استضافت اثنينية الذييب مؤخرًا يحيى محمد القحطاني، المدرب المعتمد لخيول السباقات والروائي؛ وذلك للحديث عن عالم الخيل والفروسية، وأنواع الخيول وتدريبها وتأهيلها للسباقات. وقد تحدث يحيى عن الخيول التي تشارك في السباقات الرسمية، وهي خيول عربية أصيلة مهجنة، نشأت في بريطانيا بمزاوجة ثلاثة من الخيول العربية الأصيلة مع الخيول الإنجليزية؛ فنشأت أجيال من هذه الفئة، جمعت في صفاتها بين قوة الخيول الإنجليزية وسرعة الخيول العربية، وخصوصًا في سباقات الأرض المنبسطة. وتحدث القحطاني عن بداية انتشار السلالة العربية من الخيل التي تعود إلى زمن النبي سليمان - عليه السلام -؛ إذ إن قومًا من الأزد من أهل عمان قَدِموا عليه فسألوه أن يمنحهم ما يركبونه؛ ليعينهم على العودة لبلدهم، وقطع المسافة الشاسعة إلى هناك؛ فأمر لهم نبي اله سليمان بفرس من خيله، وقال هذا زادكم، يسهل عليكم اصطياد الفريسة إذا احتجتم للطعام؛ فهو الأسرع بين الخيول. وبالفعل أعانهم الفرس على صيد فريستهم حتى وصلوا إلى بدلهم. وهنا أطلق عليه الأزديون اسم «زاد الركب»؛ فكان أول فرس ينتشر في العرب من تلك الخيل يحمل مواصفات القوة والسرعة. ومنذ ذلك الحين يعد أشهر الخيول التي تلقح منها الفصائل الأخرى للحفاظ على هذه المواصفات. ويمتاز الحصان العربي بقدرته على الصبر وتحمُّل الجوع والعطش، والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية. كما يُشتهر بذكائه ونُبله وإخلاصه وشدة وفائه لصاحبه. كما يسجِّل التاريخ الاهتمام الكبير بالخيل العربية في المملكة. ولأهمية الخيل العربية للمملكة من عوامل عدة فإن الملك عبد العزيز - رحمة الله - كان يهتم بشراء الخيول الأصيلة وتربيتها. وهناك مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة بالرياض الذي يحمل اسم الملك المؤسس؛ إذ يعتبر مَوطن الخيل العربية الأصيلة، ويحتوي على البقية الأصيلة من خيل المؤسس، ومجموعة من الخيل العربية الأصيلة من سلالات أخرى لاستمرار الإنتاج، وتحسين الصفات، مع استمرار المحافظة على الخيل السعودية القديمة التي ترجع إلى الأنساب المعروفة بالجزيرة العربية. وأعرب الحضور عن سعادتهم بهذه المحاضرة، والمعلومات القيمة التي حصلوا عليها؛ وهو ما شجَّع البعض على السؤال عن كيفية شراء خيل، والتدريب على ركوبه، والعناية به. وقد وعد الأستاذ القحطاني بتقديم الاستشارات لكل الراغبين في دخول هذا العالم الراقي للفرسان.