حين تعقد الخيل نواصيها يشع الخير والفروسية لتبقى الأصالة في أذهان الأجيال وتتفاعل بداخلنا أهمية الخيل التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى رياضة عريقة يتنافس في سباقاتها وجمالها كل فرسان العالم الذين جمعهم في هذه الأيام تظاهرة فريدة في مزرعة الخالدية تلك الصرح الشامخ والمساهم بفعالية في صنع حلقة تواصل وفتح باب من فخر مع عشاق هذه الرياضة الأصيلة. النجاح المتواصل الذي تشهده الخالدية لم يأت وليد الصدفة ولن يأتي لو لم يكن هناك جهد رائع ومثابر ومتابعة من الأمير الفارس صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز الذي جعل من الخالدية ميدانيا يجمع مرابط الخيل العربية المتعددة والمنتشرة على مستوى، كما أنها أسهمت في إشعال روح التنافس بين أهل الخيل في المحافظة عليها فالاشتراك في مثل هذه السباقات المثمرة أصالة وجمال وأرسان تنطلق بالتنافس إلى خطوط بلا نهاية وجمال تضرب به الأمثال. هذا السباق الكبير أعادني بالذاكرة ثلاثين عاما للوراء بحوار جرى بيني وبين الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن العتيبي - رحمه الله - وهو أحد المسؤولين عن خيل الملك عبد العزيز بمنطقة الخرج حين كان يتحدث لي بإعجاب عن التشجيع والاهتمام وعن الحرص الكبير من المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - في الاهتمام بالخيل وسلالتها وقال كان دائماً ما يصحب أبناءه معه ويتحدث لهم عن أهمية كل مربط على حدة ويحثهم على الاهتمام بها بعد أن يمتدح دورها في توحيد هذا الوطن الكريم. كل هذا الاهتمام من الملك المؤسس - رحمه الله - ومن أبنائه وأحفاده من بعده يجعلنا ندعو جميع أبناء الوطن بالأخذ من ذلك درسا في الاهتمام وترسيخ ثقافة الجواد للأجيال وفي مقدمتهم رجال الإعلام الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية في مواكبة مثل هذه الاحتفالات بما يليق بها ويحفظ الأهداف المنشودة منها. لواء متقاعد