فجّرت قضية احتراف مهاجم فريق الاتحاد نايف هزازي في فريق إشبيلية الأسباني الأوضاع مجدداً في الساحة السعودية، وكشفت الستار في فصل جديد عن المسرحية الجدلية التي تتكرر في كل عام، ويتم عرضها في فترات الصيف، عامٌ يمضي ومن بعده عامٌ يأتي وما زالت قضية احتراف اللاعب السعودي خارجياً"محلك سر"من دون أية نتائج إيجابية على رغم من كثرة المواهب الكروية والعناصر الفنية التي تملك مقومات البروز والتألق والإبداع في أشهر الدوريات الأوروبية، تعددت الأسباب وتبودلت الاتهامات وزادت نبرة التهديد والشكاوى عن حدها المعقول بين إدارات الأندية ووكلاء اللاعبين واختفت الحقيقة كاملة، وضاعت الطاسة تماماً وتلاشى حلم اللاعب السعودي في اللعب مع أفضل اللاعبين في العالم أسوة ببقية اللاعبين العرب الذين نالوا فرصة الاحتراف الخارجي وشرفوا بلدانهم في أوروبا. وباتت أسطوانة احتراف اللاعب السعودي خارجياً مكشوفة في كل عام، تشتعل نارها فترة، وتخمد فترة أخرى بهدوء غريب وسيناريو عجيب، إدارات الأندية تتهم وكلاء اللاعبين بالبحث عن مصالحهم الشخصية من خلال الترويج لعروض وهمية غير صادقة والتأثير على نفسيات اللاعبين، والوكلاء يرمون بالكرة في مرمى مسيري الأندية بأنهم لا يفكرون إلا في أنديتهم فقط والحفاظ على لاعبيهم، وأنهم السبب المباشر في تعطيل احتراف اللاعب السعودي خارجياً والرد على عروض الأندية الأوروبية بخطابات الاعتذار السرية التي حطمت آمال وطموحات النجوم في نيل فرصة الاحتراف الخارجي، وهكذا ظل اللاعب السعودي حائراً وسط ذهول شديد يبحث عن الحقيقة في مسألة احترافه التي ضاعت بسبب الضبابية وعدم المصداقية ووضوح الصورة من جوانبها كافة. ربما تكون قضية احتراف لاعب الهلال السابق نواف التمياط في نادي رودا الهولندي ومهاجمه الحالي ياسر القحطاني في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي ولاعب الشباب عبده عطيف في نادي أكاديميكا البرتغالي ولاعب النصر سابقاً والرائد حالياً محسن القرني في نادي بوخارست الروماني ومهاجم القادسية أحمد الصويلح في نادي استراسبورغ النمسوي من أهم وأبرز القضايا الاحترافية الشائكة التي لم تظهر فيها الحقيقة الكاملة، فالقحطاني والصويلح كانا قريبين من الاحتراف وخاضا تجربتين ميدانيتين في إنكلترا والنمسا ولكن الصفقتين لم تتما لأسباب مجهولة.