ما دعاني للتعقيب على ما يثار حول الإخراج الرياضي للمباريات مؤخرا هو إلحاح الكثيرين ممن أكن لهم كل معزة وتقدير أولا ثم شعوري بأن هناك إجحافا وتسرعا في إطلاق الآراء من قبل البعض كتابا كانوا أو متابعين. والذي يحز في النفس أن أصواتا أخرى وصل بها الأمر إلى حد المطالبة بالمخرج الأجنبي أو حتى مقارنة الإخراج السعودي بغيره ممن هو أقل بكثير جودة وإتقانا لا لشيء سوى أن (زامر الحي لا يطرب) كما يقولون، ومعذرة على هذا الاستخدام لأنني لم أجد ما هو أنسب منه في هذا المقام. كثر الغمز واللمز في الإخراج بشكل عام على قنوات ART الرياضية وتركز في الآونة الأخيرة على مناسبتين كبيرتين ألا وهما نهائي كأس ولي العهد ومهرجان اعتزال الكابتن سامي الجابر. وأنا حقيقة أستغرب إقحام اسمي إخراجيا دون الاستناد إلى ما يثبت أنني كلفت بهاتين المناسبتين الغاليتين وكم كان يشرفني ذلك لولا أن للإدارة رأياً آخر لا أعلم حتى هذه اللحظة عن مبرراته. الذي أعرفه أن الأخ العزيز سامي الجابر اتصل بالأخ وليد الفراج يسأله عن السبب وراء إبعادي عن أخراج مهرجان اعتزاله فرد عليه بأن لديه البديل المناسب. وحصل ما حصل من الإخفاق لأن عامل الخبرة مطلوب في مثل هذه المناسبات، ولا أظن أن الموضوع يحتاج للتدليل على النجاح المتوقع لو أعطيت القوس لباريها كما حصل من النجاح في مهرجانات اعتزال سابقة لكل من صالح النعيمة ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان. أما بخصوص نهائي كأس ولي العهد -حفظه الله- فقد تفاجأت كما تفاجأت قبلها مرات عدة وفي مناسبات هامة بإقصائي وتكليف مخرج متعاون هو ذات الزميل في كل مرة.. وأرجو إعفائي من ذكر اسمه والذي أحب أن أؤكد عليه أن المسؤولين جادون في معالجة نواحي القصور إن وجدت سواء في الإخراج أو غيره ولكن ربما لكثافة وتقارب مواعيد المباريات وتباعد المناطق دور في حصول بعض الهفوات الطفيفة. والذي أرجوه ممن يوجه نقدا لمجرد النقد أن يتحرى الدقة فيما يقول وعن من يقول فهل من المعقول أن يكون شخص في ستة أماكن في ذات الوقت!! بمعنى أنه عندما يكون هناك ست مباريات مثلا في وقت واحد فمن البدهي أن يكون هناك ستة مخرجين بمعدل مخرج لكل مباراة. وأنا شخصيا أحترم النقد الموضوعي البناء والهادف غير المجرح ولا المشوب بالتعصب لفريق دون آخر. وإطلاق التهم جزافا بأن هذا المخرج أو ذاك له ميول تجاه هذا الفريق أو ذاك لا أظنها تخدم أحدا بحال من الأحوال. بل على العكس هي تفقد الثقة في هذا المخرج وقناته معا وتؤجج القارئ والمستمع بحيث يظن أن فريقه المفضل قد ظلم أو سلب حقا من حقوقه وهذا لا يمكن أن يقدم عليه إلا شخص تجرد من المسؤولية وأمانة المهنة وأنا أربأ بنفسي أن أنتهج هذا الأسلوب أو حتى أي أحداً من زملائي المخرجين فأندية الوطن كلها في عيوننا وأفئدتنا وتعاليم ديننا قبل هذا وذاك تعلمنا أن نسمو فوق سفاسف الأمور. والنجاح في مهمتنا وإرضاء المتابعين لنا هو ديدننا. بكل صراحة أنا بالقدر الذي لا أقبل أن تنسب أخطاء غيري لي لا أستسيغ كذلك أن تجير إيجابيات غيري لي. فثقتي بالله سبحانه أولا ثم بقدراتي وإمكاناتي تجعلني قادرا على الإضافة والتجديد والتطوير والإبداع متى ما تهيأت الظروف وهي بحمد الله موجودة الآن في ظل الدعم الإداري المتمثل في اهتمام الإدارة العليا في قنوات راديو وتلفزيون العرب الرياضية، وأظن المحافظة على ما وصلت إليه بفضل الله من الترشيح للمشاركة في نهائيات كأس العالم 94م في أمريكا كان وسيظل حقا مشروعا لي طالما أنني قادر على العطاء والإضافة ومتى ما وجدت لا قدر الله أن مستواي الإخراجي أقل مما هو مفترض أن يكون عليه من التألق والإبداع فسأتوقف من تلقاء نفسي قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه من إجباري على التوقف قسرا وهذا والله ما لا أرضاه لغيري فكيف به لنفسي. أظن أن اللبس فيما يتعلق بالإخراج حدث بسبب اختلاط الحابل بالنابل وكثرة المخرجين كما أسلفت ولكن كان من المفترض على من له ملاحظة أو وجهة نظر أن يتحقق من الاسم قبل أن يدلي بدلوه ويرمي باللوم جزافا على من ليس له علاقة وهذا الأسلوب في الغالب لا يصدر إلا من أصحاب أنفس مريضة خصوصا ممن يتخفون بأسماء مستعارة عبر المنتديات وهؤلاء أقل ما يمكن أن يقال عنهم إنهم (خفافيش الظلام) هداهم الله. وأفضل رد عليهم هو قول الحق تبارك وتعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} أما من يكتبون بأسمائهم صريحة دون رموز ولا ألقاب فليسمح لي قارئ الكريم أن أختار أنموذجا واحدا ممن يستحق الرد عليه ألا وهو الزميل العزيز الأستاذ صالح السليمان حيث كتب في هذه الصحيفة العزيزة على قلوبنا نقدا بناه على رسالة واحدة وصلته عبر الجوال وأقول يا سبحان الله ألهذه الدرجة تبنى الآراء!! وللحق أقول: إنني أحترم الأستاذ صالح وهو من الأسماء القلائل التي أعتز بثنائها علي وذلك عبر هذه الصحيفة أيضا من خلال (السلطة الرابعة) إلى جانب اعتزازي بآراء أعزاء آخرين كالأستاذين عدنان جستنية وأحمد الشمراني وكما نلاحظ فالمحصلة بحمد الله هلالي واتحادي وأهلاوي وحتى يكتمل العقد فلا بأس إذن من إضافة نصراوي ألا وهو الأستاذ محمد الدويش الذي تشرفت بسماع رأيه مباشرة عند زيارتي له في مكتبه لأمر يخصني فكان نعم العون ونعم السند. الهلاليون قبل غيرهم كانوا ولا زالوا يتفاءلون بإخراجي لمبارياتهم ربما لأنهم يفوزون في معظم المباريات التي أقوم بإخراجها منذ أن كنت في التلفزيون السعودي وخلال السنوات السبع التي قضيتها كبيرا للمخرجين في قناة الأوربت. سمعت ذلك شخصيا من أسماء لها وزنها وثقلها إداريا كالأميرين خالد بن محمد وعبدالله بن مساعد وكذلك من الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ونقل لي عن غيرهم مثله. وفيما يتعلق باللاعبين فعلاقتي بهم ممتازة من فضل الله ولو سردت الأسماء لما اتسع المجال لذلك لكثرتهم. أما الميول فلا أظنها تخفى على أحد من المنتمين للوسط الرياضي فهي رياضية نسبة لنادي الرياض.. أعتز بذلك ولا أجد حرجا في أن أعلنه بل وأتشرف بذلك فيكفيك من هذا النادي اسمه ناهيك عن رسمه فهو يحمل أغلى اسم لأغلى مدينة (درة العواصم). أشكر أحبتي في (الجزيرة) أن أتاحوا لي المجال أن أعبر عن ما يجيش في صدري تجاه موضوع طالما كثر حوله اللغط فصار لا يعرف الصح فيه من الغلط. كما أشكر أخي الفاضل أبا مشعل الأستاذ محمد العبدي على أريحيته وتقبله الرأي حول ما ينشر والتعقيب عليه، والشكر موصول للأستاذ العزيز عبدالعزيز الهدلق ولكافة الإخوة في القسم الرياضي بالجريدة متمنيا لكم جميعا التوفيق والسداد. أخوكم كبير المخرجين بقنوات راديو وتلفزيون العرب ART