هل سبق لك وان نظرت الى تحفة فنية يدوية الصنع وتمنيت لو انك قادر على صناعة شيء مماثل؟ ربما فكرت بكتابة قصص تدور افكارها في خاطرك، او رأيت منظرا جميل لاحد البيوت اعجبك به تنظيم الحديقة, وتمنيت لو عندك شيء مماثل. اننا عادة نعجب بابداعات الآخرين ونغض النظر عما يمكن ان يكون مخبأ فينا من نزعات الأصالة والابداع، كلنا لدينا القدرة على الابداع ولكن فقط عندما نعرف كيف نصل لهذه القدرة في ذاتنا ونحررها, فأي نشاط تختاره سيجلب لك الشعور بالعظمة والروعة عندما تصل من خلاله لعمل اصيل من ابداعك. ولقد اثبتت الدراسات مؤخرا ان التجارب الشخصية في الابداع ذات فوائد صحية ايضا فالنشاط الذهني الذي تبذله أثناء اعمالك الابداعية والفرحة الغامرة التي تنالها لدى الوصول لشيء جميل بعد عناء يرفعان مستويات الطاقة لديك ويقويان المناعة الذاتية عندك كما ويساعدان على تقليل الشدة والضغط النفسي اللذين يعتبران ضريبة المدنية الحديثة,ولكن ما الذي يوقف العديد منا عن الابداع؟ نتهم عادة قلة الالهام او قلة الوقت، ويمكن ان يكون ايضا قلة الثقة بالنفس، ولكن اذا اتبعت الخطوات التالية فسوف تتغلب على المصاعب كلها. حدد موهبتك هناك العديد من المجالات التي يمكن ان تنشط بها لكن حدد فقط المجال الذي تميل اليه ثم حطم الحواجز العقلية والنفسية التي تحملها من الماضي وتكبل عقلك وفكرك وتمنعك من الابداع، هل تميل الى المهارات اليدوية؟ ما رأيك بالنحت او أعمال الفسيفساء او الحياكة والتطريز,, اتشعر ان اصابعك متجمدة ومقيدة؟ بمساعدة أستاذ جيد والصبر الجميل والعمل المتواصل سوف تتحرر أصابعك وتتعلم العديد من التقنيات والمهارات التي تظن خطأ انك عاجز عن بلوغها. ربما تحب رسم الصور؟ وتظن انك غير قادر على الرسم؟ لكن الجزء الأيمن من دماغك قادر، اختر منظرا للرسم او ادرسه بعناية وتدرب على ترجمته بخطوط يديك على الورق, هل انت واثق انك لا تستطيع الرسم؟ لا بل تستطيع، متى آخر مرة حاولت الرسم؟ تخيل انك بعمر سنتين وامسك الالوان التي تحب وارسم ما يحلو لك، بأسوأ الاحوال ستحصل على بعض التسلية والمتعة ولكن من الممكن ايضا ان تصل لبعض الرسوم الرائعة المليئة بالحياة, اذاً انها الكتابة,, أي شيء من الشعر او القصص التي لازمت فكرك طويلا تظن انك عاجز عن التعبير؟ انها مهارة مثل غيرها يتعلمها المرء ويتدرب عليها ويدعمها بالمطالعات الوافية,اذا لم يكن لديك حقا اية فكرة عما يمكنك القيام به، حاول ان تفكر بشكل عام بالامور التي تحب وتتمتع بها، الألوان، الكلمات، الأفكار الموسيقى، تنظيم الحدائق، الاعتناء بورود ونباتات الزينة او مساعدة الآخرين؟ الآن حاول ان تربط هذه الأمور بأعمال ابداعية خلاقة,تخيل انك طفل صغير وان الله سيمنحك موهبة واحدة، فماذا ترغب ان تكون؟ ركز على ما تحب، ثم فكر بالأمور الأخرى، وتذكر انه ليس من الضروري ان تكون عظيم الموهبة حتى تبدع أشياء جميلة، مارس نشاطاتك بالطريقة التي تتعلمها وادعمها باتباع دورات تعليمية والتدريب المتواصل. عزز ثقتك بنفسك حتى ولو كان أحدنا يظن انه قوي الشخصية فانه يشعر احيانا بلحظات من الضعف لدى مناقشة امور تخص الابداع يحدث هذا عادة كضريبة لما لاقيناه في طفولتنا من قمع كان يطلب منا ان نسكت حتى لا نظهر بمظهر السخفاء، وان لا نشغل الحديث بأمورنا الشخصية او لكي نترك مجالا للآخرين ليتكلموا لأن حديثهم اهم من حديث الأطفال وبطريقة أو بأخرى يدرك هذا الطفل انه من الخطأ ان يكون مبدعا حتى لا يعنف على ابداعه من قبل الآخرين ربما يضحك الاستاذ المستهتر في المدرسة أو الأهل والأصدقاء على شيء عملناه أو قول قلناه ونستنتج عندها أنا لست جيدا في هذا المجال ومن الافضل عدم المحاولة مرة اخرى ولكن هذا ليس الا اعتقادا مزيفا ويمكننا ان نتفاداه فأنت عزيزي القارىء في موقع السيطرة على حياتك لا الآخرين، وتأكد تماما ان الوقت لم يفت بعد على امكانية تطوير مواهبك فحتى لو بقي في الحياة يوم واحد فهو كفيل ببعث الأمل فيك,ان بذور الخلق والابداع ربما تكون هاجعه لكن تأكد انها موجودة فيك، وتحتاج فقد للتشجيع كي تشرق وتخرج للحياة كيف ذلك؟ لما توجد لنفسك الرغبة والاهتمام وتعطي قدراتك حقها, فالابداع هو مسألة استخدام الجزء الايمن من الدماغ نحن عادة نعمل على تطوير الجزء الايسر منه والذي يشرف على فعاليات الحياة والحقائق والارقام والتفاصيل الجزء الأيمن من الدماغ هو الجزء الحدسي والخلاق والحساس وغالبا نتركه بلا استخدام ولكن بتنشيطه واثارته فاننا نكتشف رغبات عميقة بالابداع لطالما تقنا لها، استخدام وقت الفراغ والقيلولة بالتأمل والتفكير العميق فان هذا يعطي دماغك فرصة لتحرير مخزونه الطاقي واخذ وقت بالتخيل لتكتشف آفاقا جديدة,حاول أن تكون معتدلاً بحياتك وردود فعلك فهذا يخلق جواً من الراحة ويمنحك القدرة على الاسترخاء وذلك عندما يتحول تحت الوعي عندك عن التخيل المحض إلى أشياء خلاقة إبداعية,تلق إلهامك من ابداعات الآخرين انظر إلى اللوحات، استمع إلى الموسيقي، اقرأ وشاهد الأفلام وأي شيء يعطيك البهجة، متع نفسك بأي شيء عن النشاط الذي يثير اهتمامك، مثلاً إذا قررت تعلم الموسيقى امض وقتك مستمعاً إلى الآخرين يعزفون سواء عزفاً حياً أو مسجلاً لاتخف من ارتكاب الاخطاء او من الفشل لمرة أو أكثر، لأن فشلك هذا يعيد الطريق أمام النجاح فمن لم يخطىء لم يصب,متى شعرت أن ثقتك بنفسك مهتزة وعلى وشك التحطم، ذكر نفسك بأنك شخص فذ وتمتع بكونك أنت، إن رأيك أنت وشعورك أنت تجاه ماتقوم به هو المهم لا رأي الآخرين المنتقد والمعنف والذي غالباً ما يطلق جزافاً وبغير تفكير فقط لمجرد الانتقاد. عندما لايتمتع أصدقاؤك أو أقاربك بالحس المرهف ويقومون بالسخرية أو الاستهزاء على ماتقوم به، اطلب منهم أن يصمتوا ويكفوا عن التعليقات فارغة المعنى إذا لم يستطيعوا أن يقولوا شيئاً جميلا,قابل اي رفض أو رأي سلبي يدلي به الخبراء على أنه نتيجة حتميه منهم، فالعديد من الكتاب العظام قد حازوا على نتائج سيئة قبل أن يحققوا النجاح والشهرة تعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم، وابق متابعاً لعملك ونشاطك هذا,تذكر أن الانتقاد غالباً مايكون دافعه الحسد، فمن لم يجد بعد قدرته الإبداعية لسوف يناصبك العداء عندما يعرف بأنك قد وجدتها، ابق على اتصال مع الذين يدركون رغبتك بأن تكون اصيلاً، انخرط بثلة اصحاب، واتصل مع عقليات مماثلة على الإنترنت، أو مع من يجعلونك تفكر بشكل إيجابي. اجعل لديك وقتاً مليئاً بالإبداع يشعر العديد منا بأنه لايملك الوقت الكافي للقيام بأعمال إبداعية، ولكن هناك العديد من الطرق التي تمكنك من إيجاد الوقت الكافي: استيقظ أبكر بساعة في الصباح كل يوم وبذلك ستحصل على يوم عمل كافي إضافي خلال اسبوع. امض وقتاً أقل في مشاهدة التلفاز، واعمل قائمة بالبرامج التي تحس برغبة حقيقية لمشاهدتها ونفذ ذلك، لاتحاول إضاعة الوقت في سبر المحطات لغرض التسلية فقط. انس النوم الطويل في عطلة آخر الاسبوع، بدلاً من النوم امض وقتك في التفكير والتأمل. إذا كنت تذهب للعمل استخدم فرصة الإفطار لممارسة بعض من هوايتك، ولكن فيما لو كانت هوايتك متعلقة بأشياء يصعب إحضارها إلى العمل إحضار طاولة صناعة الفخار للمكتب قد يجلب بعض المشاكل يمكنك القيام بشيء ذي صلة وثيقة بذلك كقراءة الكتب ذات الصلة، أو تصفح مجلات، أو قم بزيارات لصالات المعارض. قلل الوقت المصروف في أعمال المنزل أو اطلب من الأهل المساعدة بذلك,اعمل جدولاً بأعمالك اليومية ومواعيد الطعام فهذا يتيح لك الحصول على المزيد من الوقت الثمين الذي يمكنك ان تسخره لأشياء أكثر جدوى ومقنعة.
