أجرى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مباحثات مكثفة بالإسكندرية مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت نتائج الاتصالات التي أجراها الرئيس الفلسطيني مع قادة المملكة، والمغرب والجزائر وتونس واليمن والسودان ومع الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئيس الاتحاد الأوروبي. وتأتي أهمية مباحثات مبارك عرفات بالنظر إلى الزيارة المتوقعة اليوم لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك إلى الإسكندرية الذي يبحث فيها مع الرئيس حسني مبارك تطورات الأوضاع في المنطقة في أعقاب كامب ديفيد، ونتائج الجهود والاتصالات الرامية لاستئناف المفاوضات، وعلمت الجزيرة أن باراك سيعرض في لقائه مع مبارك الآثار المتوقعة لاستقالة وزير خارجيته، والدعوة لتشكيل حكومة اتحاد وطني في إسرائيل على مسار المفاوضات. من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس الأربعاء استقالته من حكومة رئيس الوزراء ايهود باراك. وقال ليفي في مؤتمر صحفي عُقد في القدس لقد تركت رسالة استقالة على مكتب رئيس الوزراء . وكان ليفي قد هدد بالاستقالة من الحكومة اذا لم يقم باراك بجهود جادة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب الليكود اليميني المعارض. هذا وزادت استقالة ليفي من تعقيدات الأزمة التي يواجهها ايهود باراك اذ ذكر تليفزيون شبكة سي, ان, ان الأمريكية أمس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يواجه تحديا جديدا لاقناع الكنيست الاسرائيلي البرلمان بالتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل حلول 13 من سبتمبر المقبل,, وهو الموعد النهائي الذي حدده الفلسطينيون لاعلان دولتهم. وقالت الشبكة ان الاقتراحات التي يجريها الكنيست ضد باراك خلال الاسبوع الحالي تظهر لباراك انه سيكون من الصعب عليه الحصول على موافقة أعضاء الكنيست على أي اتفاق سلام يتوصل اليه مع الفلسطينيين. وأضافت ان باراك واجه أمس اختبارا آخر حيث صوت أعضاء الكنيست في قراءة أولية لمشروع قرار تقدمت به المعارضة لصالح حل البرلمان تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة. وأشارت الشبكة الى ان باراك تمكن بالكاد من النجاة من اقتراع بحجب الثقة عن حكومته الاثنين الماضي يتعلق بأداء باراك بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين,, وقالت ان هناك ثلاث قراءات أخرى في هذا الاقتراح. ووصفت الشبكة الوضع بأنه ينبئ بمدى الصعوبات التي يواجهها باراك مع الكنيست والضغوط التي يتعرض لها,, مشيرة الى أن باراك يقاوم تلك الضغوط قائلا: انه يجب ان يمضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين لابرام اتفاق سلام . وأشارت الشبكة الى ان العديد في اسرائيل يرون الآن أن فكرة اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل قد تصبح واقعا في اطار التفاعل بين المناورات السياسية داخل اسرائيل وبين عملية السلام مع الفلسطينيين. وكان ايهود باراك قد أعلن أمس ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وعده بالعمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس قبل انتهاء ولايته وفي موعد أقصاه العشرين من شهر يناير القادم. وقال باراك في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي ان الادارة الأمريكية عملت على استئجار مكاتب في مبنى في القدس حتى الانتهاء من تشييد المبنى الخاص بالسفارة. ومن جهة أخرى كرر باراك لاءاته المعروفة قائلا: لا يمكن أن يوقع اتفاق سلام ما لم نضمن 80 في المائة من المستوطنات لاسرائيل مع السيادة الاسرائيلية على القدس الموحدة الموسعة وعدم التنازل عن السيادة على المقدسات . ووجه باراك كما ذكر راديو اسرائيل أمس رسائل الى عدد من القادة والزعماء في مختلف الدول طالب فيها الفلسطينيين بتقديم تنازلات أو ما يسميه مرونة أي الموافقة على الشروط الاسرائيلية. وعلى صعيد تحركات الرئيس الفلسطيني عرفات فقد استقبل الرئيس المصري حسني مبارك في الاسكندرية أمس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. هذا وتركز البحث بينهما خلال الاجتماع حول تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء نتائج قمة كامب ديفيد,, وفي ضوء جولة عرفات التي يقوم بها حاليا. وكان عرفات قد وصل الى الاسكندرية الليلة قبل الماضية قادما من الخرطوم في اطار جولته التي شملت حتى الآن زيارة كل من فرنسا والسعودية واليمن والمغرب وتونس والجزائر والسودان. وتعد زيارة عرفات أمس للاسكندرية هي الثانية من نوعها حيث كان قد زارها اثر انتهاء اجتماعات قمة ديفيد مع الجانب الاسرائيلي وبرعاية أمريكية. ومن ناحية أخرى دعا المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس والذي يترأسه كامل الشريف والذي يتخذ من عمان مقرا له الى بلورة موقف عربي واسلامي واضح لنصرة الحق العربي والاسلامي في مدينة القدس. وأوضح المؤتمر في بيان صحفي أصدره أمس ان التحديات والأخطار التي تهدد الوجود العربي والاسلامي في مدينة القدس تستدعي اعلان التضامن العربي والاسلامي للدفاع عن مستقبل القدس والسيادة الفلسطينية الشرعية عليها. وأكد المؤتمر ضرورة عقد مؤتمر اسلامي عالمي برعاية منظمة المؤتمر الاسلامي ومشاركة جميع الهيئات الاسلامية العالمية للتعبير عن هذا التضامن,, وحذر من خطورة المخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويد مدينة القدس وطمس معالمها العربية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. هذا وفي طهران قالت اذاعة طهران أمس ان الرئيس الايراني محمد خاتمي سيوفد خلال الأيام المقبلة مبعوثين الى عدة عواصم عربية واسلامية لاجراء محادثات حول قضية القدس. وأضافت ان هذا الموضوع طرح خلال الاتصالات التي أجراها أول أمس وزير الخارجية الايراني كمال خرازي مع نظرائه السوري والمصري والقطري والأردني. وقال المصدر ان هذه الخطوة الدبلوماسية التي تقوم بها ايران تندرج في اطار مسؤولياتها كونها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وكان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قد أكد يوم السبت الماضي ان القدس ملك لجميع المسلمين ويجب ان تعود الى أصحابها الحقيقيين متهما الولاياتالمتحدة واسرائيل بالسعي الى زيادة الضغط على الفلسطينيين بعد ان فشلتا في تحقيق أهدافهما خلال قمة كامب ديفيد.