في وقت وصل حد المخالفات التي ضبطت أمس بموجب قرار منع التدخين في مطارات المملكة، 20 مخالفة، منها 19 مخالفة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومخالفة في مطار الملك خالد بالرياض، ولم تسجل أي مخالفة في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، لم يتوحد صوت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بشأن آليات تطبيق القرار، رغم إجماعها على أهمية التطبيق. جدة، الدمام، الرياض. فايز الثمالي وسلوى المدني وحامد الفارس وراكان المغيري وفيما اتفق الرئيس ونائبه على أن القرار خطوة هامة لحماية غير المدخنين، لم يتحفظا على ما وصف بغرف الترهيب في المطارات، التي تعد المنفذ الوحيد للمدخنين للتنفيس عن أهوائهم الشخصية. لكن عضو الجمعية معتوق الشريف فجر ل «شمس» مفاجأة بالتأكيد على أحقية المدخن في ظروف مناسبة تليق بحقوقه، مثلما الحال لغير المدخنين، رافضا وصف غرف الترهيب، وداعيا إلى غرف لا تصل إلى الترغيب، لكنها لا تنتهك الحقوق. وبدت غرف المدخنين الهاجس الأكبر لكثير من المجالس في وقت دشن فيه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله نور رحيمي، أمس، بدء تطبيق غرامة مخالفة التدخين في مطارات المملكة الدولية والمحلية. بلا حقوق وعلى غرار «بلا حقوق» اعتبر رئيس جمعية حقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، خطوة منع التدخين في المطارات ربما بشرى خير للحد من التدخين في المرافق العامة، مشددا على أهمية تفعيل الرقابة «لكي نتجنب عدم الالتزام بالتطبيق، لأنه يجب حماية غير المدخنين من أضرار التدخين، خاصة أن أضراره ثابتة صحيا، وليس فقط على المدخن، بل على المحيطين بالمدخن، وتضررهم السلبي بتدخينه وإلحاق الأذى بهم، فنأمل من خلال تطبيق النظام المتابعة لوضع القرار في موضع التنفيذ، ووضع وتفعيل الغرامات أمر جيد لإثبات فعاليات التطبيق». واعتبر القحطاني غرف المدخنين في المطارات، تعيدنا خطوة للوراء «لأن الهواء سيعود إلى الصالات والمنطقة المحيطة التي بها غير المدخنين، وكأننا لم ننجز شيئا، لأن وجودها لن يحد من أضراره على غير المدخنين، فالخروج إلى مناطق مفتوحة يعد أهون ضررا لغيرهم». وأعرب عن أمله في «عدم وجود أي مدخن في مطاراتنا ومرافقنا العامة، لكن كمرحلة أولية انتقالية، لعل وجود أماكن للمدخنين في مثل هذه المرافق يساعد على تطبيق القرار وحماية غير المدخنين، وهذه وسيلة تدريجية لمساعدة المدخن للإقلاع عن التدخين»، ملمحا إلى أنه سيصدر قريبا قرار المنع النهائي من التدخين في المطارات والمرافق العامة بشكل كامل. معك حق ولم يخالف نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور صالح بن محمد الخثلان، تصريحات الرئيس، مشيرا إلى أنه من المفترض أن تكون المطارات بيئة نظيفة خالية تماما من التدخين «من الأجدر بهيئة الطيران المدني إغلاق الغرف الخاصة بالمدخنين، والاستفادة منها في التوسع الذي يستفيد منه المواطنون والموظفون في المطارات، لأن المنع بالكلية هو ما يجب العمل عليه، بحيث لا تشعل سيجارة واحدة في المطارات السعودية». لهم حقوق إلا أن مراقب جمعية حقوق الإنسان ممثل الشباب العربي «شباب من أجل حقوق الإنسان» معتوق الشريف، غير الوصف، معلنا أن «معهم حق»، مشددا على أنه «من حق المدخن أسوة بغير المدخن أن تقدم له خدمات، وأن تكون له أماكن خاصة، ويحق لغير المدخن أن يحظى بكل الخدمات، وكان من المفترض على الطيران المدني قبل الشروع بتطبيق النظام والغرامات ومنع التدخين، أن تخصص داخل المطارات أماكن للمدخنين، كما هو متبع في مطارات العالم، وأيضا يجب أن يكون المكان مجهزا بشكل جيد، لأن المطارات محطة للانتقال، وليس مكانا للترغيب والترهيب لمخاطر التدخين، لأن هذه الرسالة تناط بجهات حكومية أو غير حكومية، ولكن المسافر يجب أن يحترم سواء المدخن أو غير المدخن، لأنه دفع قيمة هذه الخدمة من خلال حصوله على تذاكر سفره». كما شددت مصادر في هيئة الطيران المدني على أن وجود الغرف غير اللائقة في المطار، متعمدة، حتى يتم إزالتها تدريجيا من المطار، وذلك لمصلحة المواطن. والمتحدث الرسمي للهيئة خالد الخيبري اعترف ل «شمس» أيضا أن هذا الأمر تمهيد للاستغناء الكلي عن غرف المدخنين «بعض مطاراتنا الداخلية لا تحتوي على غرف للمدخنين، ما يدل على المنع النهائي». لا مخالفات ورفعت إدارة مطار الملك فهد الدولي بالدمام، من خلال مديرها المهندس خالد المزعل، راية الترحيب، بعدما لم تسجل صحيفة المخالفات فيها أي مخالف ضبط بتجاوز تطبيق قرار منع التدخين. واعتبر المزعل التجاوب نتيجة سارة للجهود الاستباقية التي كثفتها إدارة المطار، وتكثيف الوعي لدى مرتادي المطار والعاملين به من خلال الإعلان الصوتي والخطابات الرسمية واللوحات التي تنص على منع التدخين باللغتين العربية والإنجليزية، ووضعها في أماكن بارزة بالمطار، مع توضيح قيمة الغرامة المنصوص عليها على المخالفين، ما ساهم بدرجة كبيرة في التفاعل الواعي من الجميع لتحقيق مطار صحي وخال من التدخين. وأعلن المهندس المزعل، خلال جولة شملت أجهزة التفتيش والخطوط السعودية والجوازات والجمارك ومواقع عدة في المطار، للتأكد من التطبيق، تكفل إدارة المطار بتكاليف علاج أول ثلاثة أشخاص يدخلون في برنامج العلاج من التدخين، مشيرا إلى أن ذلك يأتي لتحفيز منسوبي المطار للإقلاع عن هذه الآفة. لا لجمع الأموال وفيما لم تتجاوز إيرادات المخالفات المضبوطة على مدى 18 ساعة، من السادسة صباحا، حتى مغرب أمس، 3400 ريال، بضبط 20 مخالفة فقط، شدد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله نور رحيمي، على أنه لم يكن الهدف من القرار جمع الأموال، وإنما رغبة في دعم برامج مكافحة التدخين، لما له من أضرار يعلمها الجميع. وأوضح أن صدور القرار من مجلس الوزراء أعطى القرار قوة في الصرامة والتطبيق الجاد بهدف المحافظة على مطارات صحية وخالية من التدخين «الهيئة اتخذت الإجراءات المساندة لتطبيق القرار في المطارات، وفق آلية موحدة وإجراء واضح ومحدد من خلال اللائحة التنفيذية التي أعدتها الهيئة، وحظيت بموافقة من ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وتم بناء على ذلك التنسيق مع الجهات الأمنية العاملة في المطارات، حيث أبدوا تعاونا مثمرا في تطبيق القرار وفقا لما ورد في اللائحة». وتوقع المهندس رحيمي أن ثمار هذا القرار ستشجع المدخنين على الامتناع عن التدخين حتى في الأماكن العامة «يساهم القرار في دعم الجانب الثقافي بأضرار التدخين، وسيدركون أن لغير المدخنين حقوق يجب عليهم مراعاتها، وهو بقاء هذه المرافق خالية من التدخين لضمان سلامة وصحة الجميع». معرض للتوعية وأشارت مديرة برنامج وزارة الصحة لمكافحة التدخين بالشرقية الدكتورة أحلام الدوسري إلى أن معرض التوعية سيكون مفتوحا على مدار الساعة، مشيرة إلى تنظيم ندوات لجميع العاملين بالمطار بعد عيد الأضحى المبارك، بهدف زيادة الوعي والتشجيع نحو الإقلاع عن التدخين. وأشاد المشرف على الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية «نقاء» صالح العباد، بالدور الذي قامت به إدارة مطار الملك فهد الدولي، التي أظهرت بوادر مفرحة لتقيد الجميع واحترام القوانين. مناشدا بقية الجهات الأخرى السعي والمبادرة في حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة .