بعد ستين عاماً على نكبة فلسطين لا يشعر الإسرائيليون بالأمان، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة ونشرته صحيفة هآرتس العبرية أن 4 % فقط من الإسرائيليين لا يخافون من شيء.. وقال 34% من الإسرائيليين إنهم يخشون امتلاك إيران السلاح النووي، و22% إنهم يخشون أزمة اقتصادية، و21% يخشون حرباً على الحدود مع لبنان، و14% يخافون من مجموعة أمور..، فيما قال 4% إنهم لا يعلمون مما يجب أن يخافوا.. وفي هذا الصدد يقول الخبير الإسرائيلي (عكيفا إلدار) المتخصص في شؤون المجتمع الإسرائيلي: (لقد ورثت عن والدي دولة معجزة وأترك لأولادي علامة استفهام).. وأظهر استطلاع الرأي أن 52% من الإسرائيليين لا يستبعدون الهجرة مقابل 32% قالوا إن لا شيء يمكن يدفعهم إلى المغادرة، وقال 24% إن ما يمكن أن يدفعهم للمغادرة هو فقدان الثقة بمستقبل (دولة إسرائيل) أو القلق على مصير أولادهم. وقال 12 % إن الوضع الأمني المتدني والخوف من حرب يدفعانهم للتفكير في مغادرة البلاد، فيما قال 10% إن عرض عمل مغر سيجعلهم يغادرون.. وفي ردهم على سؤال إذا ما أن شعورهم جيد بالعيش في إسرائيل قال 39%: (إن شعورهم جيد جداً، فيما قال 52% إن شعورهم جيد بصورة كافية.. وقال 30% إنهم يشعرون بالخجل من كونهم إسرائيليين ويحملون جنسية دولة عدوانية. وغداة وقوع المحرقة النازية، تم إنشاء إسرائيل على أراض كانت خاضعة للانتداب البريطاني، وواجهت على الفور حربها الأولى مع دول عربية.. ومع هذا التطور برزت مأساة أخرى هي الترحيل القسري لحوالي 700 ألف فلسطيني (في ذلك الوقت) معظمهم إلى مخيمات لا تزال قائمة في لبنان والأردن وقطاع غزة.. وتمكنت دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدى ستين عاماً بعد اغتصابها فلسطين، من فرض نفسها في المجموعة الدولية، لكن هذه (الدولة) التي لا تزال حدودها غير محددة تبقي على الصراع مع الفلسطينيين والعرب. ويبقى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية عاملاً قائماً لإشعال المنطقة.. وهذا الواقع إلى جانب سبع حروب لم يمنع إسرائيل من ترسيخ اقتصادها وأن تصبح قوة تكنولوجية وتمتلك جيشاً قوياً وبنى تحتية متطورة على أرض ليست فيها موارد طبيعية، إنما بدعم غير محدود من الغرب وفي مقدمته الولاياتالمتحدة. وفي إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام (إسرائيل) تكثف دولة الاحتلال محاولاتها لاستقدام مهاجرين جدد، حيث بدأ تدفق المهاجرين على إسرائيل الذي كان ثابتاً فيما مضى يتراجع بعد 60 عاماً على اغتصابها فلسطين، ففي عام 2007 قدم أقل من 20 ألف مهاجر إلى إسرائيل حسب تقديرات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي.. ووصل 400 مهاجر يهودي جديد من 32 بلداً مختلفاً يوم الاثنين إلى فلسطينالمحتلة، في إطار تلك الاحتفالات.