يرى الفيلسوف الإنكليزي برتراند راسل أن كثيراً من المدن التي تتوهج أضواء احتفالاتها غالباً ما تواري بتلك الأضواء هلعاً وذعراً هائلين. ووسط احتفالاتها هذه الأيام بالذكرى الستين لإعلانها، تبدو الدولة العبرية وكأنها تحاول إخفاء همّ ثقيل من المخاوف والأحزان، أرخى بثقل الشيخوخة على محياها المجهد، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يحيي هواجس الإسرائيليين الكامنة في ما يخص أمن كيانهم وبقائه، كما يطرح تساؤلات عديدة في شأن مستقبل ذلك الكيان. فعلى رغم نجاحها في تحييد الخيار العسكري العربي إثر إبرامها عدداً من اتفاقات السلام مع دول عربية مؤثرة أخرجت بموجبها جيوشها النظامية الضاربة من المعادلة العسكرية بعد أن خولتها المساعدات الغربية توجيه ضربات قوية لها خلال حروب متتالية، إلا أن إسرائيل لم تتمكن من تحييد المقاومة الشعبية العربية أو احتوائها، حتى أمست كابوساً يقض مضاجع الإسرائيليين ويزعزع من ثقتهم في جاهزية قدرات بلادهم العسكرية الهائلة لضمان أمنهم. كيف وقد تسنى لتلك المقاومة تحقيق انتصارات لافتة على الجيش الإسرائيلي ربما لم تتمكن الجيوش النظامية العربية من تحقيقها. وتجلت أبرز تداعيات البلاء الحسن للمقاومة المسلحة العربية في بث الرعب في قلوب الإسرائيليين، حتى أن ميزان حركة الهجرة الوافدة والمغادرة، كما ميزان حركة أموال الاستثمار المستوردة والمصدرة، كلاهما أخذ ينحو منحى سلبياً، ما دفع بالمفكر الإسرائيلي أمنون دنكز إلى الاعتراف في صحيفة"معاريف"قبل ست سنوات بعدم قناعة اليهود بالوطن القومي اليهودي بسبب فشل القيادات السياسية الإسرائيلية في التعامل مع المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. فقد بدأت نظرية الأمن الإسرائيلية تهتز بشدة على وقع الضربات الموجعة للانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، واللتين أجبرتا إسرائيل على بناء جدار فصل عنصري حولها، هذا إلى جانب طموحات إيران النووية، التي أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أخيراً صحيفة"هاآرتس"العبرية أن 34 في المئة من الإسرائيليين يخشونها، كما أكد المحلل العسكري الإسرائيلي إفراييم كام أنها أعادت الإسرائيليين إلى الوراء عبر إحيائها القلق الوجودي الذي كان قائماً قبل حرب 1967 وخلال حرب يوم الغفران في تشرين الأول أكتوبر عام 1973. فيما يخشى 22 في المئة من الإسرائيليين أزمة اقتصادية و21 في المئة حرباً على الحدود مع لبنان، بينما يخاف 14 في المئة من مجموعة أمور أخرى كالنمو السريع لعدد السكان الفلسطينيين وتصاعد قوة"حماس"في غزة. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن 52 في المئة من الإسرائيليين لا يستبعدون الهجرة، فيما ارتأى 12 في المئة منهم أن الوضع الأمني المتدهور والخوف من حرب جديدة يدفعانهم الى التفكير في مغادرة البلاد. وبينما كان التأكيد على مفهوم قدسية الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي من بين أساسيات المشروع الصهيوني، لدرجة أن التاريخ العسكري الإسرائيلي رصد حالات انتحار لبعض الشباب الإسرائيلي الذين استبعدوا من أداء الخدمة ربما لأسباب صحية، فقد حدث تحول جوهري الآن في هذا المفهوم، حيث تزايدت أعداد الجنود والضباط الرافضين لأداء الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية ورفض عشرات الطيارين قصف المدنيين الفلسطينيين، كما بدأ الشباب الإسرائيلي يتفنن في اختلاق ذرائع للهروب من التجنيد. وفي غضون ذلك، بدأت أخيراً مشاعر يهود الخارج تشهد فتوراً ملحوظاً حيال الدولة العبرية، حيث أظهرت دراسة أميركية نشرت في أيلول سبتمبر 2007 أن اليهود الأميركيين الشبان غير ملتزمين بالتقاليد الدينية اليهودية ويبدون فتوراً متزايداً، إن لم يكن ابتعاداً، عن تأييد إسرائيل في اتجاه من غير المرجح العدول عنه. ورصدت الدراسة تغيراً كبيراً في علاقة ارتباط الجيل الجديد من اليهود بإسرائيل، إذ بدا أن الدفء تحول إلى عدم اكتراث ينحو باتجاه الانسلاخ التام. وقال روجر بينيت نائب رئيس مؤسسة أندريا وتشارلز برونفمان الخيرية راعية الدراسة إنه بالنسبة لجيل آبائه كان السؤال المهم هو كيف ننظر إلى إسرائيل؟ أما بالنسبة الى مواليد ما بعد عام 1976، فالسؤال هو: لِمَ يجب علينا أن ننظر إلى إسرائيل أصلاً؟ ووفقاً لتقارير نشرتها أخيراً مديرية السكان في وزارة الداخلية الإسرائيلية، فقد تنازل حوالى 3 آلاف إسرائيلي هاجروا خلال السنوات الأربع الأخيرة عن جنسيتهم الإسرائيلية. وقالت صحيفة"معاريف"إن عدد الإسرائيليين الذين يتنازلون عن جنسيتهم الإسرائيلية يزداد من سنة الى أخرى. وبينما كانت غالبية هؤلاء، في السنوات السابقة، من بين المهاجرين الجدد أو المتقدمين في السنّ الذين خاب أملهم في إسرائيل، فإن غالبية المتنازلين عن جنسيتهم الإسرائيلية في عام 2006 هي من أوساط الشبان المسرحين من الجيش والحاصلين على الشهادات العليا، الذين اختاروا الحصول على جنسية أجنبية والتنازل عن الجنسية الإسرائيلية لاعتبارات مصلحية شخصية بحتة. غير أن أبرز علامات الشيخوخة التي ارتسمت على وجه الدولة العبرية في ذكراها الستين، والتي كانت تخريجاً مباشراً لتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية للإسرائيليين واهتزاز صورة الحلم الصهيوني والوطن القومي لديهم، هي تلك التي تجلت في ما يسمي ب?"القنبلة الديموغرافية"التي باتت تشكل أحد أقوى التحديات الأمنية للإسرائيليين بعد أن اتخذت أبعاداً متنوعة أبرزها: - تناقص أعداد اليهود عموماً، إذ يعاني اليهود من تناقص تعدادهم على مستوى العالم في شكل ملحوظ، حتى أن هناك تحذيرات مما يسمى ظاهرة"موت الشعب اليهودي، والذي يعود إلى أسباب عدة أهمها: أولاً: تزايد معدلات اندماج الجماعات اليهودية في المجتمعات الغربية خصوصاً في الولاياتالمتحدة الأميركية من خلال ذوبانهم في البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية لتلك البيئات، ما يؤدي إلى ابتعادهم عن الطقوس والشعائر الدينية اليهودية، ويقودهم في النهاية إلى التخلي عن يهوديتهم لمصلحة أديان أخرى. ثانياً: الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود والذي يشكل جزءاً مما يدعى ب?"الهولوكوست الصامت"، وشكل الزواج المختلط في الولاياتالمتحدة الأميركية نسبة 50 في المئة من عدد الزيجات عند اليهود، وهو غالباً ما ينتهي إلى تخلي الزوج اليهودي، ذكراً كان أم أنثى، عن يهوديته ودخوله في حظيرة قرينه. ثالثاً: تراجع معدلات تكاثر اليهود عالمياً، فضلاً عن نزوع اليهود نحو التخلي عن المفهوم الأسري وخصوصاً في المدن، التي تتفشى فيها أيضاً ظاهرة الزواج المتأخر وتزايد معدلات الطلاق، فضلاً عن تزايد حالات الشذوذ الجنسي. كذلك، أكد تقرير معهد واشنطن الأميركي المتخصص بالنزاع في الشرق الأوسط، أنّ عدد يهود أوروبا يتناقص من عام إلى آخر، وأن غالبية المجتمعات اليهودية الأوروبية في سبيلها إلى التقلص والاختفاء بسبب الهجرة والانصهار في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكونهم مجموعة سكانية مسنّة. وكشف إسرائيليون من أصل روسي أن حوالى نصف مليون وافد من الاتحاد السوفياتي السابق لإسرائيل لا يدينون باليهودية. أما تقرير المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي فيشير إلى نسبة 5.3 في المئة من سكان الدولة العبرية باعتبارهم مصنفين بلا ديانة. ولما كانت نسبة الخصوبة لدى اليهود هي الأقل عالمياً تقريباً، فقد توقع الخبراء أن ينحدر عدد اليهود في العالم عام 2025 إلى خمسة أو ستة ملايين فقط. هذا في الوقت الذي يصل معدل الخصوبة لدى الفلسطينيين إلى 9.7 في المئة، وهو من أعلاها عالمياً. ويبلغ معدل الزيادة السنوية لليهود في إسرائيل 1.85 في المئة وهي بالكاد نصف معدل الزيادة السنوية للفلسطينيين البالغة 3.4 في المئة، حيث تلد المرأة اليهودية حالياً ما معدله 2.6 من الأطفال، أي 26 طفلاً لكل 10 نساء، أما المرأة الفلسطينية فتلد ما معدله 4.2 طفل، أي 42 طفلاً لكل 10 نساء. وبحسب التوقعات الإسرائيلية، فإن عدد الفلسطينيين في فلسطينالمحتلة عام 1948 سيبدأ في عام 2010 تقريباً بتجاوز عدد اليهود ليصل نحو خمسة ملايين و600 ألف، أما عام 2020 فيتوقع أن يصل عدد الفلسطينيين إلى ثمانية ملايين و200 ألف، مقابل ستة ملايين و300 ألف يهودي. وهو ما يشكل تهديداً أمنياً بالغاً لإسرائيل، خصوصاً إذا ما تسنى للفلسطينيين استعادة لاجئيهم ونازحيهم وهو الأمر الذي أكد عليه البروفيسور آفي شلايم في كتابه"السور الحديدي"حينما ذكر أن وجود إسرائيل وقضية اللاجئين متلازمان لا يبقى أحدهما إلا على حساب الآخر. وتشير إحصاءات معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي إلى أن عدد يهود العالم عام 2007 خارج إسرائيل بلغ 7.76 مليون نسمة مقارنة ب 9.12 مليون نسمة عام 2004 وهو ما يدل على التناقص التدريجي ليهود الخارج، الذين تعتمد الدولة العبرية على دعمهم لها على كافة الأصعدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع النفوذ اليهودي في عواصم العالم الحيوية ومن ثم يحرم الدولة العبرية من أحد أبرز مصادر الدعم التي طالما استندت عليها لبلوغ غاياتها واستقوت بها في مواجهة خصومها. رابعاً: الهجرة العكسية إلى خارج إسرائيل، بمعنى نزوع عدد من الإسرائيليين إلى ترك الدولة العبرية للعيش خارجها، وبحسب دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية، فإنه وللمرة الأولى منذ 23 سنة، أصبح ميزان الهجرة اليهودية لإسرائيل سلبياً، حيث قدر عدد الذين هجروا إسرائيل في الشهور ال12 الأخيرة، بأكثر من خمسة آلاف شخص. وأظهرت تقديرات نُشرت في تشرين الأول 2006 أن هناك ما بين 700 و750 ألف إسرائيلي يعيشون خارج إسرائيل، يقيم 60 في المئة منهم في أميركا الشمالية و25 في المئة في أوروبا الغربية. وحتى اليهود أو المهاجرين الروس الذين نزحوا من دول الاتحاد السوفياتي السابق إلى إسرائيل بحثاً عن حياة أفضل، بدأوا يتركون إسرائيل هرباً إلى الغرب أو إلى بلادهم الأصلية، إذ أشارت تقارير السفارة الإسرائيلية في موسكو إلى أن خمسين ألفاً من المهاجرين الروس إلى إسرائيل في العقد الماضي عادوا إلى روسيا واستعادوا الجنسية الروسية. ويزيد من مخاطر الهجرة المعاكسة أن الذين يتركون إسرائيل معظمهم من اليهود الميسورين، كما أن من بينهم أبناء وزراء إسرائيليين وكذا أحفاد بن غوريون، حتى أن الصحف الإسرائيلية باتت أخيراً تسلط الضوء على ظاهرة"نزيف النخب"أو ما يعرف بهروب القمة، مشيرة إلى أن آلاف العاملين في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات من الشبان الإسرائيليين المتراوحة أعمارهم ما بين 22 و30 سنة، تركوا إسرائيل في العامين الماضيين، وبعد أن كانت الهجرة خارج إسرائيل مرفوضة وممقوتة في الماضي أضحت الآن أمراً غير مستهجن. وفي تقرير صادر عن إحدى جامعات إسرائيل العام الماضي، ظهر أن قسماً لا يستهان به من الإسرائيليين يعانون يأساً من الوضع السياسي والاقتصادي، الأمر الذي دفع بعشرات الآلاف منهم إلى تقديم طلبات هجرة إلى غرب أوروبا وشمال أميركا. كما أظهر التقرير أنه منذ بداية عام 2004 قدم أكثر من 40 ألف إسرائيلي طلبات هجرة إلى الولاياتالمتحدة وغرب أوروبا بل وشرقها أيضاً، ما أجبر رئيس الوزراء إيهود أولمرت على تكليف سكرتير الحكومة عوفيد يحزقيئل بتخصيص 37 مليون دولار لتمويل خطة تتضمن حملة دعائية لإقناع هؤلاء، خصوصاً الشباب منهم، بالعودة إلى إسرائيل، فضلا عن إعادة 700 ألف إسرائيلي غادروا الدولة منذ بدء الانتفاضة الثانية ويرفضون العودة إليها بعد أن مالت نسبة كبيرة منهم للتحول عن اليهودية. وبدورها، تؤكد المتحدثة باسم وزارة الهجرة الإسرائيلية ميتال نويإن أن عدد المواطنين الذين يهجرون إسرائيل الآن يقترب من عدد المهاجرين إليها، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى حالياً إلى اجتذاب فئات جديدة لمواجهة تراجع أعداد الوافدين، حيث ترفع أحدث الحملات الرامية إلى اجتذاب الإسرائيليين في الخارج والمهاجرين السابقين الذين غادروا، شعار"عائدون إلى الوطن للاحتفال بعيد ميلاد إسرائيل الستين". وبالتوازي مع إشكالية الهجرة العكسية، تعاني إسرائيل من مشكلة نضوب مصادر الهجرة إليها. حيث تسمى الهجرة إلى إسرائيل في العبرية ب"عاليا"وتعني"الصعود"باللغة العربية، وهو ما يوحي بتمجيد الهجرة لإسرائيل، وتمكن الإسرائيليون في الفترة 1948-2006 من استجلاب نحو مليونين و900 ألف مهاجر يهودي إلى فلسطين، كما طردوا نحو850 ألف فلسطيني إلى الدول العربية المجاورة. ولقد اعتمدت إسرائيل خلال الفترة التي تلت إعلانها مباشرة على استجلاب يهود العالم العربي والإسلامي لتزويدها بالزخم الديموغرافي طوال عقدي الخمسينات والستينات من القرن المنصرم. وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، لجأ الإسرائيليون إلى استنفاد المخزون الهائل لليهود في بلدان الكتلة الشرقية، وخلال الفترة من 1989 وحتى نهاية 2006 هاجر إلى إسرائيل مليون و224 ألفاً معظمهم من تلك البلدان. وبذلك، تسنى لإسرائيل المحافظة على أكثرية ساحقة لليهود على حساب الفلسطينيين. غير أن هذه الأكثرية اليهودية باتت مهددة خلال الآونة الأخيرة بالتآكل لمصلحة الفلسطينيين، حيث تؤكد الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية أن أعداد القادمين من اليهود تقل تدريجاً إذ هبطت إلى 24 ألف نسمة سنوياً فقط. وفي عام 2007 قدم أقل من 20 ألف مهاجر إلى إسرائيل بحسب تقديرات المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، وفي العام الحالي لم يصل سوى 3424 مهاجراً فقط خلال الأشهر الماضية، وخلال احتفالاتها هذه الأيام بالذكرى الستين لتأسيسها، لم تستقبل إسرائيل سوى 400 مهاجر يهودي جديد فقط من 32 بلداً مختلفاً، لتنخفض بذلك مستويات الهجرة إلى أقل مما كانت عليه قبل انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. فهناك تراجع في أرقام الهجرة اليهودية لإسرائيل في السنوات 2002-2010. فمعدل الهجرة الكلي كان في حدود 20 أو 25 ألفاً سنوياً، بعد أن كان هذا المعدل يقترب من حاجز مئة ألف سنوياً خلال العقد الماضي، وهناك أيضاً هبوط متواصل في عدد المهاجرين القادمين من دول الاتحاد السوفياتي السابق بنسبة 15 في المئة قياساً للفترة التي سبقت اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى الفلسطينية. وهذا الهبوط المستمر في الهجرة من دول وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق يوازيه أيضاً هبوط آخر في أعداد المهاجرين من الدول الغربية، إذ هبطت النسبة عن فترة ما قبل الانتفاضة بنسبة 14 في المئة في عدد المهاجرين من الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا، وهناك هبوط بنسبة 25 في المئة في الهجرة من بريطانيا. وفي مسعى منها لمعالجة الأزمة الديموغرافية، لجأت إسرائيل إلى التحرك في اتجاهين: أولهما، العمل قدر المستطاع على وقف أي زيادة ممكنة في أعداد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية وبين عرب 1948 من خلال التطهير العرقي والترحيل القسري ورفض حق العودة الشرعي للاجئين الفلسطينيين. وثانيهما، السعي لزيادة أعداد اليهود في إسرائيل كلما أمكن عبر استقدام مهاجرين جدد من الخارج بعد التخلي عن الشروط الصارمة في التأكد من يهوديتهم إلى حد إلصاق العقيدة اليهودية في كل من يرغب أو يدعي ذلك. حتى أنه بدأ يظهر في إسرائيل أخيراً ما يسمى بالتهويد العلماني، بمعنى اكتساب المهاجر للهوية الإسرائيلية وربط مصيره بمصير دولة إسرائيل من دون أن يصبح يهودياً بالضرورة. * كاتب مصري