة حول القدس والطرفان يتمتعان بما يكفي من الخيال لتحقيق ذلك . وأعلن بيلين ان مواقف الإسرائيليين والفلسطينيين تطورت في هذا الاطار ولن يكون بمقدور أحد أن يسمح بالفشل في كامب ديفيد . وأكد بيلين الذي يعتبر من حمائم حزب العمل انه لا يرى أي مشكلة في الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على الأحياء العربية في القدس اذا كان هذا يسمح بالتوصل إلى اتفاق نهائي . وكان الوزير نفسه أعلن الجمعة موقفاً معارضاً لما سماه باسطورة وحدة القدس . وقال من يعتقدون ان القدس موحدة وانها تعتبر من قبل المجموعة الدولية عاصمة لاسرائيل يتمسكون باسطورة ويركضون وراء الأوهام . وكان الوزير بلا حقيبة المكلف شؤون الشتات اليهودي مايكل ملكيور أكد يوم الجمعة للإذاعة الرسمية ان رئيس الوزراء ايهود باراك وافق خلال مفاوضات كامب ديفيد على اقتراح تسوية امريكي ينص على وضع بعض الأحياء العربية في القدسالشرقية تحت سيادة مشتركة اسرائيلية وفلسطينية. في غضون ذلك أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أمس الاثنين ان السلطة الفلسطينية مصممة على اعلان الدولة سواء نجحت قمة كامب ديفيد أو فشلت . وقال الزعنون من أجل اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية في موعدها المحدد في الثالث عشر من ايلول سبتمبر المقبل . وأوضح الزعنون وسنقول للعالم في حال اعلان الدولة ان لدينا أراضي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بشكل كامل وأراضي كان يجب أن تعطينا اياها اسرائيل حسب الاتفاقات ولم تفعل واصبحت الآن أراضي محتلة لدولة فلسطين وليس أراض متنازع عليها . وأضاف كنا نسعى إلى أن يتم اعلان دولتنا الفلسطينية عن طريق المجلس الوطني الفلسطيني بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلي ومع الجانب الدولي ومباركة الاتحاد الأوروبي لكن اذا فشل هذا الأمر ولم نستطع الوصول إليه فذلك لا يؤثر في حقنا الطبيعي المنطلق من حق تقرير المصير، وضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 181 و 242 . وأعرب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن أسفه للموقف العربي والإسلامي وقال: لم نجد الا اصواتا ضعيفة من العالم العربي باستثناء المملكة العربية السعودية ومصر ومن المؤسف ان نقف وحيدين في هذا الأمر. من جهة أخرى من المقرر ان يعود رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي يجري مفاوضات في كامب ديفيد مع الفلسطينيين، الى اسرائيل الاسبوع المقبل اذا أراد ان يشارك في تصويتين حاسمين داخل الكنيست البرلمان . ففي 31 تموز/ يوليو ينبغي ان ينتخب الكنيست رئيساً جديداً للدولة في أعقاب استقالة الرئيس عازر وايزمن. ويتنافس على الفوز بهذا المنصب مرشحان هما رئيس الوزراء العمالي الأسبق شيمون بيريز المدعوم من باراك وموشي كاتساف مرشح المعارضة. وبيريز هو الأوفر حظاً بالفوز بهذا المنصب، إلا أن كاتساف يمكن أن يستفيد من انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة باراك بعد انسحاب ثلاثة أحزاب منه تعارض قمة كامب ديفيد وهي حزب شاس المتشدد وحزب اسرائيل بعليا للناطقين بالروسية والحزب القومي الديني. وفي الثاني من آب/ اغسطس، سيدعى الكنيست إلى التصويت مرة جديدة على اجراء انتخابات مبكرة في اعقاب اقتراح قانون بهذا الشأن تقدمت به المعارضة اليمينية. واستناداً إلى العلاقات القائمة بين مختلف قوى النفوذ داخل الكنيست، فان هذا الاقتراح الذي رفض في حزيران/ يونيو يتمتع هذه المرة بحظوظ النجاح، الأمر الذي سيكون بمثابة ادانة كبرى بالنسبة إلى الحكومة. ومن أجل ان يصبح مثل هذا الاقتراح قانونياً، ينبغي ان يوافق عليه الكنيست في قراءات ثلاث، وهو أمر غير ممكن إلا بعد انقضاء العطلة الصيفية التي تمتد من 6 آب/ أغسطس إلى 29 تشرين الأول/ اكتوبر.