أشاد خبراء متخصصون في شؤون الإرهاب بيقظة السلطات الأمنية السعودية وكفاءتها في اكتشاف عناصر الإرهاب واقتلاع جذوره قبل أن يستفحل خطره وأوضح الخبراء أن ما أعلن عنه أول أمس من اعتقال مئات الإرهابيين يؤكد أن المملكة يقظة وتسير بخطى ثابتة في محاربة التطرف والإرهاب. كانت الأجهزة الأمنية وهي تقوم بواجباتها استجابة للتداعيات الأمنية التي أملتها الظروف الإقليمية والدولية منذ بداية العام الهجري 1429ه قامت بتنفيذ العديد من العمليات الأمنية التي استهدفت الفكر الضال وأتباعه الذين جعلوا من أنفسهم أدوات طيعة في أيدي أعداء الوطن وفق تعليمات جاءت من الخارج لتستهدف الوطن والمواطن في ثوابته وأمنه واقتصاده ومنهج حياته. وكنتيجة لتلك العمليات التي نفذتها قوات الأمن في مناطق مختلفة من المملكة تم القبض على ما مجموعه (701) من جنسيات مختلفة، حيث تم وفقاً للإجراءات النظامية استمرار إيقاف ما مجموعه (520) لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة، وإخلاء سبيل الباقين وعددهم (181) حيث لم يتضح حتى تاريخه ما يشير إلى ثبوت ارتباطات تنظيمية لهم بتلك الجماعات وفقاً لما تقضي به الأنظمة والإجراءات المتبعة. وقال الخبراء: إن المملكة نجحت باقتدار في مكافحة ظاهرة الإرهاب واستئصال جذوره كما حازت سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة الأعمال الإرهابية مكانة كبيرة لدى المحللين وخبراء مكافحة الإرهاب ووصفوها بالسياسة المثلى للقضاء على هذه الظاهرة البغيضة حيث اتبع الملك عبدالله سياسة الاحتواء واجتثاث الجذور والمنابع التي يمكن أن تؤدي للتطرف والإرهاب فكانت خطاباته لعودة الفئة الضالة إلى رشدها ثم إحباط المخططات والضرب بيد من حديد لمن يكابر ويعث في الأرض فسادا. وأكد خبير مكافحة الإرهاب اللواء فؤاد علام أن تجربة المملكة في التعامل مع ظاهرة الإرهاب تحظى بنجاح ويجب دراستها بأهمية كبيرة لأنها نجحت في الحد من ظاهرة الإرهاب وجاء تعامل المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب قوياً وواعياً واتسم بالتخطيط الجيد حيث إن التخطيط الجيد من أهم الأسباب التي ساعدت قوات الأمن السعودي على إجهاض العديد من العمليات أو إنهائها بقوة وردع فالمملكة حملت على عاتقها ملاحقة الفئة الضالة ولا نستطيع أن نبخس حق القوات الأمنية السعودية وشجاعتها فهم يحملون أرواحهم على أكتافهم ويواجهون عدواً يحمل أفكاراً ضالة ومن أجلها يستهين بحياته وهذا يؤكد على قوة العزيمة والإصرار لدى المملكة في استئصال شأفة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين في كل ربوع المملكة واستعداد قوات الأمن السعودي وجاهزيتهم للمحافظة على أمن واستقرار المملكة مهما كلفهم ذلك. وثمن اللواء فؤاد علام ما قامت به السلطات السعودية من مطاردة قوية وفعالة للإرهاب وقال: إن تحركات المملكة جاءت دائماً بسرعة شديدة وملاحقة الضالين بعزم وتصميم القيادة السعودية على مطاردة فلول الإرهاب لاستئصاله نهائياً من على أرض المملكة وقال علام: إن الشخص الإرهابي فاقد الثقة في نفسه وفي من حوله ويعيش في رعب دائماً وإن كان يحاول إثبات عكس ذلك ومن هنا يجب التعامل معه بكل قوة وثبات وهذا ما فطنت إليه قوات الأمن السعودية ومن ثم كانت الشجاعة والجرأة في التعامل مع الإرهابيين إلى قطع دابر الإرهاب نهائياً في نجاحات القوات السعودية وأنها قطعت شوطاً كبيراً ووصلت إلى نهاية المطاف في مطاردة فلول الإرهاب ونجحت المملكة في تجريد الإرهابيين من كل المقومات والإمكانات التي بحوزتهم أولاً بأول بدءاً من التضييق والخناق الأمني وتوعية الناس بخطر الإرهاب. وأكد منتصر الزيات محامي الجماعة الإسلامية في مصر أن المملكة نجحت نجاحاً كبيراً في معالجة ملف الإرهاب فقد استطاعت التعامل مع الجماعات المسلحة بطريقة جيدة في كيفية التعاطي مع الإرهاب حيث جمعت في التعامل مع الجماعات التي استهدفت أمن بلاد الحرمين الشريفين بطريقة جمعت بين القوة واللين القوة في ملاحقة المتطرفين وإلقاء القبض على المتهمين. وأكد الزيات أن السعودية استطاعت في ظل قيادة الملك عبدالله لملمت ملف العنف من أطرافه عبر المواجهة الحازمة من ناحية وعبر العفو من ناحية أخرى. وأضاف الزيات ولأن المملكة لها خصوصيتها حيث إنها مهد الرسالة ولا يستطيع أحد المزايدة عليها في ذلك فقد وجه الملك عبدالله علماء الدين والمفكرين إلى تفنيد آراء من استهدفوا أمن بلاد الحرمين وكان لذلك منافع عدة أولها توبة هؤلاء الشباب عن العنف وثانيها تبصرة الآخرين بمساوئ الإرهاب وأن ما حدث للمملكة لم يكن من الجهاد كما زعم البعض ولكنه تخريب. وقال الخبير الاستراتيجي اللواء أحمد عبدالحليم: إن المملكة قادرة على التصدي للإرهاب ولديها القدرة والشجاعة وبذل الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد كما أن هناك الأسلوب الحازم والمسؤول الذي واجهت به المملكة هذه العمليات الغريبة عن المجتمع السعودي وقد اتسم أسلوبها في التعامل مع ظاهرة الإرهاب بالوعي الشديد بمواجهة هذه الفئة الضالة وسدت أمامهم كل النوافذ حتى تساقطوا فلا ملاذ أو ملجأ للإرهابيين على الأراضي السعودية ولا ملجأ ولا ملاذ لعناصر التخريب وتؤكد المملكة على الدوام بالتزامها الصادق والراسخ بالمنهج الإسلامي الصحيح والقيم الأخلاقية العربية الأصيلة وشجاعتها في التصدي للإرهاب.