اختتمت فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب وسط حضور مكثف من دور النشر المحلية والعربية والأجنبية، المعرض الذي يمثل تظاهرة ثقافية متعددة وأنشطة فكرية متنوعة وأدبية متميزة استقطبت العديد من الشخصيات البارزة في هذا الحدث الثقافي الجليل الذي كان قد افتتحه وزير الثقافة الدكتور محمد بن عاشور وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين بتونس إبراهيم بن سعد الإبراهيم وعدد من الرموز الثقافية العربية. وحفلت الفعاليات بعدد من البرامج والأنشطة الثقافية خصوصا وأنها تأتي بعد مرور الذكرى المئوية السادسة للعلامة عبدالرحمن بن خلدون لعل أبرزها ندوة دولية بعنوان (من ترجمة الكلمات إلى حوار الثقافات) تبحث في قضية الترجمة من اللسان إلى اللسان مع البحث في آلية هذا العمل ودلالته في كل مستويات الترجمة وإشكالاتها وتفاعلاتها للوصول إلى المقصود الحقيقي من كل ترجمة. ويرى أحمد فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين وأحد المشاركين في تلك الفعاليات أن هذه الندوة حظيت باهتمام كبير من عديد من الجهات إذ حضرها محمد بن عاشور وزير الثقافة التونسي وضيفا الشرف فيها الدكتور المنجي الشملي (تونس) وأندري نموس من (بلجيكا) وطرحت فيها عدة دراسات وأبحاث منها تجارب وسياسات في الترجمة وأخرى عن دار ابن رشد للترجمة وتجربتها في براغ. وثالثة عن تجارب الترجمة وسياستها في إيطاليا ثم كانت دراسة لمركز الوطني التونسي للترجمة بعنوان (ملامح الخطة الوطنية الترجمة) وكان الختام للندوة قراءة متنوعة لأبي القاسم الشابي مترجماً للفرنسية وحوار جيلبرت سينويه وآدم فتحي وغيرهم. ويشير الحمدان إلى وجود كم هائل من الفعاليات كانت مثار ثناء الحضور ومنها لقاء أدبي مع الكاتب بهاء طاهر أحد أهم الروائيين العرب والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب بمصر ولقاء آخر مع إيريك إيمانويل سميث وهو كاتب وروائي فرنسي والذي كفل له إبداعه الفريد المتنوع الحصول على العديد من الجوائز في فرنسا وألمانيا وسويسرا وترجمت نصوصه إلى عشرات اللغات. كما طرحت ندوة شعرية بعنوان (شعراء واعدون) لعدد من الشعراء التونسيين الشبان الذين برزوا من خلال الملتقيات الثقافية والمهرجانات الأدبية مثل رشيد العرفاوي وراضية ذياب وجميل العمامي وسفيان المسليني إضافة إلى ندوة كبرى عن الشعر العامي باعتباره جنساً أدبياً يصعب تجاهله ويعكس توجها آخر من وجوه الإبداع الأدبي والفكري العربي وكان ضيوف الشعراء سيد حجاب (مصر) الدكتور صالح سبأ (السعودية) مسفر الدوسري (السعودية). وعن أهمية الكتاب وتعامله مع الخارج يقول أحمد الحمدان نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب: أقيمت مائدة مستديرة بحثت في قضية تصدير الكتاب التونسي إلى الخارج وأهمية هذا القطاع في الوقت الحاضر والأوقات المستقبلية له. ويضيف أن الحصة الثابتة للفعاليات طرحت عدداً من القضايا المتعلقة بقضايا النشر والناشرين منها (الترجمة وإعداد الكتاب - الوعود والتحديات ومهنة الناشر اليوم - الرهان والتحديات) وأخرى بعنوان - (توزيع الكتاب بين المسالك التقليدية وآفاق التجارة الإلكترونية) حاضر فيها ميشال ميرال من خلال تقديمه لبرنامج صيغة موحدة للتوزيع لناشري حوض البحر المتوسط لتكون مسك الختام دراسة بعنوان (أي تسويق للكتاب) من خلال طرح تجربة الكتاب التونسي وآليات توزيعه. وعن الجناح السعودي في الفعاليات يرى رئيس جمعية الناشرين السعوديين أنه كان الأضخم والأبرز نتيجة المشاركات المكثفة من الوزارات والهيئات والمؤسسات الثقافية والجامعات إضافة إلى مكتبة العبيكان ومكتبة الرشد كناشرين ليمثل الجناح السعودي بانوراما متكاملة يطرح الآلاف من العناوين الشيقة ويطرح العديد من الإضاءات والمحطات الثقافية المشرقة. وقال الحمدان إن الجناح السعودي شهد اهتماماً ورعاية خاصة من معالي السفير السعودي الدكتور إبراهيم بن سعد الإبراهيم إضافة إلى الدور العملي والنشيط والبناء للملحق الثقافي السعودي إبراهيم بن عبد الرحمن الطاسان الذي كان شعلة من النشاط والحيوية فأزال المعوقات ووفر الكثير من المزايا أمام الناشرين الذين واصلوا العطاء الثقافي والإبداعي الذي تعايشه المملكة عبر عصور مختلفة.