ربما عاتبتموني على هذا الترحيب المرفوض في النطاق المدرسي,, غير اننا حقا قد نجد انفسنا مضطرين لقبول هذا السلوك في الواقع الاجتماعي في ظل انهماكنا وركضنا الصاخب في دروب هذا العصر المتحرك. فهل نحن معذورون عندما نحتفي بدروس خصوصية لاتقان ممارسات انسانية نسينا طقوسها النبيلة، وانشغلنا عن أعرافها الاصيلة وابتعدنا عن اجوائها الصافية وقد استبدت بنا تيارات القطيعة لتكون الحاجة ماسة إلى خوض درس خصوصي أو دورة تدريبية في فن التواصل تعيد للنفوس شلالات التدفق,, تكسر حواجز الجفاء,, وترسم دوائر العطاء في هذا الزمن الموسوم بالعقوق,, ونظل نبحث عن الوفاء,, ونفتش عن محطات لقاء . نعم,, كم نحن بحاجة إلى دروس خصوصية في مواد اجتماعية ذات مضامين انسانية وموضوعات اخوية بتنا غير قادرين على استيعاب فواصلها وفهم عناصرها والالمام بأساليبها ليغدو الدرس موقفا مضيئا وممارسة عذبة وليس ثمة حرج في درس خصوصي يحرك القيم الروحية الصافية في النفوس,, يوقظ الضمائر الفاترة,, يشعل العواطف الخادرة,, يطرد الشحوب عن القلوب,, ويلامس العقول المشغولة بمبتكرات العصر والمشغوفة بثورته المعرفية الهائلة,, اطمئنوا,, هو درس خصوصي فريد يحلق في فضاء العلاقات الانسانية يتوغل في اعماقها ليزرع نبضا حارا مضمخا بالحركة والحيوية,, بل ويذيب صقيع القسوة عن القلوب المسكونة بالجفوة,, ويمنح النفوس بذور تواصل متوهج وعطاء متأجج,, فليس أروع من ان تنصهر مشاعر ابناء المجتمع في بوتقة المشاركة الفاعلة والاحساس بالآخرين,, ومزاولة دور ايجابي,. أجل ,, مرحى لكل درس خصوصي نبيل يعيد تشكيل مفردات الذات في منظومة البذل ويرسل بريق الاصالة ووميض الانتماء المجتمعي عبر مخاض حميمي محفوف بروعة الانفعال وحرارة العاطفة وعبق الاحتفاء,. هو درس خصوصي ذو سمة انسانية وطابع اخوي نواجه به جموحنا ونعالج ثغرات الجفوة,, ننعتق به من رباط الجفاء وأسر القطيعة,, نغذي به قنوات التواصل ونرسم نقاط لقاءات عامرة بالمحبة وبالألفة,, ومضينا نحتفي بكل درس خصوصي يساعدنا على جمع مشاعرنا المبعثرة في دروب المسافات المزروعة بالركض خلف موقع وظيفي او مكسب تجاري او ربح عقاري,,, لتذوب ملامح الوجدان وتنزوي خيوط الاحاسيس في زاوية رمادية تحت مظلة تهميش جائر! وبعد,, ألسنا بحاجة إلى دروس خصوصية في تقوية عضلات التواصل؟! وكم نحن مطالبون بأن نوقف زحف الجمود,, ونحطم اطار الصدود,, لنمنح الملامح حرارة اللقاء وتدفق المشاعر,, ونزرع الوجوه بالبياض والشفاه بالابتسامة,, ولن نقابل هذا الدرس الخصوصي بالقمع طالما وضعنا في آفاق ندية لنحس بدورنا في بناء المجتمع وتنمية العواطف وتكوين الاسس الانسانية في النفوس ورعاية المعطيات الايمانية,, عندها فقط نلوح بالأكف تحية لموكب درس خصوصي يقوم بدور إنساني,, ويمارس وظيفة بنائية في ميدان المجتمع. محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة