مازلنا نتعامل مع الاحتراف الخارجي بكثير من الكبرياء وقليل من الواقعية وما زلنا ننتظر ونتوقع عروضا لنجومنا من برشلونة وتشيلسي وريال مدريد وبمبالغ خيالية وحالة الكبرياء المزمنة هذه بدأت منذ التأهل الأول لنهائيات كأس العالم 94م. ورغم مرور سنوات طويلة دون تسجيل نجاح لحالة احترافية واحدة على المستوى المطلوب ورغم هبوط مؤشر الكرة السعودية منذ نهائيات 94 وحتى نهائيات 2006م إلا أن حالة الكبرياء لم تنكسر ولم تحدث خطوات واقعية للدفع باللاعب السعودي للاحتراف خارجيا بما يتناسب مع إمكاناته الفنية والفكرية فالنظرة الحالية للاحتراف الخارجي أشبه بنظرة عانس تقدم بها السن كثيرا وما زالت تشترط للزواج شابا عشرينيا وسيما وثريا رومانسيا وصاحب منصب وجاه. ولن تتنازل عن أي من هذه الشروط!! فالخطوة الأولى للاحتراف الخارجي تتطلب تضحيات مالية وصبرا واستعانة بقنوات تسويق رياضي للقبول بالعروض المتاحة وليس المتوقعة وألمس بارقة أمل في تصريح سمو الرئيس العام لرعاية الشباب عن التنظيم الجديد لدفع اللاعب السعودي للاحتراف خارجيا، إلا أن ذلك يتطلب كسر الكبرياء أولا ثم دعم الأندية ماليا وفنيا لتسويق لاعبيها خارجيا فأحد عوائق الاحتراف الخارجي هو تواضع العائد المالي في بداية المرحلة كما أن النادي سيخسر خدمات لاعبه في المنافسات المحلية بينما يسمح للاعب بمشاركة المنتخب في كل البطولات. وستحقق الكرة السعودية مكاسب فنية ومعنوية وستحدث نقلة نوعية في الفكر الاحترافي للاعب السعودي فما هو المانع من تسويق اللاعب بميزة (انخفاض التكلفة المادية) أي القبول بالفائدة الفنية فقط حتى تسجل نجاحات للاعب السعودي وبعدها لكل حادث حديث. وهنا يأتي دور الاتحاد السعودي لكرة القدم المطالب بتقديم ميزة أو تعويض مادي للنادي الذي ينجح في تسويق لاعبه أوروبيا. ووفق العمل الاحترافي فالمرحلة تتطلب تشكيل لجنة لتسويق الاحتراف الخارجي تقوم بجولة أوروبية للالتقاء بمسؤولي الأندية الأوروبية ووكلاء الفيفا المعتمدين لعرض عدد من نجومنا ومعرفة متطلبات الاحتراف التي نجحت فيها دول عربية وآسيوية ليست أفضل منا فنيا، ومن ثم دعوة مندوبي الأندية الأوروبية وكلاء اللاعبين لحضور نهائيات المنافسات الكروية السعودية لاختيار من يصلح للاحتراف أوروبيا ففي ذلك تحفيز للاعبين ورفع لمستوى طموحاتهم، وقد يسألني سائل: لماذا لا نستعين بخبرات السماسرة الذين استطاعوا تسويق عشرات اللاعبين المصابين والمنتهية صلاحيتهم بملايين الريالات للدوري السعودي. فأقول لهم: إن الوضع مختلف تماما فهناك عمل منظم ومحاسبة وهنا في الغالب عمل فردي وقصر نظر، وقد شهد الوسط الرياضي حروبا بين أكبر الأندية السعودية للظفر بلاعب مصاب أو منتهي الصلاحية، أما الطريق إلى الاحتراف الخارجي فيتطلب نظرة تسويقية احترافية يشارك فيها نخبة من الكفاءات الرياضية الوطنية بمشاركة شركات تسويق محلية وأجنبية بإشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم. سفير مع وقف التنفيذ اللقب المستحق للنجم السعودي ياسر القحطاني كأفضل لاعب آسيوي يجب ألا يكون نهاية الطموح فإمكانات هذا اللاعب الفنية والفكرية تتيح له المزيد من الإنجازات وقد سعدت بالنظرة الاحترافية لرئيس نادي الهلال الذي أكد تشجيعه ودعمه احتراف ياسر في أوروبا وهو رأي يشاركه فيه مدير أعمال اللاعب الأستاذ تركي المقيرن الذي أكد وجود أكثر من عرض أوروبي للاعب. فقد حان الوقت لأفضل لاعب آسيوي لدخول مرحلة أخرى أكبر وأهم بكثير من المرحلة الحالية وهي الاحتراف في أوروبا كسفير للكرة السعودية، فاللاعب يمتلك كل المؤهلات للنجاح وفتح الطريق لنجوم الكرة السعودية للاحتراف أوروبيا، أما البقاء في الدوري السعودي فلن يحقق للاعب أكثر مما تحقق رغم أهمية هذا النجم للمنافسات الكروية السعودية عامة ولنادي الهلال خاصة. [email protected]