يكثر الحديث عن أهمية الاحتراف الخارجي للاعب السعودي ويتفق المسؤولون والإعلاميون وخبراء التدريب وكبار المحللين على أنه الخطوة الأهم في طريق العالمية وأنه هو ما ينقص الكرة السعودية. ونتفاءل كثيراً بهذه القناعة والفكر، ولكن بمجرد أن يصبح الحلم واقعاً تتراجع الأندية عن هذه القناعة وتطغى العاطفة وقصر النظر وتتمسك الأندية بالفائدة المحدودة من بقاء اللاعب في المنافسات المحلية مقابل التفريط بالفائدة الأكبر التي ستعود على مستقبل الكرة السعودية نتيجة الاحتراف الخارجي. والحقيقة أننا نحتاج إلى احتراف الفكر الرياضي الذي يدير الأندية قبل احتراف اللاعبين! واليوم يتجدد أمل الكرة السعودية في الاحتراف الخارجي أوروبياً بعد أن تلقى نجم الكرة السعودية وفيلسوفها الجديد عبده عطيف عرضاً رسمياً من فريق (أكاديمكا) أحد أندية الدرجة الأولى البرتغالية عن طريق مدير أعمال اللاعب الأستاذ إبراهيم موسى الذي ينتظر بدوره رداً من إدارة نادي الشباب على العرض! ولعلنا نتفق على أن عبده عطيف سيكون خير سفير للكرة السعودية لمؤهلاته الفنية العالية، ولفكره الرياضي السليم، وأخلاقه الرفيعة، وهو ما يضمن له النجاح - بإذن الله - وفتح طريق الاحتراف الأوروبي للاعبين السعوديين، فما زلنا نحبو في هذا الطريق بسبب الفكر الإداري والنظرة القاصرة للاحتراف الخارجي؛ فنجاح احتراف عبده عطيف سيكون أفضل دعاية للكرة السعودية ونجومها، ووكيل اللاعب الأستاذ إبراهيم موسى مكسب لأي ناد ولأي لاعب يمثله؛ فقد أصبح وكيلاً لمعظم لاعبي الفريق الشبابي، واستطاع خلال فترة قياسية أن يقدم عرضاً أوروبياً لنادي الشباب ونجمه عطيف، وإذا وجد المناخ الفكري المناسب وتفهماً إدارياً من نادي الشباب فستنجح التجربة وسيقدم عروضاً أوروبية أخرى لنجوم آخرين ستغير ملامح الكرة السعودية للأفضل. ويكفي خسارتنا السابقة بتفويت فرص احترافية لنواف التمياط عام 2002م في هولندا وياسر القحطاني في عام 2007م في إنجلترا، وها نحن الآن أمام فرصة ذهبية تتطلب تضافر جهود كل من تهمه مصلحة الرياضة السعودية بدءاً بمسؤولي رعاية الشباب والقائمين على الإعلام الرياضي والجماهير. فالسفير السعودي عطيف تسلم أوراق الترشيح وبانتظار اعتماد تعيينه لمنصب سفير الكرة السعودية! (فليتنافس المتنافسون) رئيس أكبر الأندية شعبية وأكثرها جماهيرية وبطولات قدم نموذجاً متميزاً لثقافة المسؤولية الاجتماعية وجسد الدور السامي للرياضة ودورها في خدمة المجتمع وذلك باقتطاع 25% من قيمة تذاكر مباريات نادي الهلال لصالح الجمعيات الخيرية، والمعروف أن الهلال يحقق أعلى دخل بين الأندية من عائدات التذاكر لامتلاء مدرجاته في أغلب مباريات الموسم، وبقدر احترامي وتقديري لهذا العمل النبيل غير المسبوق إلا أنني أسأل الجميع: هل الهلال وحده المعني بالعمل الخيري؟ ولماذا لا تحذو بقية الأندية حذوه؟ فالرئيس الهلالي الجديد فتح أفقاً جديداً للشراكة بين الأندية والمجتمع، وكما جاء في الحديث: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها). ولأن جميع الأندية معنية بمسؤولياتها تجاه المجتمع فالمجال مفتوح للتنافس الأسمى والأرقى في رضا الله ثم خدمة المجتمع، قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ). وباسم الرياضيين نشكر صاحب السنة الحسنة ونشكر من سيعمل بها من بعده. إبداع بلا حدود نجم فن الكاريكاتير الرياضي الأستاذ رشيد السليم يرسم بريشته صورة تغني عن عشرات المقالات وتدل على متابعته الدقيقة وفكره الرياضي الراقي، وبكفاءة عالية يقدم تحليلاً ساخراً للأحداث الرياضية بعبقرية تجعل المتلقي يستوعبها في ثوان قصيرة ويكسر بها حدة أجواء الصفحات الرياضية بابتسامة يرسمها على محيا القارئ؛ حتى أصبح رسام (الجزيرة) يقدم موجزاً لأهم الأحداث الرياضية بطريقة يصعب محاكاتها ويستحق - برأيي الشخصي - لقب نجم الصحافة الرياضية. *** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244 [email protected]